بقلم د. ابتسام صفر
كان حضور الوصف البصري قويا في رواية حي الأمdركان، حيث استطاع الأديب تغطية الرواية بالعلامات البصرية التي تشكل جمالية السرد ، وتنبض بألمعية الأديب وقدرته على التوصيل الأحداث وبلاغة الصور للمتلقي، ويتنوع الوصف البصري داخل النص هناك الوصف البصري للشخصية يصف حالها وحركتها مثل ( جلست أم محمود نصف جلسة لا تريد أن تطأ بثقل جسمها مقعد الجلد الأسود) وكذلك شكل الوصف الأشياء جمالية المكان مثل( الكنبة الوردية اللون التي بدأ قماشها المخمل الثمين يثنتر هنا وهناك) ، وأعطى الوصف البصري حركة المشهد وكان لافت النظر للمتلقي نرى معالمه الجميلة في قول الأديب( نظرت إلى الجالس بقربها من طرف عينيها فرأت زيه الغريب وشعره اللماع المدهون بالبريل كريم) وازداد الوصف عندما اجتمعت الصوت والصورة في النص في النص ( أخاف عبد الكريم التصفيق والهتاف ما إن اعتلى المنبر شاعر رفع سبابته الطويلة المقوسة في الهواء) تحرك المشهد داخل النص وقدم حركة الشخصية وصور انفعالها وكان الوصف البصري والصوتي في خدمة النص.
يأخذنا الوصف البصري إلى الصورة الواقعية التي تقرب المتلقي إلى حقيقة المواقف التي صورت مشاهد الحياة عند القارئ مثل ( أفلتت من زحمتهم إلى الأرصفة الضيقة حيث أبواب المحال تفتح عاليا فتحدث طرقا حديديا، وراكبوا الدراجات النارية الصغيرة يتوددون في جميع الاتجاهات ) وفي موضع آخر تلتصق الأوصاف الواقعية بالسرد ليزداد إضاءة في المعنى واقتراب المشاهد للمتلقي مثل( ماسحوا الأحذية ينظرون إلى أحذية المارة)، (شاب وفتاة يمشيان يدا بيد) وهكذا يفسر الوصف الواقعي حقيقة المواقف، ويقدم صورا مكانية وزمانية وحركة للشخصيات فأعطى إطارا جماليا للرواية.