عن صفحة بلقيس حميد حسن
كتب الشاعر والكاتب المبدع البحريني أحمد العجمي مقالا سلط الضوء على حقيقة يرفضها غالبية الناس أو يداهن بالاعتراف بها
(الشعر القاتل للمرأة)
أحمد العجمي
طيلة تاريخ عربي طويل في الشعر تمكن عقل الهيمنة من إخراج المرأة من الشعر باعتبار أن العقل وما ينتج عنه هو ذكوري، والأنثى ليست مؤهلة لإنتاجه الفني، وهذا ما ولّد فكرة فحولية الشعر وطغيانها والتي ساهمت في إعاقة مسار تطور الشعر إنسانياً وفنيّاً
وذكورية الشعر بسطوتها لم تسمح بأن يؤنث أو يتشارك التأنيث في الفضاء الشعري لأنها ستمس فحولته، وسترفع المرأة إلى مكانة لا يريدها العقل المهيمن
وتحت ثقل هذا الهاجس قُتلت المرأة رمزياً وطُردت كشاعرة من تاريخ الشعر العربي القديم وتم محو صوتها وما أنتجته من شعر
وهذا القتل الرمزي تعزّز من خلال الشعر الذكوري؛ حيث تم تشييؤها وتصويرها حسيّاً على أنها من ممتلكات الشاعر التي يتمتع بها ويتصرف بكينونتها ويمسح جوهرها الإنساني، فرسم لها صوراً كصور الحيوانات التي يطاردها أو دجّنها مثل: المها والغزال والحمر الوحشية والناقة. كما أنه جعلها موضوعاً للشعر الحسي الذكوري كما هي الأشياء التي يعيش معها
لم يتخلص الشعر العربي في رحلته من هذا القتل أو الإزاحة الرمزية المتعمقة، وإنما تواصلت هذه الرؤية الشعرية للبعض من الشعراء المحدثين والحداثيين؛ فهؤلاء حين يتناولون الحب في منتجهم الشعري يطغى على قصائدهم الظل الذكوري الذي يبرز الجسد والجوع الجنسي والعاطفي بما يخص الذكورة واحتياجاتها، ويختفى الحب كقيمة إنسانية عليا متساوية ومتشاركة بين الرجل والمرأة
وهناك من الشعراء من يسمح للمنطقة الغائرة في العقل بأن تجيب عن السؤال الموجّه له عن أي المواضيع يكتب فيها قصائده، فيسارع بإجابته إلى أنه يكتب عن المرأة باعتبارها كائناً جميلاّ؛ و بالطبع الجمال هنا يتمركز في الوعي الباطن حول الجسد وإشباع الفراغ العاطفي وإشباع البصر بصورة المرأة. فالجمال المشار إليه حسي وإن المرأة لا تتعدى الشيء وليست إنساناً لها كينوتها
وفي قراءة لبعض النتاجات الشعرية التي كتبت في المرأة أو عنها تطفح الحسية والشيئية كتعبير ذكورى استحواذي، حتى أن الحب يصبح تعبيراً وتصويراً للملكية وليس التشاركية الإنسانية، فهناك صوت واحد داخل القصيدة هو صوت الفحل، القاتل الرمزي
غرفة 19
- الحياة والمحبة والتعلم: ثلاثية متكاملة
- صرخةُ قلمٍ باحث عن كلماته الضّائعة
- “ظلالٌ مُضاعفةٌ بالعناقات” لنمر سعدي: تمجيدُ الحبِّ واستعاداتُ المُدن
- الشاعر اللبناني شربل داغر يتوج بجائزة أبو القاسم الشابي عن ديوانه “يغتسل النثر في نهره”
- سأشتري حلمًا بلا ثقوب- قراءة بقلم أ. نهى عاصم
- الأدب الرقمي: أدب جديد أم أسلوب عرض؟- مستقبل النقد الأدبي الرقمي