تابعت باهتمام عدة جلسات مع الغرفة ١٩ عبر منصة Zoom ، والتي تدار من قبلكم من سان دييغو / كاليفورنيا ، وكنت سعيدا فيما أرى وأسمع ، واستمتع بمصاحبة أولئك الذين يثرون الحديث بتعليقاتهم ومداخلاتهم ، وإنني أعلم أنهم أساتذة وأكفاء في مجال عملهم ، واحترم ارائهم ووجهات نظرهم ..
لفت نظري منهجية البعض من المعلقين في طرح النقد الادبي ، فمنهم من أمتاز بإحترافية عالية ، ومنهم من كان دون ذلك ، حتى ان البعض إتخذ مسار التزلف أو المحاباة على حساب النقد الادبي ، ومنهم من وصل إلى حد المجاملة للضيف او صاحب الموضوع بكلمات منمقة وكأنها الغزل ..
من خلال معلوماتي المتواضعة ، وأنا لست من أصحاب الاختصاص في هذا الموضوع ، ان النقد الادبي لنص او قصيدة او سردية إنما هو اظهار لمواطن القوة والضعف لهذا النص او القصيدة ، بمنأى عن شخص الكاتب أو المؤلف ، إلا إذا كان ظهور شخصية الكاتب جلية في النص او القصيدة ..
يتأتى النقد الادبي من خلال مواضيع عدة نجمل بعضها بما يأتي :
— أهمية الموضع الذي يناقشه النص وقيمته الأدبية ضمن معايير المجتمع الأدبي بشكل خاص ، او المجتمع والبيئة بشكل عام ..
— اللغة ، سلامتها ، مفرداتها ، سلاستها ، المعاني ، التراكيب ، وحشية الكلمات المعاني ..
— البناء والهيكلية ، والالتزام بالعناصر ، والاطار العام ..
— الإبداع في توظيف اللغة والخيال ، وتوظيف الحقائق ، والصور البيانية ، والاقتباسات ، والوصول إلى ذهن المتلقي …
— علم البديع ، والمؤثرات الصوتية ورنين الالفاظ ، وتأثيرها على النص
— الرمزية في بناء الصورة البيانية ، ومدى تمثيلها للمعنى المنشود ..
— وحدة النص وتكامله ، والبعد عن التشتيت والالتزام بروح النص ..
— الرصانة والقوة ، ويكون ذلك بإختيار الالفاظ الجزلة التي تعطي روح المعنى ودقته ، بعيدا عن السطحية والضعف ..
— مدى جذب المتلقي وانسجامه مع النص ..
وغير ذلك من الامور التي تعنىٰ بالنقد الأدبي ، دون مبالغة بتشريح النص ، وإعطاءه أكثر مما يحتمل ، ودون التساهل حيث يعطىٰ النص أكثر من قيمته الحقيقية ..
ونشير هنا إلى ان الناقد عليه أن يكون متبصراً ، متفحصاً ، ذا خلفية أدبية كافية لإبداء الرأي في المقطوعة الأدبية ، وله من المعرفة والادوات ما يمكنه من تقييم نص ..
وهنا يخطر لي بان النص كمثل ثمرة ، والناقد يتفحصها ، فمنهم من يصف القشرة والشكل والهيئة دون اللب ، والبعض يحضر سكينه وادواته ، ويشرح الثمرة وصولاً إلى اللب ، والمتمكن يغور في أعماق اللب ليصل إلى البذرة التي هي الاصل ، وأم الشجرة ، وفيها من الصفات ما يحافظ على السلالة ..
كتابتي على عجالة ، لكن ما دفعني للكتابة ؛ اتخاذ بعض النقاد منهجية التزلف والمجاملة ، او السطحية في التعامل مع المقطوعات الادبية ، وعلى اسس غير علمية في منهجية النقد الادبي ، وكثير منهم يجهل إلىٰ أي مدرسة ينتمي النص ..
قد اكون اصبت فيما ذكرت ، وقد أكون مخطئ ، فانا لست من أصحاب الاختصاص ، إنما أنا قارئ ، واميز بين الغث والسمين ..
واقبلوا مني فائق الاحترام والتقدير
السبت ١١ يناير ٢٠٢٥ ، قميم )