د. علي حجازي
عاد نادر من رحلته القصيرة التي تابع فيها رقصة الفراشتين المتشابهتين المتألّقتين بثوبيهما الجميلين، واللتين كانتا تتهاديان على مهل بانسجام تامّ، فسألتُهُ
– هل استمتعت برقصة الفراشتين يا حبيبي؟
– نعم، لكنهما لم تدنُوَا منّي، ولم تتأثّرا بوجودي
– لعلّهما تحتفلان
– بمَ تحتفلان أخبرني؟
– أجيبك بعد قليل، والآن، هل ترغب في جلسة هادئة تحظى فيها بصداقة الفراشتين؟
– نعم، نعم. قال الأحفاد بصوت واحد
صمتُّ لحظةً، أخذتُ أردِّد في سرّي: “سأبوح لهم بسرّ اقتراب الفراشة من فراس”، قلت بعدها
– انظروا إلى لون القميص الذي يرتديه فراس الآن! واستمتعوا برائحة العطر الذي يفوح منه. فقميصه زاهيةٌ ألوانُهُ، وشذا عطره فوّاحٌ، وهما اللذان جذبا الفراشة إليه
الآن أدعوكم إلى ارتداء ثياب زاهية الألوان، وإلى رشّ العطر الذي بعثه فراس رسالةً محبَّبةً إلى الفراشة من دون قصدٍ منه
جلسنا قرب الشلَّال الذي أكمل صوتُ خريرِ مياهِهِ اللوحةَ الجماليّةَ، حيث شرع رذاذ الماء يحيّي العشب والأزهار، ويبعث فينا الانتعاش، ويلبّي حاجة الحشرات الطائرة إلى الماء، فضلاً عن أصوات الضفادع التي ألفناها، على الرغم من تواصل تردادها المزعج
أجل، أضحينا جزءاً لا يتجزّأ من لوحة حياة الجنينة، فأنصتنا، إفساحاً لمراقبة حركة الكائنات حولنا
مرّت لحظات، أبصرنا، بعدها، الفراشتين تدنوان منّا، من مجلسنا
خطفت نظرةً عجلى إلى وجوه الأحفاد، فقطفتُ باقةً من السعادة لا توصف! فدنا منّي نادر وهمس
– وعدتني قبل قليل بإجابة عن سؤالي: بمَ تحتفل الفراشات يا جدّي؟
– نعم، انظروا يا أحبّتي، فهاتان الفراشتان اللتان ترونهما الآن تحتفلان باقترانهما، فالفراشة الذكر، وكلمة فراشة تُطلق على الذكر والأنثى، لدى إعجابه بالأنثى يطير فوقها وتحتها وبمحاذاتها، ولا يتأخّر عن بعث رسالة ودٍّ لها، محمَّلةً “بالهرمونات” أو “الفيرمونات”، فإذا وافقت بادلته رسالة الحبِّ بمثلها، وقبل اللقاء يجريان طقوساً احتفاليّة كتلك التي رآها نادر قبل قليل
– نحن نشاهد الفراشات تطير زوجين زوجين، فأين المدعوون إلى المشاركة في هذه الطقوس؟ قال علي
– الفراشتان لدى توافقهما لا تهتمّان بغيرهما. والأهمّ أنّ الذَّكر لدى استقباله رسالة الموافقة يُسرع إلى نشر رائحة كريهة هادفة إلى إبعاد الفراشات الأخرى، وهذه الرائحة غير المحبّبة تنتجها الفراشة من أزهار تعرفها. وأضيفُ معلومةً؛ إنّ الفراشة لا تهتمّ بما تعبّه النحلة، ولا بما تجمعه النملات، ولا بما يلتهمه الجراد من سنابل وأوراق الشجر ولحائه، وكلّ ما تقع عليه عينه، وتفتك به قواطعه
– هل تدلّنا إلى مركز البريد الذي ترسل منه الفراشة رسالتها؟
– إنّ قرون الاستشعار المثبتة في رؤوس الفراش صمّمها الله سبحانه لتتبّع أثر الإشارات الكيميائية المنتشرة في الهواء، والتي تصلها من رحيق الأزهار، ورائحة الأثمار، ومن شريك محتمل، وهذه القرون تؤدّي دوراً في توازنها
– وبالقرون تتناول الطعام. أليس كذلك يا جدّي؟ قالت سارة
– سؤال مهمٌّ جدّاً يعرّفنا تحوّلات الفراشة، ففم اليسروع يُعاد ترتيبه عند تحوّله إلى فراشة، ويصبح أنبوباً طويلاً نسمّيه الخرطوم، تطويه الفراشة بعد الانتهاء من امتصاص الرحيق
أمّا حاسَّة تذوّق الفاكهة والسوائل الموجودة فيها فتكمن في أرجلها الخلفيّة، بعد قيام الأرجل الأماميّة القصيرة بتحديد مواقعها، أقصد مواقع الغذاء. وبالمناسبة، أقول إنّ الفراشة مزوّدة بستّ أرجل. وما أودّ الوصول إليه هو\
التفكّر في موقعي الفراشة العلويّ والسفليّ، فالعلوي مخصّص لشمّ العبير وامتصاص الرحيق، والسفليّ مخصّص لتذوّق الطعام بوساطة الأرجل. سبحان الله الذي حدّد المراتب
– ما الذي تقصده من كلمة المراتب يا جدّي؟
– أراد الله أن يُفهم البشر أنَّ المنطقة التي تشمّ منها الفراشة أعلى من تلك التي تتغذّى بها
– نحن رأينا الفراشات تحطّان على الأزهار، وعلى الأثمار التي أكل منها الدّبور وغيره، ولا تمكثان طويلاً، كأنّهما تكتفيان بالقليل من العبير والغذاء؟
– نعم، فالفراشة تكتفي بالشمّ وبقليل من العبير، والنحلة تلثم الزهر وتعبُّ الرحيقَ. أمّا العصفور الطنّان فيدخل منقاره إلى الأعماق أكثر، وهناك نوع يُسمّى دودة القزّ التي تستحيل فراشة تُبدع خيوط الحرير، وتصوم يوماً بعد ثلاثة أيّام، وبهذا الصوم تتخلّص من الفضلات والزوائد، وتستعين بهذه الطريقة لإنتاج خيوط الحرير، وأزيدكم معرفة بسلوك هذه الفراشة الرشيقة التي تعتمد التعادليّة في حياتها، والتي هي رسالة الله لنا نحن البشر، وقوامها
إنّ الروح والنفس متعادلان، ولكلّ حقّه في الإشباع
ألم تسمعوا أخباراً عن أناس أصيبوا بالتخمة فماتوا بسببها، وعن آخرين ماتوا من الجوع؟ وقديماً قال السيّد المسيح عليه السلام
“ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان”. وقال الإمام علي عليه السلام: “يا دنيا غرّي غيري”
– ماذا تعني كلمة تعادليّة يا جدّي؟
– الله، سبحانه، “خلق الإنسان في أحسن تقويم” من روح وجسد، وأمر الإنسان بالاهتمام بهما معاً، وقال في كتابه الكريم
“وجعلنا الليل لباسا، وجعلنا النهار معاشا” أي إنّه سبحانه جعل الليل للراحة، والنهار للسعي في سبيل تأمين المعاش، وقدّم لنا مثالاً آخر هو
من فرائض الحجِّ أن يبدأ الحاج بالطواف حول البيت أي الكعبة سبعة أشواط، تليها فاصلة، صلاة عند مقام نبينا إبراهيم عليه السلام، تلي الصلاة السعي بين “الصفا والمروة” سبعة أشواط تتخلّلها هرولة، والمقصود من كلمة سعي، أنّه يتوجّب على الإنسان الاهتمام بالبحث عن طعامه وشرابه وأسباب عيشه وراحته. وبيت الله غرفة واحدة ، فهل يتّعظ البشر الذين يتطاولون في البناء ؟
– مفيد هذا الذي تفضّلت به الآن عن تعادلية الروح والجسد، وعن تراتبيَّة الأعضاء
– نعم، فالله، سبحانه وتعالى، عندما خلق الإنسان رتّب له الحواس بحسب ارتقائها: العليا فالوسطى فالسفلى
لنبدأ بالرأس، فالدماغ في الأعلى، ويحتلّ المرتبة الأولى، فهو المفكّر والموجّه والقائد الذي يصدّر الأوامر والنواهي. وهو محاط بجمجمة عظميّة قويّة تحميه من الصدمات، يغطيها الشعر الذي يردّ عنه الحرّ والبرد
أمّا المرتبة الثانية المهمّة فتحتلّها العين التي حماها الله بالحاجب، وزوّدها برموش تمنع عبور الغبار إليها. وفي حال تعرّضت للدخان والغبار الكثيف والغازات وغيرها فالدموع تغسلها، ووظيفتها التقاط الصور وإرسالها إلى الدماغ، ومرتبتها أعلى من الشمّ، وعلى ذكر العين أفيدكم أنّ الله زوّد عين الفراشة بآلاف العدسات الصغيرة
– لماذا عين الفراشة الصغيرة مكوّنة من هذا العدد الكبير من العدسات يا جدّي؟ قالت مريم
– ليعلّمنا الله كيف نتذوّق الجمال بأعيننا ،ثمّ بأنوفنا التي تأتي في المرتبة الثالثة بعد الدماغ والعين
أمّا الأذن التي هي حاسة السمع، فبها نعرف الأصوات، ونميّز بين الحسن والقبيح منها، وبها نعرف البون الشاسع بين صوت البلبل وصوت الحمار “إنّ أنكر الأصوات لصوت الحمير” وهناك فرق كبير بين صوت الحسون ونقيق الضفدع، والأمثلة كثيرة، وبوساطة الأذن نستمتع الأصوات العديدة، المفرحة منها والمحزنة، المحبَّبة والمكروهة، المؤنسة والمنفّرة. ولهذه الحاسَّة أهميّة كبرى في حياة المخلوقات
بعد ذلك يأتي الفم الذي يشكّل، لاحتوائه اللهاة واللسان والأسنان، مصدر الصوت ومخارج الحروف، وفيه يمضغ الطعام، ومنه يرسل إلى المعدة غذاءً للجسد
الله سبحانه قال: “ألم نجعل له عينين ولساناً وشفتين”
الله سبحانه ذكر اللسان والشفتين، وهما العضوان الأساسيّان في النطق، مع التقدير الكامل للوظائف التي تؤدِّيها الأسنان واللهاة والأنف أيضاً، ولو سلكنا طريق التفكير في وظائف الأعضاء نزولاً لوجدنا المنطقة الوسطى التي تشتمل القلب والرئتين والبطن والأمعاء، والمرارة والكبد البنكرياس والزائدة الدوديّة وغيرها، ولنتفكّر في المعدة التي يصلها الطعام ممضوغاً بوساطة الأسنان، مبلوعاً بتسهيل من الغدد اللعابيّة، وبفضل تلك اللهاة التي تقفل مجرى الهواء عند نزول الماء والطعام الذي بعد امتصاص ما فيه من غذاء يحوّله الكبد دماً، يواصل طريقه إلى الخارج عبر الأمعاء الغليظة والدقيقة والمخرج الذي جاء في المنطقة السفلى، مجاوراً مخرج البول الذي يستقرّ في المبولة التي تدفعه إلى الخارج عبر الأعضاء التناسليّة التي تحدّد موقعها في المناطق السفليّة مع أنّها هي التي تؤدّي وظيفة حفظ النسل. فضلاً عن كلّ ذلك، زوّد الله الجسد بيدين ورجلين لتساعده على المشي والعمل والكتابة والأكل والدفاع
– جدّي، هل تدافع الفراشة عن نفسها بأجنحتها وأرجلها؟
– سؤال مهمّ، فأجنحة الفراشة تُعينها على التماهي مع محيطها، ما يجعلها غير مرئيّة في المجال البصري للمفترسات من الطيور والسحالي والدبابير والزراقط وغيرها، ولها طريقة فريدة في حماية نفسها، إذ تقدم على وضع بيوضها على أوراق نباتات سامَّة تعرفها، فتلتهما اليرقات فيترسبّ السمَّ في أنسجتها، ولدى بلوغها تحمل الأجنحة إشارات لونيّة مميّزة تكون وسيلة التحذير للمفترسات التي ذكرتها قبل قليل، والتي تدرك سمّيَّة تلك الفراشات فتتجنّب أكلها
سبحان الله
بعد كلّ ما قدّمتُهُ أسألكم
– هل تحترب الفراشات؟ وهل تشاهدون الآن صراعاً بين هذه الفراشات التي تطير زوجين زوجين؟
– لا، لم نرَ فراشتين تقتتلان. قالت سيرين
– لماذا لا تتحارب الفراشات يا جدّي؟ سألت ليا
– لأنّها لا تخشى جوعاً ولا عطشاً، وهي تعشق النور وتستشهد عليه
– والله، إنّي أجدها أرقى من كثير مخلوقات الله. قال علي
– نعم، فهي، والله أعلم، أفضل من العقارب والحيّات والحيوانات المفترسة، وأفضل من جماعات الحشرات الطائرة جميعها بما فيها النحلة، ومن الجراد النهّاب وبعد، هل وصلكم خبر عن فراشة هاجمت أحداً، أو ألحقت به أذى لدى الاقتراب منها ؟
هل علمتم أنّ فراشة اغتصَبَت أو سرقت؟ طبعاً لا. لماذا؟ لأنّها مؤمنة بأنّ الله هو الرازق، وهو المدبّر، لذا؛ فهي تتّخذ القناعة وسيلة فضلى للعيش. ولو اقتنع الناس بما قسّم لهم من الأرزاق الكثيرة التي لا تعدّ لانتفت المشاكل، ولألغيت الحروب والأسلحة من قاموسهم ،وسؤالي الآن هو
– إذا وصل الناسَ خبرُ قدومِ الجراد إليهم فما الذي يحصل؟
– يُهرعون إلى رشّه بالمبيدات السَّامة، ويقضون عليه بما تيسّر من أدوات. قالت مريم
– أمّا في حال علمتم بقدوم فراشات فماذا تفعلون؟
– نُسرع لملاقاتها كما فعلت أنا الآن. قال نادر
– نعم، الجميع يبتهج برؤيتها، بل يقصدون الغابات والأنهار والأماكن التي تكثر فيها لمشاهدتها والاستئناس بها. كلّ ذلك لأنها مؤمنةٌ بأنّ الله هو الرازق والمدبِّر
– كيف تقول إنّ الفراشة أفضل من النحلة ، والله سبحانه أوحى إلى النحل؟ قالت سيرين
– سؤال مهمّ جدّاً. وللإجابة عنه علينا قراءة الآية
باسم الله الرحمن الرحيم “وأوحى ربّك إلى النحل أن اتَّخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون” صدق الله العظيم
السؤال: لماذا غادر النحل بيوته في الجبال، والشجر ومما يعرشون؟
النحل ارتضى العيش مع البشر في بيوت مصنوعة من خشب، تتعرّض مرّة أو أكثر في السنة لقطاف ما جنته هي بعد تعب كبير
صحيح أنّ الله سبحانه قال
“ثمّ كلي من كلِّ الثمرات، فاسلكي سبل ربّك ذللا، يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه ، فيه شفاء للناس”
– النحل الذي يسكن بيوته في الجبال والشجر ألا يجني شراباً شافياً ؟
– نعم، وقد يجني أكثر، ولا يتعرّض إلى جور الكثير من النحَّالين الذين لا يبقون له سوى القليل ، مما يضطره إلى استجداء السكر في الشتاء
– بالعودة إلى الفراش، قرأت تفسيراً للآية الرابعة من سورة القارعة “يوم يكون الناس كالفراش المبثوث” والآية السابعة من سورة القمر “كأنّهم جراد منتشر”
في الأولى يشرح المفسّر الكيفية التي يخرج عليها الناس، وكأنّهم يهيمون على وجوههم لا يعرفون الطريق
وفي الثانية يركِّز المفسِّر على الانتظام الذي يبديه الجراد، وهذا يعني أنّ الجراد أفضل يومئذ من الفراش؟ قال علي
– إنّني أرى تفسير هاتين السورتين مستنداً إلى وجه الشبه بين الناس الذين يخرجون من قبورهم ، ويذهبون إلى أرض المحشر
يشبِّه الرحمان الرحيم الناس بالفراش المبثوث. فالإنسان هو المشبّه هنا والفراش هو المشبّه به. أمّا وجه الشبه فهو البثّ أي الانتشار على مهل
نحن رأينا كيف يتهادى الفراش الذي لا يثقل أرضاً، ولا يسدّ فضاءً، ولا يقتل ولا يسرق ولا ينهب ولا يعتدي، وهو قنوع بما كتب الله له من رحيق الأزهار وسوائل الأثمار، ورأينا كيف يتزاوج بعمليّة توافقيّة لا إكراه فيها، ولا إلزام، ومن دون تدخّل من أحد
لذلك أرى أن الإنسان الصالح والمصلح الذي لم يقتل ولم يغتصب، ولم يطمع بمال أحد، ولم يسرق، ولم … يتهادى فرحاً كالفراش الفرح وقت التزاوج
أمّا وجه الشبه بين الإنسان والجراد فهو: الجراد الذي يتعيّش على نهب مزروعات الناس ، وأكل خيراتهم، وهو ينتظم خلال عمليات النهب، والناس الذين يسلكون نهج الجراد منتظمين يتبعون ملكاً كريماً هو إسرافيل ليقودهم إلى حيث يجب أن يكونوا جزاء أعمالهم التي تشبه أعمال الجراد المنتشر في الأرض التي يتركها جرداء تنذر بالجوع والخراب. وأرجو الله أن يسامحني إن أخطأت تفسير الآيتين الشريفتين، وهو رحمن رحيم
– سبحان الله العظيم
تعرّفنا الوظيفة الجماليّة للفراشة، ويبقى أن تدلّنا إلى الوظيفة العمليّة لهذا المخلوق العجيب قالت سيرين
– الله سبحانه وظّف النحل لتلقّح الأزهار، ولولا هذه العملية لأصبحتِ البشريَّةُ في خطر، مع الاحتفاظ بأهميّة النحل والرياح ودورهما المهمّ في عمليات التلقيح، وبما أنّ المسافة التي يقطعها النحل تقدّر بثلاثة الاف متر تقريباً، فإنّ الفراشات تقوم بدور التلقيح لمسافات أبعد بكثير من ذلك
من ناحية ثانية، إنّ فراشة دود القزّ تعطي البشر الحرير الغالي الثمن. سبحان الله
يبقى أن أضيف إلى الناحية الجمالية التي ألهمتِ البشرَ الالتفات إلى رشاقة هذا المخلوق ، فراحوا ينسجون أثواباً للأطفال على شاكلتها، أي الفراشة، كما حفّزتهم على الإقلال من الطعام . لأنّ تعادليّة المعدة تقوم على ثلاثة؛ ثلث للطعام وثلث للماء والباقي للهواء. كما استفاد منها الرسَّامون والنحَّاتون، والمبدعون كافة، والذين شبّهوا بها رشاقة الحركة، وخفّة الدم التي تحتاجها الذبابة كثيراً، فضلاً عن استفادتنا جميعاً من التأمُّل في ألوانها العديدة التي تقدِّم لنا، نحن البشر، درساً في احترام الألوان جميعها
يبقى كلمة أخيرة أقولها
إنّ وظائف الفراشة الجمالية والعمليّة جمال على جمال، فسبحان الله الذي كوّن الأكوان! سبحان الله
قبريخا – جبل عامل
غرفة 19
- “ظلالٌ مُضاعفةٌ بالعناقات” لنمر سعدي: تمجيدُ الحبِّ واستعاداتُ المُدن
- الشاعر اللبناني شربل داغر يتوج بجائزة أبو القاسم الشابي عن ديوانه “يغتسل النثر في نهره”
- سأشتري حلمًا بلا ثقوب- قراءة بقلم أ. نهى عاصم
- الأدب الرقمي: أدب جديد أم أسلوب عرض؟- مستقبل النقد الأدبي الرقمي
- “أيتها المرآة على الحائط، من الأذكى في العالم؟”
- كتاب من اكثر الكتب تأثيراً في الأدب العربي والعالمي تحليل نقدي لكتاب- “النبي” لجبران خليل جبران