قال الكاتب محمد أحمد فؤاد في مقال معه في الأهرام في ٨ سبتمبر ٢٠٢٤ مشيدًا بالذكاء الاصطناعي في مجال الكتابة:
“إن أردنا الهلاك فسنظل فيما نحن فيه، وإن أردنا النجاة فسوف نعدل عن الطريق الذى سلكناه منذ الثورة الصناعية”
حينما قرأت عنوان الرواية شعرت كما لو أن هذا الكائن هو الكائن البشري الأخير في زمن تسلط الذكاء الاصطناعي، ولكن اتضح لي عكس ذلك إذ أن هذا الكائن هو الذكاء الاصطناعي الذي جاء أخيرًا وماذا سيفعل بنا؟ هذا ما أترك اجابته للأيام القادمة..
أما حينما شاهدت غلاف الرواية، فقد أحسست أني أشاهد أفيش فيلم في سينما مترو مثلًا..
ولا أخفيكم سرًا أنني وقبل القراءة أدخل على موقع القراءة المفضل لدي “الجوودرييدز” الذي أضع فيه تحدي كل عام لقراءة عدد معين من الأعمال، وهذه المرة تحيرت فعن أي كاتب أسأل؛ هل أكتب له شات جي بي تي أم محمد أحمد فؤاد؟!
درءًا للحيرة قمت بوضع اسم الرواية، وإذا بي أجدها وأجد أن من كتبها هو الأستاذ محمد والسيد المذكور شات جي بي تي..
تبدأ الرواية بتوطئة تجعل المرء يتحسس طريقه خوفًا كما لو كان سيقرأ رواية عن عالم الجآن، فالشات جي بي تي هو من يتحدث معنا كي نمد جسورًا فيما بيننا، فتحسست رقبتي إذ شعرت بهذه الجسور حبالًا سنشق بها أنفسنا في المستقبل القريب..
ثم وضع لنا الكاتب ما تم في هذه الرواية بالتفصيل في تعاونه مع شات جي بي تي الذي كتب الرواية كاملة وقام هو بتحريرها ومراجعتها، ووقت الرواية الذي استغرق اثني عشر ساعة للكتابة و إحدى عشر للمراجعة، كل هذا موزع في تسعة أيام..
فأيقنت أن دور النشر ستربح الكثير في القريب العاجل من خلال الذكاء الاصطناعي وهذا ما حدث بالفعل من موقع عالمي شهير والقضايا المرفوعة عليه.. ففي مجلة حرف ” الدستور الثقافي” العدد رقم ٤١ ص٢٥ كتبت حنان عقيل مقال مطول بعنوان “مهزلة AI كتاب وأدباء أسرى الذكاء الاصطناعي” وذكرت فيه تفاصيل مهزلة موقع أمازون للكتب..
يتبادل الكاتب صاحب الفكرة والشات، من سيكتب اسمه على الغلاف، هذا ينسب الفضل لصاحب الفكرة الذي ينسب الفضل لمن كتب..
الرواية تستدر عطفك كي تربت على كتف هذا الذكاء وتقول له مرحبًا بك في عالمنا البشري فردًا بيننا، ولكنها رواية جامدة، خلت من الروح بالرغم من كل هذه المشاعر التي تمر في عقل هذا الشات، وعلينا أن ندرك تمامًا أنه لولا أن الكاتب قام بإمداده بالخطوط العريضة وأفكار العمل، ولولا أن هذا الشات، اللص الخفي، تلصص على دواخل هذا الكاتب، ما كان تمكن من كتابة هذا العمل..
وفي النهاية يؤسفني أن أتساءل هل سأستطيع أن أثق في أي عمل كتبه الأستاذ محمد سابقًا أو سيكتبه لاحقًا، وهل سأتساوى أنا مثلًا حينما قمت بدراسة
مادة روايتي لشهور طويلة قبل كتابتها وعمل تم في تسعة أيام؟!
سؤالي هذا أتركه لكل من له قلب سليم..
