
الحلقة الحادية عشرة: 1835-1876
في رحلته إلى الشرق، زار القس الاسكتلندي فيري مونرو أحد البيوت الشامية في شهر أيار/ مايو سنة 1835، ودون ما شاهده من أزياء النساء في كتابه “تجوال في سوريا” قائلاً:
” في فساتينهن سيطر الحرير العادي والمطرز، وبدا أنه يشكل جزءاً من كل ما هو خارجي ومرئي. القميص طويل جداً وفضفاض بالقرب من الكاحل. الجزء الأعلى منه منخفض من الأمام ويكشف الصدر، وفوقه رداء مطرز على شكل معطف قصير، بأكمام حتى الرسغ، مقصوصة ومفتوحة من المرفق إلى الأسفل. أما شملة الرأس فهي موضوعة إلى حد ما على جانب واحد، ومزينة بخيوط من اللؤلؤ ومثبتة بدبابيس من الفيروز والزمرد. ويتم لف وشاح كشميري أو بغدادي بشكل غير محكم حول الخصر، ويمكن رؤية شبشب أصفر صغير أو قدم بيضاء صغيرة في الأسفل.” [الجزء الثاني، ص 78-79]
ويقول المونسنيور ميسلين في كتابه “الأماكن المقدسة” المطبوع في باريس عام 1876: “… على أن نساء بيروت، يلبسن تحت الزي الخارجي المضحك بغرابته وعدم هندامه، ثياباً فاخرة مفوّفة، معممات الرؤوس بكياسة فائقة، وعليها قبعات من الذهب المطرز بالنقوش، وغدائر من الشعور الكثيفة، تزينها سلاسل طويلة من النقود الذهبية ويرتدين أيضاً صدرية مطرّزة بإتقان رائع ومفتوحة على الصدر وسراويل فضفاضة من الحرير، ويتمنطقن بزنانير ذات ألوان زاهية حادة متنوعة، وينتعلن خفافاً حمراء أو صفراء. هذا هو الزيّ المألوف في الطبقات الميسورة والغنية. [طه الولي: بيروت في التاريخ.. ص 58]
________
الصورة: فتاة بيروتية من طبقة ميسورة حوالي سنة 1880.