
الحلقة السابعة: الأزياء البيروتية قديماً بعيون أمريكية.
في كتابه المطبوع سنة 1896 دوّن الكاتب والصحافي الأمريكي ألبرت بايسون تيرهيون Albert Pyson Terhune مشاهداته في بيروت في كتاي أسماه “سوريا من على صهوة جواد”، ومما قاله عن ملابس البيارتة في ذلك الوقت: “ناس وبيوت تتناقض مع شوارعنا الأمريكية. نرى هنا مبانٍ من الحجر البني وعلى سطوحها القرميد الأحمر, ورجال يرتدون بذلات سوداء ورمادية و بنّية, فالموضة متساهلة ولا تتبدل بسهولة. الطربوش اللامع مع العباءة ذات اللونين الأبيض والبني, والوشاح المتدلي من الكتف إلى الركبة وسترات وسراويل مختلفة حسب أذواق مرتديها من الرجال. أما أزياء نساء المدينة ومنهن المحجّبات فهي بشكل عام متعددة الألوان”.
وفي عام 1867، زار بيروت الطبيب والصحافي جاكوب فريز Jacob B. Freese ونشر كتاباً عن رحلته في الشرق تحت عنوان: “العالم القديم: سوريا وآسيا الصغرى”. في كتابه هذا يتحدث عن تنوّع الأزياء في شوارع بيروت والذي يرتبط برأيه بتعدد أتباع الطوائف الدينية فيها، فيقول [عن ترجمة للباحث نبيل شحاده] انك ترى الأتراك التقليديين يرتدون القفاطين الطويلة مع عمامات منتفخة بيضاء أو خضراء التي تحق لمن كان من عليّة القوم أو منتسبا للنبي محمد او لمن حجّ بيت الله الحرام في مكة المكرمة, كما يمكنك أن ترى المسلم العادي يسير في طريقه بهدوء ،يداعب بيد لحيته فيما اليد الأخرى تستند على خنجر أو على حقيبة ادوات الكتابة المعلّقة في حزامه. وفي بيروت لا ترى كثيرا من النساء يطفن في الشوارع , وجميع النساء المسلمات يخفين وجوههن بقماش من الحرير الأسود أو القطن يتدلى إلى الصدر, وإلى جانب ذلك يرمين أيضًا على رؤوسهن قطعة من الشاش الأبيض الفضفاض (موسلين) معلقة على ظهورهن كلما اقترب مرور أحد من الرجال. أما الشابات فيزحن أغطية الوجه قليلا و يكشفن عن عيونهن السوداء اللامعة ، الا انهن غالبا ما يتعرضن للتوبيخ من قبل الكبيرات في السن واللواتي يتمتعن بصرامة أكبر .ثم ينتقل “فريز” الى النساء المارونيات, فيقول أنهن يضعن أغطية بيضاء فوق “طناطير” على رؤوسهن ، ويسقطونه على وجوههن المستديرة “الجميلة” من حين الى آخر لإخفائها من نظرات الغرباء, أما النساء الكاثوليكيات العرب فهن لا يغطين رؤوسهن و وجوههن, ويزيد “فريز” في مدحهن و التغزل ببعضهن فيقول :”شخصياتهن رائعة و تتمتع وجوههن بجمال نادر”.
——-
الصورة: اسكتشات لأزياء نسائية لسيدات من طرابلس وحلب وبيروت سنة 1581 رسمها شاعر وجامع تحف فرنسي يدعى جان جاك بواسار