م. أسيل عبد العباس محي
جامعة ذي قار كلية الإعلام
يمكن أن ندخل في دائرة الفن التشكيلي ما يحوّر من صناعة الشكل التمثالي من الجمادات وفق رؤية خاصة متوافقة تماماً لصور الامتلاك الذهني، ليأخذ التشكيل الجمالي التشبيهي مساراً آخر غير اللوحة، تضيف قيمته البنائية والجمالية للصورة الإنسانية بوسائط لغوية فنية لها القدرة على التخلق، متخذاً من الطبيعة المجال الأولي لتحقيق العالم بوصفه نظاماً للمعنى، ذلك أنها تشير إلى المادة وإلى النظام المتأصل في المادة بوصفها واحدة من أهم مفاهيمها الأساسية؛ لذلك فهي مرتبطة بعمليتين : وجدان الفرد وبناء خارجي ؛ أي إنها ترتبط بعالم الفنان باعتماده على أعمال تأملية تشكيلية إنصهارية، وهذا يستدعي صلة وثيقة بين البصري والتصوري لتتجلى أهم خصائصه (صهر المحسوس بالتأمل)، واستعمال التجربة الحسية لتحريض الفاعلية الفكرية المرتبطة بها، فعملية تحويل اللغة إلى شكل منظور هي عملية تمر عبر أشكال جانبية مثل الكتابة الهيروغليفية التي تقوم على المزاوجة والاختلاط والجمع وتقديمها للنصوص التي هي نصف صورية ونصف صوتية للدلالة على تمثيل الرسوم، وهذا ما يعدّ في صلب الفنون الجميلة وعلى رأسها فن النحت، لذا فأن للجسد علاقة مع الفنون التشكيلية التي هي عبارة عن مجموعة من الفنون ومنها (النحت، وفن النقش) عبر تجسده بما يشبهه جسداً لتتبلور أشكال فنية للتأكيد على جسد المرأة بوصفها باعثاً للحياة0
لقد ارتبطت الصورة الجسدية للمرأة عند الشاعر الجاهلي بالتماثيل والدمى التي كانت تقدم قرابين ونذوراً في معابد الشمس- الأم وهي على هيئة امرأة أو على شكل حصان، هذه الصورة الدينية المنسربة إلى الشعر الجاهلي تحولت إلى قالب فني عن طريق المماثلة بين الجمالين الحقيقي وجمال المنحوتة، فاستعار الشاعر الجاهلي مستبدلاً الجسد الحقيقي بكلمات أُخرى ذات مدلول إشاري لفن النحت/ الجسد الخيالي، وهذا ما أضفى عليه بعداً درامياً دينامياً وحركياً مرجعه المادة والأشعة المنعكسة من المادة المنحوتة، فحين التنقيب عن مواطن تصوير الجمال الأنثوي ووصف معمار الجسد ينتقل الشاعر إلى حالة نحتية نتيجة تأثره بتماثيل الآلهة، عبر علامات دالة تبين مقصده وتنحت حدود مقطعه الوصفي :
ويارُبَّ يومٍ قد لهوتُ وليلةٍ | بآنسةٍ كأَنهَّا خَطُّ تمثالِ | ||
يُضئُ الفِراشَ وَجْهُها لضَجِيعِها | كمصباح زَيْتٍ في قنادِيل ذُبَّال([1]): ديوان امرئ القيس : |
ينحت الشاعر الجاهلي صورة عن تمثال تأنق في نحته باللغة لا بالأزميل ناقشاً جسدها قطعة منتظمة لا عيب فيها، لتكتمل صورة المرأة النموذج طبقاً لصورة المِثال المعبود فتتشكل في مخيلة المتلقي تمثالاً وكأنها جاثمة أمام عينه، فاتخذ من بين صفات كمالها الـــ(خَطُّ) فأخذ صفة هذا الصنع وخط به هذه الآنسة (الظبية) لينحت جسداً ذات قوام معتدل 0
وتلازم المرأة الظاعنة تفكير الشعراء وتشاغلهم فيستوفي القول مرائيهم المنفعلة بغياب الحبيبة لتترائ لهم كدمى صنعاء في بياضها وخطها :
كأَن عَلى الحُدُوجِ مُخدَّراتٌ | دُمَى صَنْعَاءَ خُطَّ لَها مِثالُ([2])ديوان بشر بن خازم الأسدي : 167 |
يضعنا الشاعر أمام استعداد لتجسيم دلالي تستجوبه مفردة (دُمَى) لتنفتح ذهنية المتلقي على المعنى مشكلة هيئة جسدية لجسد المرأة/ الدمية ولا يكتفي الشاعر بتشبيه الجسد بالمدرك المحسوس وينحته إنما يبتدع لوناً أعمق في التصوير لا يقوم على التشبيه والتمثيل فحسب؛ إنما يتعداه إلى تجسيم المعنويات على وجه التصيير والتحويل، فيجعل لوجهها نواراً مضاءً كما الصنم “وفي هذه اللحظة، غدا مصوّراً ضوئياً يرى اللحظة المنسابة أمامه فيحاول تجميدها، أو نحاتاً أثاره جسد أنثوي فانفعل به وأعاد تشكيله من المرمر”، فتزداد المرأة إشراقاً وجمالاً بمحاكاته نحاة بأدواته الخاصة في منحوتته، وقد لا يكتف الشاعر الجاهلي باستدعاء المنحوتة وايقاظ ضوأها، وانما يفضي عليها بعض الحركية :
وقد دخلت على الحسناءِ كِلَّتَها | بعدَ الهُدُوِّ تضيءُ البيتَ كالصنم | |
يَنْصُفها نُسْتُقٌ تَكادُ تُكْرِمُهُمْ | عَنِ النَّصَافةِ كالغْزِلانِ في السَّلَمِ([3])ينظر : ديوان عدي بن زيد العبادي :170 |
أضفى الشاعر للمرأة والتمثال” تشكيلاً حركياً، فهو ليس صورة بالمعنى الذي كون فيه اللوحة في الرسم في عيانيتها وموضوعيتها وسكونها، وإذا أردنا الدقة في تسميته فهو مشهد يكتسب حركيته من تضاعيف الدلالات وتداخلها في علاقات متحولة “([4]) جماليات الشعر العربي، هلال جهاد: 202، جماليات الشعر العربي، هلال جهاد: 202، إن الصورة الشعرية للمرأة تنتج صورة مجسمة لمنحوتة تتقابل مع الصورة الصنمية للتمثال المعبود، لذا لم تكن ساكنه في تصويرها، فضلا إلى تجسيمها وخلقها من خامة المرمر، وهي خامة بطبيعتها عاكسة النور تضفي على الصنع الرونق والفتنة بفضل نقاوته فتبدو معالم الأشياء أكثر وضوحاً ولطافة ([5])ينظر : فن النحت في العصر القديم، تغريد شعبان :10، لتغدو المرأة تشع النور في البيت وكأن لها شعاعاً يضيف الحركة ويثير البهجة في النفس، كما تشع الآلهة نوراً في المعبد مما تعكسه من ضوء المصابيح وما تثيره من أجواء قدسية، وأضاف إليها خدماً وحشماً يكرمونها بالنذور وتكرمهم بالعطاء لتنبثق منها هالة الجلال والسمو شعرياً0
وربما تكون المنحوتة فـــــــــي النص الشعري الجاهلي سامية فـــــــــــــــــي دلالاتها :
نَمَتْها اليهودُ إلى قُبّةٍ | دُوَيْنَ السماءِ بِمحرابِها([6]) ينظر : ديوان قيس بن الخطيم: 48 |
إذ يجعل المرأة في معبد يهودي ويرفعها إلى السماء، لذا فإن الجمال يمكن ان يستوعب وجود الإنسان ومعناه الكلي وقيمته العليا([7])ينظر : فن النحت في العصر القديم، تغريد شعبان :231 بإشاراته الميثيودينية المرتبطة بالقداسة 0
ولم يكن المرمر هو الصنع الوحيد لإضاءة المرأة، انمّا يتخذ من السجنجل خامة ملساء تعكس النور:
مهفهةٌ بيضاءُ غيرُ مُفاضةٍ | ترائبُها مصقولةٌ كالسَّجَنْجَلِ | |
تضيءُ الظلامَ بالعشاءِ كأنها | مَنارةُ مُمْسى راهبٍ مُتَبَتِّلِ([8])ديوان امرئ القيس :15-17 |
يتحقق تشكيل الفعل النحتي الجمالي،عندما يصنع من المرآة ترائب جسد المرأة لتحقق فاعلية النعومة والنضارة والعاكسة لكل ضوء يقع عليها من مصباح أو غيره فهي مصنوعة من مادة زجاجية، فتظهر حركية جمال الجسد بما أضاف صانعها من خامة ملساء لامعة تعكس بالأشعة الساقطة على الجسد على ما يدور حولها نوراً، لذا فإن الشاعر لا يبتعد عن معنى خامة المرمر وإن استبدلها بغيرها، لتؤدي وظيفة المعنى الذي يدور في ذهنه المرأة البيضاء المضيئة ليلاً (مَنارةُ مُمْسى راهبٍ مُتَبَتِّلِ) ويقرنها بصورة الراهب الأشيب المتبتل ليتشكل عبر حضوره ثيمة الخامة العاجية المختزنة بمؤثرات المعبد وربطه لمصباحه في جوف الليل ما هي إلاّ علامة الانعكاسات الضوئية فيشع نوراً في الظلمة، لتضفي هالة القدسية والتبتل لجسد يتعاطاه الشاعر تقديسياً وتعمل هذه الصيغة البلاغية الإخبارية على فعل الاستمرار والتواصل نحتياً و إحالياً لجمال المرأة الشعري0
وحينما تتبلور موضوعة الإخراج التجسيمي للجسد الشعري فلا بد أن يتخذ لإظهاره في الفكر مواد لا عضوية مثل (المرمر، والخشب، والدمى، والطين، والحجر) من أجل بلوغ الغاية فيكون الإلمام الحسي والمعنوي شاملاً كما يراه ابن طباطبا فالتشبيهات ” على ضروب فمنها تشبيه الشيء بالشيء صورة وهيئة، ومنها تشبيهه به معنى، ومنها تشبيهه به حركة وبطئاً وسرعة ومنها تشبيهه به لوناً ومنها تشبيهه به صوتاً وربما امتزجت هذه المعاني بعضها ببعض ” ([9])عيار الشعر، محمد احمد بن العلوي : 23، لذا لا يقف التشبيه عند حدود التمثال والصنم والمرمر، إنما يمتد ليشمل الدمية مبرزةً جملة القرائن اللغوية والمادية المنتجة :
أُغادي الصَّبُوح عندَ هر وفْرتنا | وليداً وهل أفنى شبابي غيرُ هرّْ | |
هُمَا نَعجَتان مِنْ نِعاجِ تَبالَةٍ | لَدَى جُؤْذُرَيْن أو كبعِض دُمَى هَكِرْ([10])ينظر : ديوان امرئ القيس :110 |
يؤسس الشاعر صورته الرخامية من خلال الجمع بين التشبيهات المتراكبة أفقياً فتقع الحاسة على مثير يمزج جمال التشكيل ومهارته، فقد حدد للمنحوتة عمقاً (تبالةً)، فلا يحيط بها شيء، فتبرز نعجتين لها جؤذرين تحن عليهما كما يحن هراً وفرتني متميزة بسعة عيونها، فما عقد من مقارنة الوصف تقع تشبيهاً شاملاً بالمعنى مضمونياً حينما حمّل دلالة تنطبق تماماً على دمى هكر، فهذه العيون الواسعة والحّانة تطابق وصف الدمى المشيرة في عبادتها بتناسب التعبير في عيني التمثال، وكأنهما ذاهلتان عما يحيط بهما والموقف المتميز بالتركيز والتوتر ([11])فن النحت القديم، تغريد شعبان: 12، وما يقع من صورة الجؤذرين التي تحمل دلالة الأمومة والخصب تقترن بصورة عطف الآلهة على عبيدها ورعاياها تأكيداً للصلات الروحية، لذا لم ينتقض التشبيه وإن اختلف في الظاهر، فإنه في المضمون متوافق 0
لذا فان الشاعر اتبع مقاييس الجمال الأنثوي وقرنها بالدمية متشرباً باللغة لنقل مفاهيمه وأفكاره، فقد أوضحت جزئيات التشبيه الأول علامات دالة ومنتجة لعناصر بنائية نحتية تسهم في نسج الصورة الرخامية للتمثال فيجسد لذهنية المتلقي بهيئة المرأة وأهم مظاهرها المنحوتة مقتبسه من الثيمة الوجودية للنعاج سمة الخصوبة و جمال عينيها لتظهر المرأة الشعرية دمية بمقاييسها الجمالية0
ولا يقف حدود التشكيل على هيئة المرمر الأبيض، إذ قد يعمد الشاعر إلى ترصيعه بالألوان كما التماثيل وهيئتها ليفصح عن وحدات بصرية أُخرى متمرئية تشبع نظر المتلقي بوصفها التجزيئي للجسد التمثالي لتكون دالاً عاكساً على مناطق خصوبة المرأة الجمالية :
وأرْضَى بنى الرَّبْداءَ واعْتَمَّ زَهْوُهُ | وأَكمامُه حتى إذا مَا تَهَصَّرَا | |
كأَنَّ دُمَى سَقْفٍ على ظَهْرِ مَرْمَرٍ | كَسَا مُزْبِدَ السَّاجُومِ وَشْياً مُصَوَّرا([12])ديوان امرئ القيس :58 |
يحمل النص في طياته دلالة أشارية لـــــــ (دُمَى سَقْفٍ) التي لم تعد تنحصر على تجسيم الدمى بل امتد ليصور المكان ويطوعه لخدمة الصورة الشعرية فتتمثل عيانياً للمتلقي لهذا الدير الحاوي على تماثيل وكأنها واقفة على سطح مرمري واسع فيتراءى له جمال ألوانها المستمدة من سُبر النخيل، فيشع اللونان الأصفر والأحمر تناسبياً لدمى مزينة بالجواهر بمثل ألوان النخيل، وبهذه اللوحة الشعرية قدم تمثيلاً نحتياً لمجموعة من الدمى يتلقفها المتلقي ذهنياً عندما تتحد التماثيل مع الألوان فتجسم أمام عينه منظر رحلة الظعن بشكله وألوانه مصنوعة من المرمر مثل تماثيل المحراب فتتمثل الصورة الشعرية دمى في محراب ذكرياتهم:
وَقَدْ أرَاهَا وَسْطَ أَتْرَابِهَا | فِي الحَيِّ ذِي البَهْجَةِ وَ الَّامِر | |
كَدُمْيَةٍ صُوِّرَ مِحْرَابُهَا | بِمُذْهَبٍ فِي مَرْمَرٍ مَأثِرِ([13])ديوان الأعشى، ج:1 / 343 |
إذ تفيض من النص دلالة الدمية ببعدها النحتي مضيفاً لها هيئة شكلية طقوسية تعّبدية بوساطة وضعها في المحراب وهو سيد المجالس عند العرب ومقدمها وأشرفها ([14])م-ن : 343 لذا يربط الشاعر الجسد بالمقدس، وحب المعشوقة بالإبداع فتلتقي مشبهات الدمية النحتية مع جمال المرأة الحقيقي في مشهد يتبلور بذهنية المتلقي على هيئة المدرك الحسي بخامة مرمرية ذي نقوش يتداخل فيها الذهب مع تجازيع المرمر جيئةً وذهاباً ([15])الصورة في الشعر العربي حتى آخر القرن الثاني الهجري، دراسة في أصولها وتطورها، علي البطل :65، فالشاعر لا يركز على زاوية واحدة ؛ إنما تطوف نظراته وتترحل عبر تجازيع المرمر، إذ ترى العين حدود الشكل ومحيطه وهذا يدل على نحتية التمثال المصنوع بكلمات الشاعر الخطابية المشتغلة على مفهوم الجسد الدمية لإحداث تأثير خطي خاص بتصميمه الجسدي، فيحيلنا الدال الدمية على الجمال النحتي للمرأة بوصفها طرفاً لمنتج وجودي ومعادلاً جمالياً0
وقد يتخلق وصف أبعاد الجسد الحسي الأنثوي بهيئة تشكيلية عندما يحقق الجمال اللغوي منحوتة من مادة عاجية بيضاء ليس لغاية الغواية والإغراء ؛ بقدر معطياته الايجابية التي تجسد إنسانية الإنسان وما تنتج من قيمة جمالية وإبداعية ([16])وصف الجسد في الشعر الجاهلي، ناصر الظاهري : 20، يمازج فيها بين الجمال والميثولوجيا:
وَثَدْياً مِثْلَ حُقّ ِ العَاجِ | رَخِصاً حَصَاناً أُلَفّ ِ اللاَمسيْنَا([17])ديوان عمرو بن كلثوم :68-69 |
يجسد الشاعر بمنجزه الرخامي بعداً تشكيلياً مستنداً على تشبيهه (حُقّ ِ العَاجِ) مانحاً المرأة صدراً مستديراً وأبيضاً، ومبرزاً مقياساً جمالياً لأنثاه الشعرية بكل تمثلاته الحسية، و يعمد إلى توضيح تضاريسه كوعاء مستدير مفعم بالنعومة والامتلاء فـــ ” يختزل في تمثلاته الجسد وتجلياته الميثولوجية والدينية (الحب، والخصوبة، والجمال، والطبيعة، والمقدس) ويصبح وهج الجسد بكل تفاصيله صورة تتضمن أجمل الموجودات مجتمعة في شكل المرأة الأيقونة ” ([18])0 إيقونة الأنموذج في الشعر الجاهلي، خضر هني :93،وتتجلى الصورة النحتية بما رسخ في الأذهان من تجسيم للهيئة الجسدية التي تمثلت عبر اللغة، لأن ما تنتجه اللغة ليس سوى رموز تخييلية مجردة من الواقع ([19])الاشتغال الفضائي في شعر ناصر مؤنس، آلاء عبد الأمير السعدي:382، وانما بما تحمله من قيم بنائية وجمالية ملأى بالرموز والدلالات، وبما تدل عليه المنظومة الفكرية والمثيودينية التي تلبي حاجة الأنساق العرفية للذوق الجاهلي، وبهذا التعاون تقدم لنا رؤية على وفق علاقة جدلية بين العين والأذن، بوصف العين حاسة المكان والأذن حاسة الزمان، حيث تسجل العين كل معلومة بصرية ([20])التشكيل البصري، محمد الصفراني :13، كذلك بمقدور الأذن أن تسمع أدق التفاصيل وأغربها ([21])المونتاج الشعري في القصيدة العربية الحديثة، حمد محمود الدوخي :15
ليصادق العقل عليها مؤمناً الصور التي يستلمها الذهن البشري لتتجسد بأشكال مادية ملموسة، “فالشعر يستنزل الوحي أحياناً من الرسم أو النحت أو الموسيقى، وقد تغدو الأعمال الفنية الأُخرى موضوعات للشعر، شأنها شأن الأشخاص وموضوعات الطبيعة “([22]) في الشعرية البصرية مفاهيم وتجليات ، وسيلة بوسيس ، مجلة العلوم الإنسانية جامعة جيجل/ الجزائر، ع 38: 39-51
لذا فأن ما يحاكيه النحات بتشكيلاته النحتية دلالياً لا تبتعد عن الاثارة اللغوية القائمة على الاسلوب التقاني (التشبيه) التي ينحت بها الشاعر مفرداته، فتتبدى اثارته اللغوية منحوتة في تشكلها الجسدي وكأنها جاثمة امام عين المتلقي 0