
الحلقة الخامسة: مشاهدات إيرلندي وألماني!
دوّن الروائي والرحالة الإيرلندي أليوت واربيرتون مشاهداته أثناء زيارته لبيروت سنة 1843، وكتب عن لباس رجالهم في الجزء الثاني من كتابه “الهلال والصليب” ما يلي: ” الرجال، مسيحيين ومسلمين على حد سواء، يعتمرون العمائم، وسراويل فضفاضة مربوطة عند الركبة، وصدريات حريرية مزرّرة تصل حتى الرقبة. وكان يُلبس فوق هذا، في أيام الآحاد والأعياد، شال كبير فضفاض يمنح المجموعات مظهراً رائعاً، كما يمنح الأفراد مظهراً كريماً للغاية.”
عند نهاية القرن التاسع عشر أصبح الطابع العام لمدينة بيروت المتطورة باستمرار أوروبياً بالكامل تقريباً. صحيح أن الألوان الشعبية الزاهية الألوان والتي ما زال السكان الفقراء يلبسونها، والعدد اللا حصر له من طرابيش “فيس” [فاس] الحمراء، تذكرنا دوماً بأننا موجودون في الشرق وإن كان الكثير من المسلمين والمسيحيين المحليين يرتدون ملابس أوروبية… الشوارع الجديدة في بيروت عريضة وتضاء ليلاً بمصابيح غاز. أما في الأحياء القديمة والفقيرة فلم يزل الناس يتلمسون طريقهم ليلاً في الأزقة الضيقة المتعرّجة بواسطة الفانوس… [أوبنهايم. من البحر المتوسط إلى الخليج، ص 15-16]
يتبع…
اللوحة للفنان التشكيلي اللبناني الأستاذ هاني بعيون.