تبنى روايةً ( أفندينا ) لروائيِ المصريِ الكبيرِ محسنٍ الغمري على أهدافِ مهمةٍ منْ حياةِ مصرَ في العهدِ العثمانيِ لتعكسَ صورةَ الحياةِ الاجتماعيةِ والسياسيةِ والتحدياتِ المستمرةِ التي تواجهُ في تلكَ الحقبةِ الزمنيةِ . وتسلطَ الضوءَ على الظلمِ الاجتماعيِ ، والطبقيةَ ، بقصصِ متشابكةٍ حيثُ تجمعُ بينَ الجوانبِ الاجتماعيةِ والسياسيةِ والنفسيةِ ، وتقدمَ رؤيةً نقديةً عنْ المجتمعِ وتحليلاً عميقا للطبقاتِ الاجتماعيةِ والتحولاتِ التي مرتْ بها مصرُ في تلكَ الفترةِ ..
تتحلى هذهِ الروايةِ برسالةٍ تعبرُ عنْ تأثيرِ الهيمنةِ على البلادِ وتداعياتهِ على الحياةِ اليوميةِ للمصريينَ . تبدأَ بثلاثةِ أنماطٍ رئيسيةٍ : النمطُ الأولُ النمطَ التاريخيَ القديمَ ، والنمطُ الآخرُ هوَ النمطُ الواقعيُ ، والنمطُ الثالثُ هوَ الجمعُ ما بينَ التاريخيةِ والواقعيةِ بسردٍ موجزٍ . تحملُ هذهِ الروايةِ الواقعِ والخيالِ في كحالةٍ واحدةٍ إذْ يتجلى السردُ الواقعيُ معَ الخيالِ وذلكَ عندما جاءَ بعباسْ حلمي ليمثلَ الثيمة الرئيسيَ للروايةِ وتحولاتها التاريخيةِ ولهذا ممكن القولِ إنَ هذهِ الروايةِ بدأتْ واقعيةً في الطابعِ العامِ لكنها في حقيقةِ الأمرِ تقومُ على أهدافٍ خياليةٍ منْ نسيجِ خيالاتِ الكاتبِ في تلكَ المدةِ الزمنيةِ . مما جعلَ هذهِ الروايةِ تميلُ الواقعيةُ وأيضا تميلُ للخيالِ إذْ إنَ الشخصياتِ المركزيةَ التي كانتْ فيها : محمدْ علي باشا والي مصرَ التي استمرتْ خلافتهُ حتى وفاتهِ وهيَ شخصيةٌ إيجابيةٌ قامَ بالعديدِ منْ الآثارِ المهمةِ على الرغمِ منْ أميتهِ لكنهُ استطاعَ أنْ يؤسسَ دولهُ عثمانيةٌ تقومُ على مبادئِ المعرفةِ وهذا أمرٌ كبيرٌ في هذا الواقعِ . والشخصيةَ الثانيةُ هيَ شخصيةُ عباسْ حلمي الأولْ حفيدَ محمدْ علي باشا منْ ولدهِ طوسونْ وهذهِ الشخصيةِ أيضا حملتْ أفكارُ تطلعية ولا سيما أنَ الروايةَ اتكأتْ عليها بشكلٍ كبيرٍ وأساسٍ حملتْ الروايةُ غيابَ الراوي بشكلٍ مباشرٍ أوْ غيرِ مباشرٍ إذْ بدأَ الروايةَ بلقاءِ السفيرِ بعدَ طولِ غيابٍ وما تحملهُ ظروفهُ الخاصةُ وما أردتْ إليهِ حياتهُ الذي حاولَ مرارا التجنبُ الحديثُ عنها بسببِ انفصالهِ عنْ زوجتهِ وانشغالُ أولادهِ ، التي بدأَ ينشئونَ على مبدأِ الحداثةِ في التواصلِ معَ أبيهمْ وكأنما هناكَ إشارةٌ مهمةٌ إلى أنَ هذهِ الجوانبِ التكنولوجيةِ فتتَ الأسرةَ العربيةَ بشكلٍ مباشرٍ وقدْ ضيعتْ مبدأَ التواصلِ وهوَ الأهمُ ما بينَ الآباءِ والأبناءِ والزوجةُ ،
( فابتسمَ بمرارةِ قائلاً : هذهِ الشقةِ كانتْ لامي . . . لجأتْ إليها هروبا منْ اختناقي في سكنيٍ الكبيرِ الفاخرِ . . . الذي تعيشُ فيهِ أمُ الأولادِ ، تعني زوجتكَ ؟ . . . ماذا عنْ زوجتكَ ؟ نظرٌ إلى مليا ، ثمَ قالَ : أنا بلا زوجةٍ منذُ زمنٍ طويلٍ ، وأولادكَ . . . ؟ كلٌ استقلَ بحياتهِ . . . تحولتْ علاقتنا إلى روابطَ إلكترونيةٍ . . . كليماتٌ بكماءُ صماءُ باردةٌ خاليةٌ منْ أيِ روحٍ تصليني على الواتسابْ أوْ الماسنجرْ وأحيانا على سبيلِ التغييرِ اتصال هاتفيٍ روتينيٍ : هايْ . . . أخباركَ إيهْ ؟ ودمتمْ . ).
ولكنَ الأمرَ المهمَ في هذا الموضوعِ أنَ هذهِ الوحدةِ وهذهِ العزةُ التي اختارها السفيرُ قدْ أثرتْ بشكلٍ مباشرٍ على حياتهِ وأحداثهِ ، لكنَ ما يعنينا في هذا الأمرِ أنَ الروايةَ بدأتْ منْ هنا عندما ذكرَ لي صديقةً أنهُ وجدَ مخطوطةً منْ سبعينياتِ القرنِ الماضي ودارَ الحديثُ حولها وعنْ أحداثها وقالَ إنَ هذهِ المخطوطةِ تعودُ لرجلٍ ولدَ في قريةٍ منْ أحدِ قرى تركيا وذهبَ بعدَ ذلكَ لمصر حينَ عرفَ بتولي ابن قريتهِ الحكمَ ويقصدُ هنا محمدْ علي باشا ولهذا دارتْ الروايةُ بجوانبَ متعددةٍ بدأتْ واقعيةً ثمَ سارتْ إلى التاريخيةِ الواقعيةِ ثمَ اندمجتْ معَ الأحداثِ الخياليةِ إلى أنَ انتهتْ بفكرهِ توزعَ الأدوارَ ما بينَ محمدْ علي باشا كما قلتُ الشخصيةُ الرئيسةُ وعباسْ حلمي الحفيدِ حفيدَ محمدْ علي الذي منْ ولدهِ طوسونْ الأمرِ الآخرِ الذي نستطيعُ أنْ نذكرهُ عنْ ” روايةِ أفندينا ” هوَ مسألةُ العنونةِ وذكرَ لفظةَ أفندينا التي بقيتْ مبهمةً وانْ المقصودِ في هذهِ اللفظةِ هلْ المقصودُ هوَ فعلاً محمدْ علي باشا أوْ المقصودِ عباسْ حلمي أوانَ المقصودِ مجموعةَ الشخصياتِ الأخرى التي تبادلتْ الأدوارُ في هذهِ الروايةِ ، وحقيقةُ الأمرِ أنَ الكاتبَ قدْ جعلَ هذهِ اللفظةِ مفتوحةً على كافةِ الشخصياتِ بمعنى آخرَ أنَ كلَ شخصيةٍ تتبوأُ الحكمةُ والسلطةُ هيَ تتحدثُ عنْ هذهِ اللفظةِ أوْ تتبوآنِ هذهِ اللفظةِ بشكلٍ مباشرٍ .
لهذا جاءتْ لفظةَ أفندينا لتمثلَ كافةَ العناصرِ بشكلٍ تدرجيٍ بمعنى معَ تقادمِ الأحداثِ بدأتْ الأمورُ تستمرُ ، وأيضا العنصرُ المهمُ الذي تقامتْ عليهِ الروايةُ هوَ عنصرُ الاسترجاعِ لأنَ الأصلَ قدْ بنيَ على المخطوطِ الذي دارَ حولَ الحديثِ ، وفكرهُ الحديثُ عنْ الجوانبِ التاريخيةِ لا بدَ منْ أنَ تكونَ بثيمة أوْ بآليةِ الاسترجاعِ أيْ أنَ الأحداثَ تعودُ إلى زمنٍ مضى ولهذا عادَ الكاتبُ منْ عامِ 2020 إلى العهدِ العثمانيِ وممثلتهُ هذهِ السلطةِ منْ أحداثِ ورواياتِ أخذٍ يسردها بشكلٍ كبيرٍ بحيثُ اتسمتْ بالتاريخيةِ أكثر مما اتسمتْ الجوانبُ الأخرى .
فضلاً عنْ تنمازْ هذهِ الروايةِ بتعددِ الأزمنةِ بدا منْ زمنِ التواصلِ بينَ الصديقِ الدبلوماسيِ وصاحبِ الروايةِ هوَ الذي حاولَ منْ خلالها استعادةُ الماضي ، إذْ إنَ الحديثَ عنْ الماضي بشكلٍ عامٍ ولا سيما الحديثُ عنْ الحاضرِ بمعنى في أنَ لقاءهما جمعوا زمنينِ الحاضرَ الثابتَ وتحدثوا عنْ الماضي ولهذا استعملا الزمنينِ في لحظةٍ واحدةٍ ، إذْ يمكنُ أنْ نجدَ الماضي منْ خلالِ الحديثِ عنْ المخطوطةِ وما جرى فيها ، وأيضا في قصةِ صفاءِ الدينِ بنْ حسينْ صاحبِ المخطوطةِ الذي كانَ تستحقُ مساحةً أكبرَ حينما ينتقلُ منْ مجالٍ إلى مجالٍ آخرَ ومنْ زمنٍ إلى زمنٍ آخرَ . أما الحديثُ عنْ الأمكنةِ فإنها اتخذتْ صفتانِ مهمينِ الصفةَ الأولى تمتازُ بالصخبِ والثاني لربما يمتاز بالهدوءِ والمحبةِ . فالأمكنةُ في الأعمِ الأغلبِ في النصِ تمتازُ بالثباتِ لأنها دارتْ ما بينَ القصرِ وما بينَ الحارةِ المصريةِ بمعنى بينَ مكانينِ مختلفينِ منْ حيثُ الدعمُ والثباتُ فضلَ عنْ القصرِ بالصورةِ الرسميةِ النمطيةِ التي يمتازُ بها هذا المكانِ والبيتِ بما يمتازُ بهِ منْ عفويةِ وصدقِ المشاعرِ والمودةِ التي يحملها ، ولهذا مثلا عندما يتحدثُ في حارتهِ أوْ بيتهِ كأنما يتحدث بالعفويةِ التي يريدُ أنْ تصلَ المتلقيَ ، لكنَ هذا الأمرِ طبعا يختلفُ عندما يكونُ في المكانِ الآخرِ الأكثرَ اتساعا ، الذي شملتهُ الروايةُ بفعلٍ المخطوطةِ وهوَ القصرُ وأحداثهُ التاريخيةُ وعملياتُ القتلِ والمؤامراتِ التي قامتْ فضلاً عما يكتنفُ هذا المكانِ منْ أشياءَ كبيرةٍ جدا ، فالصراعاتُ الكبيرةُ التي دارتْ حولَ هذا الموضوعِ وكيفَ أنَ الأبناءَ الأربعةَ توارثَ عمليةِ القتلِ وعمليةِ الفتكِ بالآخرِ ، بينما في الحاراتِ البسيطةِ وفي الأماكنِ الأخرى المصريةِ الثابتةِ إذْ تكون الحياةُ أكثرَ هدوءا وأكثرَ صدقا ، وأيضا لربما يكون الحديثُ عنْ عمقِ التاريخِ القريبِ والبعيدِ عنْ الطفولةِ وعنْ الذاكرةِ المصريةِ وإلى غيرهِ منْ الأمورِ فلهذا كانتْ الأماكنُ على الرغمِ منْ ثباتها إلا أنها تمتازُ بالصخبِ والثاني لربما تمتاز بالهدوءِ والمحبةِ . بعدما تحدثنا عنْ اسمِ الروايةِ وربما عنْ المكانِ والزمانِ لنقف عندَ الأحداثِ وكيفَ أنها كانتْ متطورةً ؟ وكيفَ نستمعُ إلى الروايةِ منْ خلالٍ راوْ آخرَ أيْ منْ خلالِ مخطوطةٍ وجدتْ لتبعثَ لنا التاريخُ منْ جديدٍ ولهذا اتسمتْ هذهِ الأحداثِ بالجانبِ التصاعديِ بمعنى أنها بدأتْ بالثباتِ ثمَ بالتقدمِ ثمَ بالتقدمِ الصاخبِ إلى أنْ وصلتْ إلى المرحلةِ المتقدمةِ والمتأرجحةِ ، بمعنى معَ كلِ تقدمٍ زمنيٍ في هذهِ الروايةِ نلحظُ أنَ الأحداثَ تتطورُ تدريجيا وتنتقلُ منْ مكانٍ إلى مكانٍ آخرَ حتى أصبحتْ هذا الأحداثُ متطورةً تدريجيا بمعنى أنَ الحدثَ الأولَ يرتبطُ بالحدثِ الآخرِ لكنْ يكونُ أكثرَ عمقا وأكثرِ كثافةٍ ودلالةٍ على تطورِ الأحداثِ ، وهذا الأمرُ المقصودُ منْ الكاتبِ أوْ منْ الروايةِ لأنها تعودُ محاولةَ أنْ يبعثَ التطورُ التدرجيُ لأحداثِ الروايةِ عندَ المتلقي . لا بدَ منْ أنْ نشيرَ إلى مسألةٍ مهمةٍ في هذهِ الروايةِ أنَ الأيدلوجيةَ حضرتْ في هذهِ الروايةِ أيْ أنَ الفكرَ الأيدلوجيَ قدْ كانَ حاضرا منْ قبلُ الكاتبِ ، فالكاتبُ في مواضعِ عدةٍ حاولَ أنْ يبينَ على سبيلِ المثالِ أنَ مصرَ استطاعتْ أنْ تنتصرَ في بعضِ المعاركِ ، ولاسيما عندما يتحدثُ أنَ مصرَ استطاعتْ أوْ حاولتْ تأسيسَ مجلسٍ نيابيٍ في تلكَ المدةِ الزمنيةِ فهذا يعني أنَ الكاتبَ حاولَ أنْ يأتيَ بأيديولوجيتهِ بشكلِ أوْ بآخرَ وذلكَ بمعنى نسقِ الإسقاطِ الأيدلوجيِ الذي وجدَ في روايةِ أفندينا ، ولاسيما حاولَ دائما إظهارَ الهويةِ المصريةِ بشكلِ أوْ بآخرَ مثلاً على سبيلِ المثالِ تتأسسُ في هذهِ الروايةِ ملامحَ التوجهِ السرديّ بدايةِ منْ ميلادهِ بالسعوديةِ أثناءَ حملةِ أبيهِ الأولى وظروفِ التي رافقَ ميلادهُ ولاسيما كيفَ أنَ هذا التوجهِ السرديّ ينطلق على وفقِ محددٍ وسننِ أيدلوجيةَ ترتبطُ بالمؤسسةِ الدينيةِ وتأثيرِ شيخهِ الحنبليِ السلفيِ وارتباطهِ وصداقتهِ بالفكرِ الوهابيِ وذلكَ منْ خلالِ رفضِ وضعِ شارةِ الحدادِ على ذراعِ قرنِ تلكَ بدعهُ محدثةً ليسَ للإنسانِ في شيءٍ وهذا الانتماءُ يصبحُ لهُ أثرٌ سلبيٌ عندما يرتبطُ بالجوانبِ القوميةِ ، لأنْ نعلمَ جميعا في بعضِ الأحيانِ أنَ الأيدلوجيةَ الإسلاميةَ الدينيةَ لربما تخالف الفكرَ القوميَ المصريَ الذي كانتْ تؤمنُ بهِ . ولهذا كشفتْ الروايةُ عنْ نسقينِ مهمينِ : النسقُ الأولُ النسقَ الذاتيَ الذي حاولَ أنْ يبينهُ الكاتبُ في الروايةِ . والنسقُ الثاني النسقَ الأيدلوجيَ سواءٌ للدولةِ العثمانيةِ أوْ لمصر ، وذلكَ منْ خلالِ ظهورِ بعضِ الأمورِ التي حاولتْ أنْ تثبتَ مكانتها ووجودها في تلكَ المدةِ الزمنيةِ ولا سيما عندما ذكرَ الجبرتي وكيفَ أنهُ كانَ رمزُ المثقفِ الحقيقيِ ولا يكتبُ إلا ما يمكنُ أنْ يؤمنَ بهِ ، ولهذا لوْ لحقَ محمدْ علي في طلبِ التغييرِ تغيرا خطابيا التذاكرَ لتفاقمتْ علاقتهُ بالسلطةِ في حياةِ محمدْ علي . إذْ إنَ هذا الفكرِ الانتمائيِ القويِ لرؤيةٍ لخلافِ الجبرتي معَ محمدْ علي باشا يبرر بدايةَ الخلافِ بإلغاءِ محمدْ علي لنظامِ الالتزامِ الذي كانَ يستفيدُ منهُ الجبرتي ، وكانتْ الحادثةُ الأهمُ في مساحةِ الاختلافِ هيَ حادثةُ مقتلِ خليلْ لرجبي وكيفَ أنَ الأمورَ مثلاً ذهبتْ إلى غيرِ رجعةٍ .
إذْ نلحظُ أنَ الروايةَ إلى حدِ ما إشارةٌ للخطابِ المتفقِ والمرتبطِ بضلوعِ مماليكَ في قتلهِ وهذا الأمرُ لا يبررُ على أنَ الجبرتي كانَ إحدى الشخصياتِ المهمةِ التي حققتْ قفزةَ نوعيةٍ ، فضلاً عنْ أنهُ إحدى الشخصياتِ التي ظهرتْ في الروايةِ وما يعنيهُ في الموضوعِ وجودَ نسقينِ مختلفيْ النسقِ الأيدلوجيِ سواءٌ كانَ العثمانيُ أوْ العربيِ في هذا الحضورِ وكيفَ أنهمْ تعقباتٌ على إظهارهِ بشكلِ أوْ بآخرَ وهذا الأمرُ حقيقةً ظهرَ بشكلٍ واضحٍ في نصِ الروايةِ . إذْ يتناولهُ الكاتبُ في الروايةِ لبيانِ الإشكاليةِ المصيريةِ للفردِ المنغلقِ في مشروعهِ الشخصيِ والقوةِ الضاغطةِ للمجتمعِ . ممكن القولِ إنَ رؤيةَ روايةِ ” أفندينا ” دراسةٍ تأمليةٍ للنسقِ الأيديولوجيِ وتأثيراتهِ على الحياةِ اليوميةِ والتحولاتِ الاجتماعيةِ في مصرَ في تلكَ الحقبةِ الزمنيةِ المحددةِ . في تسلطِ الضوءِ على الأفكارِ والمفاهيمِ والقيمِ التي تحكمُ حكمَ محمدْ علي باشا ونظامهِ السياسيِ . وتأثيرَ هذا النسقِ الأيديولوجيِ على حياةِ الشخصياتِ والمجتمعِ وتحولاتِ المجتمعِ المصريِ تحتَ حكمهِ . كونَ محمدْ علي باشا كانَ حاكما تحكمهُ أهدافُ أيديولوجيةٍ واضحةٍ ، حيثُ كانَ يسعى لتحقيقِ القوةِ والنفوذِ والتقدمِ لمصر . ويهتمَ بالتحديثِ والتطويرِ الاقتصاديِ والعسكريِ والتعليميِ ، ولكنْ في الوقتِ نفسهِ ، كانتْ هناكَ أيضا جوانبَ سلبيةً في حكمهِ مثل القمعِ والتمييزِ الاجتماعيِ . * * لتنويهِ أنَ ( الصراعُ بينَ الجبرتي ومحمدْ علي باشا كانَ صراعا سياسيا وعسكريا بدأَ في أوائلِ القرنِ التاسعِ عشرَ في مصرَ والشامِ . كلا الزعيمينِ كانا يتنافسانِ للحصولِ على النفوذِ والسيطرةِ على المنطقةِ ) .