أولت الفلسفة الفكر النقدي جل ّ اهتمامها ،من منطلق أن لكل خصوصيته ومشاكله التي يتفرد بها ،من هذا المنطلق يبدأ التفكير النقدي لمعالجة كل مشكلة منفردة على ألا يغيب ربط الفلسفة بالواقع المادي الذي تتميز مواد بنيته على قاعدة الانتقال من الوجود بالقوة الى الوجود بالفعل ،ويلعب العقل دوره في عقلنة أدوات الاشتغال وصولاً الى بناء الخطاب النقدي .
وفق هذا المنحى تتمكن الفلسفة من بناء الفكر النقدي ،والتفلسف باستعمال أدواتهالمعروفة : الشك ،الدهشة ،التساؤل ،ومن بعدها الوعي بالذات وبالعالم والفعل فيهما من زاوية العقل والمنطق .
هكذا تعلمنا الفلسفة التفكير النقدي ،وفي الوقت ذاته لا رسوخية لمطلق أو بناء ،بل كل شيء قابل للتبدل والتغير وفق مستجدات العصر .
وتضع الفلسفة نصب عينها ،بأن كيفما كانت طبيعته ،فهو انتاج للمعنى ويجب اعادة النظر في مثل هذا المعنى لفبركة معنى المعنى ،أو استجابة الخطاب في ضوء معطيات الواقع الإنساني وتحدياته.
وفي مجال الفكر النقدي أو الفلسفة والنقد ،لابد من الوقوف عند مدرسة “فرنكفورت ” والتي قامت على فكرتين أساسيتين :
( الإنسان ذو البعد الواحد ووحشية ولاإنسانية الأنظمة الغربية التي كان من المفترض أنها حداثية)
على هاتين الفكرتين قامت النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت التي توجهت بالنقدً للحداثة وما صاحبها من اغتراب وتشيء وشمولية في الفكر الحداثي نفسه، و قد أبدع أدورنو وهوريكايمر وهابرماس وماركوز وغيرهم في تشخيص وتحليل هذه الظواهر ومحاولة طرح حلول لها.
خلاصة القول ان الفكر النقدي و علاقتهُ بالفلسفةوفق سؤال الفيلسوف الألماني هايدجر ،كيف يمكن للفلسفة أن تعمل على تكوين إقامة جبرية داخل الغابة السوداء .
إن النقد مجرد ممارسة فكرية عقلية منطقية تتطلب المزيد من النباهة الفكرية والتسلح في فكر الفكر بقصد قراءة ما بين السطور في الخطاب الموجه للنقد. وهذا الأمر، يجعل من النقد آلية هدم وبناء من جديد، وفق حفريات الفيلسوف المعرفية .