الأستاذة الدكتورة وسام علي الخالدي جامعة الكوفة/كلية التربية للبنات
التنمّر هو ظاهرة عدوانيّة وغير مرغوب بها تنطوي على مُمارسة العنف والسلوك العدواني من قبل فردٍ أو مجموعة أفراد نحو غيرهم، وتنتشر هذه الظاهرة بشكلٍ أكبر بين طلّاب المدارس، وبتقييم وضع هذه الظاهرة يتبيّن أن سلوكيّاتها تتّصف بالتّكرار، بمعنى أنها قد تحدث أكثر من مرة، كما أنها تعبّر عن افتراض وجود اختلال في ميزان القوى والسّلطة بين الأشخاص؛ حيث إن الأفراد الذين يمارسون التنمّر يلجؤون إلى استخدام القوّة البدنيّة للوصول إلى مبتغاهم من الأفراد الآخرين، وفي كلتا الحالتين، سواءً أكان الفرد من المتنمرين أو يتعرّض للتنمّر، فإنه معرّض لمشاكل نفسيّة خطيرة ودائمة
يُعرف التنمر حسب معجم المعاني بأنه سوء الخلق والتشبه بالنمر في طبعه وشراسته ويقال لبس له جلد النمِر أي أظهر له العداوة والبغضاء وكشفها له، كما يُعرف التنمر بأنه قيام شخص ما بسلوك عدواني تجاه من هو أصغر أو أقل قوةً منه كإيذائه أو تخويفه أو شتمه وإجباره على فعل ما لا يريد، وهو في علم النفس أحد أشكال السلوك العدواني الذي يتسبب فيه شخص ما عن قصد وبشكل متكرر في عدم الراحة لشخصٍ آخر، سواء أكان ذلك السلوك جسدياً أو لغوياً بالكلمات أو أي أفعالٍ أخرى، مع عجز الشخص الذي يتعرض للتنمر عن الدفاع عن نفسه
والتنمر الإلكتروني هو استغلال الإنترنت والتقنيات المتعلقة به بهدف إيذاء أشخاص آخرين بطريقة متعمّدة ومتكرّرة وعدائية، عن طريق استخدام الإنترنت (الإيـمـيـل، اﻷلعاب الإلكترونية، الـرسـائـل النصـيـة، ووسائل التواصل اﻻجتماعي مثل يوتيوب، انستجرام، تويتر .. )
حكم التنمر في الإسلام
نهى الله عن التنمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُون} “سورة الحجرات: الآية 11”
فقد أوضح ابن كثير في معنى الآية الكريمة أن بها نهيا صريحا من الله سبحانه وتعالى عن احتقار الناس والاستهزاء بهم لوجود مرض، أو فقر أو أي صفة مختلفة أو غير مألوفة، فربما يكون الشخص الذي تمت السخرية منه له قدرٌ عند الله أعظم من الساخر، بل وربما يكون أحب لله من الشخص الذي قد تنمّر عليه
وبناءً عليه، فهناك ثلاثة معايير تجعل التنمر مختلفًا عن غيره من السلوكيات والممارسات السلبية، وهي: التعمد /التكرار /اختلال القوة
ما هي أنواع التنمر؟
بدني، مثل: الضرب، أو اللكم، أو الركل، أو سرقة وإتلاف الأغراض
لفظي، مثل: الشتائم، والتحقير، والسخرية، وإطلاق الألقاب، والتهديد
اجتماعي، مثل: تجاهل أو إهمال الطفل بطريقة متعمدة، أو استبعاده، أو نشر شائعات تخصه
نفسي، مثل: النظرات السيئة، والتربص، التلاعب وإشعار الطفل بأن التنمر من نسج خياله
إلكتروني، مثل: السخرية والتهديد عن طريق الإنترنت عبر الرسائل الإلكترونية، أو الرسائل النصية، أو المواقع الخاصة بشبكات التواصل الاجتماعي، أو أن يتم اختراق الحساب
ترجع الدراسات أسباب ظهور التنّمر في المدارس إلى التغيّرات التي حدثت في المجتمعات الإنسانية، و المرتبطة أساسا بظهور العنف و التمييز بكل أنواعه ، واختلال العلاقات الأسرية في المجتمع ، وتأثير الاعلام على المراهقين في المراحل المتوسطة والثانوية ، وكثرة المهاجرين الفقراء الذين يسكنون الأحياء الفقيرة وعدم قدرة أهل هؤلاء الطلبة المتُنمّرين على ضبط سلوكاتهم . و عموما يمكن تلخيص أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار ظاهرة التنمر في النقاط الآتية :الانطواء والعزلة
تكرار غيابه عن المدرسة دون أسباب
تجنب الحديث عن المدرسة
تدني مستواه الدراسي
إن كان التنمر جسدياً، فقد تظهر عليه علامات ضرب ويرفض الحديث عنها
عدم الرغبة في الأكل
فقدان الثقة بالنفس
الكوابيس
الغضب عند الحوار معه أسباب التنمر المدرسي للتنمر المدرسي عدة أسباب ومنها ما يأتي: التنافس بين الأشقاء: الغيرة بين الأشقاء والتنافس فيما بينهم على أشياء معينة تؤثر عليهم خارج المنزل أيضًا، فالطفل الذي يتنافس مع شقيقه يريد أن يُخرج حقده على الآخرين بسبب عدم وصوله لأخيه فيريد أن يخرج عداءه على الآخرين فهذا من أحد أسباب التنمر في المدرسة. الغيرة: التنمر بهذه الحالة يأخذ شكل قول الأكاذيب أو إغاظة الشخص أو حتى يمكن أن تصل إلى الإيذاء البدني، والهدف منه التقليل من قيمة الشخص وإهانته بسبب الغيرة مما لديه، فيقصد إيذاءه والتنمر عليه من أجل تقليل ثقته بنفسه. الملل: قد يكون شعور الطالب بالملل في وقت ما الدافع الرئيسي وراء التنمر؛ فيتنمر على زملائه أو زميل معين من أجل التسلية والضحك لا أكثر. تدني احترام الذات: عندما يشعر بعض الأطفال بأنهم غير جديرين بالثقة أو أنهم لا يثقون بأنفسهم يلجئون إلى التنمر على الآخرين من أجل لفت الانتباه وزيادة ثقتهم بأنفسهم ومن أجل رفع مستوى شعورهم تجاه أنفسهم من خلال لفت النظر. التربية: الكثير من بدايات التنمر تأتي من البيت، حيث تكون عائلة الطفل المتنمر متعصبة تجاه أمور معينة ويحكمون على الآخرين بسرعة وينتقدون كثيرًا، وبهذه الحالة يتعلم الطفل التنمر والانتقاد اللاذع في المنزل ويطبقه على زملائه في المدرسة. اكتساب السلطة: يحب بعض الأطفال اكتساب السلطة والقوة ويحبون أن يكونوا المسيطرين دائمًا على الحلقة الأضعف منهم ويستمتعوا بفعل هذا على الأغلب، ولهذا قد يكون حب التسلط وإظهار القوة دافعًا للتنمر. الآثار المترتبة على التنمر المدرسي للتنمر المدرسي آثار سلبية وخيمة تؤثر سلبًا على الطالب المتنمر عليه، ومن هذه الآثار ما يأتي
تراجع الأداء الأكاديمي للطفل بسبب المضايقات التي يتعرض لها، فإما أن يرفض الذهاب للمدرسة أو ينشغل تفكيره بالأمور السيئة التي تحصل له في المدرسة فيهمل دراسته وواجباته. تتأثر علاقاته الاجتماعية ويصعب عليه العثور على علاقات طويلة الأجل بسبب فقدان الثقة بالآخرين. انخفاض الثقة بالنفس من الآثار السلبية الخيمة التي قد تحدث للطفل إذا ما تعرض للتنمر. الإصابة بالاكتئاب أو القلق والاضطرابات النفسية. اضطرابات في تناول الطعام، وحدوث مشكلات بدنية مرضية. تصبح للطفل أفكار سلبية أو محاولات انتحارية إذا كان التنمر شديد الأذى ولم يتم الانتباه إليه من الأهل. أنواع التنمر للتنمر عدة أنواع ومنها: التنمر المباشر: هو أن يتصل الشخص المتنمر مع الشخص الذي يتنمر عليه دون وجود حاجز بينهما، فمن الأمثلة عليه إلقاء شيء ما على شخص معين، والصراخ عليه بكلمات مؤذية ومهينة. التنمر غير المباشر: هو أن لا يتصل المتنمر بشكل مباشر مع المتنمر عليه، ومن الأمثلة عليه هو نشر شائعات حول زميل في المدرسة
التنمر عبر الإنترنت: التنمر عبر الإنترنت من أنواع البلطجة والتي يمكن أن تحدث من خلال كتابة تعليقات مسيئة أو مؤذية على موقع شخصي أو إرسال رسائل خاصة مخادعة. التنمر الجسدي: يعتمد التنمر عادة على الاتصال الجسدي مع الشخص الآخر، أي معناه اتصال اليد باليد ولكن يمكن أيضًا رمي الأشياء على الآخرين أو التسبب بتعثرهم أو إثارة الآخرين وإغاظتهم، أو ضربهم. التنمر العاطفي: يعتمد على أن يستخدم الشخص المتنمر طرقًا مختلفة للتسبب في أذى عاطفي لشخص آخر، ومن الأمثلة عليه هو قول أو كتابة أشياء مؤذية، مما يجعل الآخرين يتجمعون على فرد، أو يتجاهلونه عمدًا، أو من خلال نشر الشائعات حوله. التنمر الجنسي: التسلط الجنسي نوع من أنواع التنمر، وله علاقة بجنس الشخص أو ميوله الجنسية، ومن الأمثلة عليه إجبار شخص ما على ارتكاب أفعال حميمة رغمًا عنه، أو الإدلاء بتعليقات جنسية، أو اللمس غير المرغوب فيه. التنمر اللفظي: التنمر اللفظي يعني استخدام أي شكل من أشكال اللغة للتسبب في أذية الشخص الآخر، ومن الأمثلة عليه استخدام الألفاظ النابية، أو اللغة المؤذية، أو التعليق السلبي على مظهر الشخص، أو استخدام عبارات مهينة، أو الإغاظة. التنمر المرتبط في التعليم العالي: يعتقد الكثير من الناس أن التنمر يكون في المدرسة فقط، ولكن التنمر يحدث أيضًا في مرحلة التعليم العالي أيضًا في الجامعات والكليات، ومن الممكن أن يحدث هذا التنمر في عدة أشكال، وخاصة مع الطلاب الذين يعيشون بعيدًا عن منازلهم
الآن وبعد أن تعرفنا على العلامات التي قد تظهر على الطفل الذي يتعرض للتنمر، سيتعين على الأبوين معالجة هذه المشكلة، وإليك الخطوات الواجب اتباعها
منح الطفل الأمان
استخدام أسلوب الحوار
مناقشة الأسباب وزرع الثقة بالطفل
يختار المتنمر الطفل الضعيف
مقابلة إساءة المتنمر بالإحسان
في حال لم يتمكن الأبوين من حل مشكلة التنمر بين الاطفال
علامات تخبرك بتعرض طفلك للتنمر.. وهذه طريقة المواجهة
مع الطفل الذي يصبح مستهدفا من قبل أصدقائه يرافقه شعور بالخوف من الانتقام (بيكسابي)و
تتعدد أساليب المضايقات والتنمر بين الأطفال، مثل السخرية والإهانة والنعت بأسماء الحيوانات، وهي ظاهرة يتعرض لها العديد من تلاميذ المدارس الابتدائية في مختلف البلدان
ويؤدي التعرض إلى هذه الممارسات في المدرسة إلى تغير سلوك الطفل في المنزل، مما قد يصيب الأبوين بالحيرة، إذ يصبح ابنهما حزينا منعزلا ويعاني من صعوبات في النوم وتتراجع نتائجه المدرسية
تقول الكاتبة إليزابيث دو لامارونديار في تقرير بمجلة “سانتي ماغازين” الفرنسية، إن هذه المضايقات -مثل السخرية والنعت بأسماء الحيوانات- قد تحدث في ساحات المدارس وداخل الفصول، وقد يعتبرها البعض مجرد لعبة بين الأطفال لا تنطوي على أية خطورة
لكن الدكتورة نيكول كاثلين المختصة في علم نفس الأطفال، تحذر من أن هذه الوضعيات التي يواجهها الطفل تحمل في طياتها بذور العنف الذي ينطلق من المضايقة. ومع ذلك، تمر هذه الإهانات مرور الكرام، ويواجه الضحية صعوبة في الدفاع عن نفسه والتبليغ عما يتعرض له
الخطير هو أن هذا النوع من السلوكيات لا يتوقف عند أسوار المدارس، بل إن هناك مضايقات أيضا تحدث عبر الإنترنت التي باتت أكثر انتشارا وتضخمت وأصبحت تمثل امتدادا للمضايقات التي تنطلق في المدرسة
وتلحق هذه الوضعيات أضرارا كبيرة بالأطفال الضحايا، فقد يصابون بالاكتئاب الحاد وفقدان الثقة في النفس، إذ يضطر كثير منهم لملازمة الصمت خوفا من الانتقام منهم أو التعرض للتوبيخ
ويلاحظ أن العديد ممن يتعرضون لهذه المضايقات يصبحون شيئا فشيئا منبوذين ويتم إقصاؤهم خلال وقت اللعب، كما أنهم يتعرضون للسخرية حتى عندما يقدمون إجابات ممتازة في الدرس، ويبقون مهمشين عندما تُشكّل الفرق في المسابقات الرياضية
ولكن، ماذا عمن يمارسون التنمر على الآخرين؟ هل يحتاجون للتعاطف والمساعدة؟
تجيب الكاتبة بأنهم بالفعل يحتاجون لذلك، لأن سلوكهم يعبر عن الحاجة للهيمنة، وهو ما يخفي وراءه نوعا من الهشاشة النفسية. فهذا السلوك الاستعلائي يستخدمه الطفل أحيانا للتعويض عن سوء نتائجه المدرسية، أو يكون مجرد إعادة إنتاج للعلاقة المتشنجة التي تجمعه بوالديه
ان الطفل الذي يصبح محل سخرية أصدقائه وإهاناتهم، فيرافقه شعور بالعار والذنب والخوف من الانتقام منه إذا ما رد عليهم، وهو ما يدفعه غالبا إلى إخفاء الأمر عن والديه. فما العلامات التي تدل على التعرض الولد للتنمر؟
أولى هذه العلامات ربما تظهر في شكل معاناة الطفل من صعوبات في النوم، ورفضه تناول الطعام كالمعتاد، والانطواء على نفسه، وظهور مسحة دائمة من الحزن عليه، وتراجع نتائجه المدرسية بشكل حاد، فضلا عن بعض الأعراض الطبية كالتهابات الأذن والحلق وآلام البطن
وعندما يتلقى الطفل بعض الرعاية والمساندة، فإنه يفهم أن والديه مستعدان للاستماع إليه وتصديقه، باعتبار أنهما يفهمان إمكانية وجود أطفال آخرين “أشرار” قد يسيئون إليه. وهذا التفهم من الوالدين يخرج الطفل من الشعور بالوحدة، ويفهم أنه ليس بمفرده”
لا بد من تشجيع الأطفال على ألا يشعروا بالذنب، وأن يسعوا للتحرر من هذه الدوامة، من خلال التخلص من دور الضحية وتغيير سلوكهم ومواقفهم تجاه زملائهم في الدراسة
وعلى الآباء الذين يشكّون في تعرض أبنائهم للمضايقات والتنمر داخل أسوار المدرسة، أولا أخذ موعد مع إدارة المؤسسة أو ممثل مجلس أولياء التلاميذ، وإذا لم يتم إحراز تقدم في هذه المسألة، يمكن أيضا إعلام الطبيب المدرسي حتى يتدخل
لكن في الوقت نفسه، تحذر المختصة في علم نفس الأطفال نيكول كاثلين، من أن الأولياء يجب عليهم ألا يتوجهوا -في أي حال من الأحوال- إلى الأطفال المتنمرين، ويتعاملوا معهم بشكل مباشر لجعلهم يتوقفون عن مضايقة الضحية، بل يجب دائما إعلام الطرف المسؤول حتى يتدخل هو
ونبهت إلى أن المضايقات والتنمر المدرسي تعد ممارسات يعاقب عليها القانون، حتى إن حدثت خارج أسوار المؤسسة الدراسية
أما التعامل مع الطفل الضحية فيكون بإظهار التقدير له وطمأنته بدلا من مشاعر الشفقة، إذ يجب تهنئته وشكره على أنه تحلى بالشجاعة للخوض في هذا الموضوع، كما يجب إشعاره بأن هناك حلا لمعاناته، والتفكير معه من أجل فهم سبب تدهور الأوضاع إلى هذا الحد
وتنصح نيكول كاثلين بتشجيع الأطفال على ألا يشعروا بالذنب، وأن يسعوا للتحرر من هذه الدوامة، من خلال التخلص من دور الضحية وتغيير سلوكهم ومواقفهم تجاه زملائهم في الدراسة
استشارات الأسرية في الإمارات وإليكم أبرزها
إن ظاهرة التنمر هي ظاهرة عالمية، وإذا أخذنا مجال التربية والتعليم نرى ذلك واضحا وجليا نجد ذلك من التعليمات التي تتلقاها المدارس من مرجعياتها الإدارية المتمثلة (مديريات التربية )..وعند دراستي لهذه الظاهرة الدولية وجدت احد الأعمال المسرحية الموجهة للأطفال أو للفئات العمرية في المدارس الابتدائية. للزميل المخرج الاستاذ مهدي البابلي(فرقة مهدي البابلي)اذ قدم عملا مسرحيا في الولايات المتحدة الأمريكية بعنوان (الغد أجمل ) وهي موجهة لأطفال المدارس الابتدائية، ويقول كاتب ومخرج العمل الاستاذ مهدي البابلي: عند زيارتي لاحد المدارس الابتدائية ولقائي بمدير المدرسة ،طلبت منه أن يدلني على اهم مشكلة تواجهها إدارات المدارس (أثناء الموسم الدراسي) فقال :تأتينا كتب من مديريات التربية تؤكد ضرورة الوقوف على ظاهرة التنمر والحد منها ومكافحتها ،ومن هذا المنطلق كتبت النص (الغد أجمل )ويدور حول شخصية طفل وشقيقته في مدرسة ابتدائية وكان الطفل فيه صفات التنمر واضحة من خلال بعض الصفات العدوانية مع زملائه وعصيانه وعدم الالتزام بتوجيهات الهيئة التدريسية وعدم احترام الجار والسخرية منهم.وكانت نهاية المسرحية قائمة على تقديم بعض النصح من خلال الشخصية في العرض التفاعلي الذي ادى إلى استقامة هذه الشخصية وحصولها على احترام زملائه واساتذته وجيرانه وبالتالي احترام أسرته
ان الشخصية المتنمرة تحتاج إلى تكاتف الجهود من قبل الاسرة والكادر التدريسي والاصدقاء ….وفي الولايات المتحدة الأمريكية. يتم مثلا معاقبة هذا الطالب بوضعه في حجرة لوحده في إدارة المدرسة ،وذلك من باب احساسه بالذنب والخطأ الذي ادى إلى عزله عن زملائه وهذه عقوبة مخففة قد تصل في اشدها إلى فصل الطالب ..وذلك بعد جهود كبيرة مع أسرته والمرشد الاجتماعي وأحيانا تدخل عنصر الأمن(البوليس )في هذا الموضوع لإيجاد حل لشخصية الطفل المتنمر ،لما يشكل من خطر على زملائه وعلى المدرسة ومن ثم على المجتمع ،لاسيما ان هذه الشخصية في طور النمو مع تقدم العمر تظهر مشكلات أكبر اذا ما تم حل الموضوع في مراحله الأولى