استوقفتني عبارة تقول: «إن الرواية التي لا يمكن تلخيصها في 25 كلمة فقط لن تتوفر على حظوظ النجاح». قائل هذه العبارة أستاذ الأدب وصاحب روايات الرعب الشهيرة، جيمس باترسون، وهو أحد المعروفين بالنجاح في جعل رواياته في خانة الكتب الأكثر رواجاً «بيست سيلر»
كيف يمكن اختزال رواية تقع في مئات الصفحات في 25 كلمة فقط؟
بدت هذه الوصفة باعثة على الحيرة فعلاً، فحتى القصة القصيرة التي تتطلب تكثيفاً وإيجازاً وتركيزاً لا يمكن أن توجز في 25 كلمة أو حتى في مئات الكلمات، فما بالك بالرواية، إذا ما استثنينا طبعاً ما بات يطلق عليه «القصة القصيرة جداً»
العبارة وردت في كتاب للكاتب المغربي سعيد بوكرامي: «العالم في رأسي وجسدي في العالم»، والذي حمل على غلافه عنواناً شارحاً، يفصح عن محتواه، وهو «مسالك الرواية الناجحة، وفي الكتاب خصص المؤلف صفحات عَنونها بالآتي: «كيف تكتب رواية ناجحة»، استعرض فيها آراء مختلفة حول الموضوع، من ضمنها رأي للأكاديمي الفرنسي فريدريك روفيلوا الذي نفى وجود وصفات للرواية المندرجة في خانة «بيست سيلر»
يرد في الكتاب ما معناه: أنه لا يوجد كتّاب منفصلون عن ظاهرة «بيست سيلر». لأن في قرارة كل واحد منهم رغبة، يصفها الكتاب ب«الشعور القهري»، بضرورة كتابة الرواية الناجحة الأولى أو كتابة رواية تتجاوز روايتهم الأولى الناجحة، وبين البحث عن النجاح الأول والاستمرار في النجاح تتداخل العوامل وتتقاطع المصائر»
عودة إلى القائل باعتماد قابلية تلخيص الرواية في 25 كلمة معياراً لاعتبارها ناجحة، جيمس باترسون، سنجد أنه يضع معايير أخرى يكاد يبلغ عددها العشرين، ويمكن الاطلاع عليها كاملة في الكتاب، بينها الدعوة إلى أن يتخلص الأبطال، في التوطئة، من حياتهم السابقة وينطلقوا في الحكاية، وذلك بطريقة بسيطة: «الوضع لا بد أن يكون مقلقاً كفاية لكي يعبر القارئ سريعاً عن تعاطفه»
وصفة أخرى يقترحها الرجل: «منذ الصفحات الأولى للرواية يجب أن يتحول الملخص إلى تساؤل، ويجب أن تتحول صيغة التساؤل من فصل إلى آخر مرافقاً للصعوبات التي تحدث للأبطال. الأسئلة تحدث الانتظار وهي أيضاً من يصنع التشويق»
رغم وجاهة كل تلك المعايير، فإننا ممن يرى أن لا أهمية لها، إن لم يكن الكاتب موهوباً ومبدعاً