
ضمن سلسلة ندوات الغرفة رقم 19 ناقشت رواية سلطان وبغايا بحضور الكاتبة وذلك يوم ٢٧ يناير في العام الحالي..ناقش الرواية الاستاذ الدكتور عبدالمجيد زراقط من لبنان والاستاذ الدكتور عبدالقادر فيدوح من الجزائر
هذه الرواية هي رواية سياسية بحسب فالروائية خلقت شخصيات من وحي خيالها. أرى جميعهم شخصيات رئيسية في الرواية فمثلًا شخصية سلطان رمز لحبه للسلطة والمناصب وفرض سطوته حتى على مَن يحب من النساء وكأنه تصويرَ حي يذكرني بالفنان محمد صبحي في مسرحية كارمن عندما جسد دور المخرج الديكتاتور الذي فرض سيطرته على حبيبته كارمن أو كريمة..
وكأن النساء هن مصدر الحب والحرية والحياة ولا يدري أن الحب يتمثل في كل هذه الأشياء الجميلة السامية..
أما ما شاهدناه في شخصية حسيبة التي كانت تدعى قبل انتقالها للخدمة في الجيش وردة، وردة رمز الجمال والحب والنقاء أصبحت حزينة مسلوبة الحرية مُلامة على كل شيء.
شخصية زعتر إذ صورته الكاتبة بأنه حقا مكروه من الناس حتى كارهين سماع اسمه إلا أنه شخص نظيف يتجمل ويتأنق تعنيه الرفاهية حتى أنه يغري النساء بالأموال والماس والملابس المزركشة إلى أن ظهرت له أزهار..
وفي الحقيقة تحضرني هنا مسرحية تخاريف فزعتر هنا يمثل شخصية سئيل تلك هي الشخصية التي قام ب دورها الفنان محمد صبحي أزهار هي مشكلة التي قامت بشخصيتها الفنانة هناء الشربجي وهي تمثل أنها تحبه وهي تتحد مع الشعب أو الحكام ضده ولكن أرى هنا أزهار فتاة طيبة القلب تريد حياة بسيطة يملؤها احتواء، حب، حنان، حرية وسعادة. وأحد هنا الكاتبة صورت الواقع الأليم و أشعرتنا بالمرارة على لسان الشعب وهذه هي الفتاة ربما أجنبية جاءت من الدول المجاورة كي تعرف تاريخ تلك البلد طامعة ممكن.. أحبها أهل البلد فهم يريدون التخلص من الديكتاتورية والبطش والظلم، عرفت التاريخ عن طريق الحواري الشعبية والفن الذي يمثل القوة الناعمة وقد وفقت الكاتبة في اختيارها لفن الرسم رسام في يده فرشاه يرسم لوحة جميلة يرسم خطوط خطوط الحياة وخطوات مستقبل بلده واهلها..
واذا نظرنا إلى جانب التاريخ حقا فإن السلطان زعتر يشبه الخليفة هارون الرشيد في حبه للنساء ونقاء قلبه ويشبه الخليفة الهادي في قوته وبطشه وسيطرته فكنت أود ان تصنع الكاتبة فلاش باك او حتى دمج بين الشخصيات في عصور مختلفة وتتخيل نفسها في رحلة عبر التاريخ وتحكي على لسانها أو لسان راوي كي تصور لنا الظلم الذي عانت منه البلاد في مختلف الحقب لكن أرى الكاتبة ابدعت في تصوير الواقع بلغة حوار سهلة وبسيطة بحسب فإنها لم تهاجم فقط الحكم بل هاجمت ايضا مراوغة الإعلام..
وأرى أن هذا العمل من الممكن تحويله إلى فيلم قصير او مسرحية لكن سيحتاج إلى زيادة جرعة خفة الظل وقوة الرموز ..
ومن الممكن إذا كان عملًا روائيًا فمن الممكن أن نمثل ذلك بحيوانات فنستطيع تحويلها إلى قصة قصيرة أو مسرحية من الأدب الساخر..
ومن نقاط الضعف كشف الكاتبة ورقها في مقدمة الرواية مثل: إنها رواية واقعية والشخصيات ليست من الواقع وحسيبة رمزًا للقهر، لمَ هذا؟ كان عليها أن تترك هذا للقارىء فيراها بمنظوره..
