
كتبت ٱلأستاذة والشاعرة إخلاص فرنسيس قصيدتها ” لأنـه الحـب ” .. قصيدة كُتبت بروح التحدي ، تقاوم لعنة العالم المتمدن ، تصر على تجاوز مرايا الضجر ، وتكسر تلك الأحلام القرمزية ، وكأنها تشبه التمدن بأطياف الخيال ، فهو على هيئة ضجر يظهر في المرايا ، على شكل أطياف قرمزية كما يظهر في الأحلام المرعبة ، وبهذا التحدي تسلك الشاعرة مسلك جبران خليل جبران ، وتعود إلى الطبيعة ، إلى لازورد البحر ، إلى عقيق الأرض ، موسوعة الجدة ، او كما قال جبران ، هل اتخذت الغاب مثلي منزلاً ، دون القصور ، وتتبعت السواقي ، وتسلقت الصخور ، هل تحممت بعطر ، وتنشفت بنور ، زاهدا فيما سيأتي ، ناسيا ما قد مضى ..
لكن الشاعرة فرنسيس تقول ذلك بطريقة مختلفة ، ومشاعر يخيم عليها شعور الضجر ، والحنين إلمندلع في حنايا الصدر ، فتأتي قصيدتها متوهجة بمشاعر ملتهبة فتقول :
” لأنه الحب
سأتجاوزُ مرايا الضجرِ
ولعنةَ العالمِ المتمدّنِ
وأكسرُ قرمزَ الأحلامِ
وأعودُ إلى لازوردِ البحرِ
وعقيقِ الأرضِ،
إلى موسوعةِ جدّتي
أجمعُ حفنةً من اللاوعي
ورعشةً من خرزِ الصدى
وأردمُ جمرَ الحنينِ المندلعِ
في منفى الصدرِ
كلمات جذبتني من تلابيب الأعماق لتأخذني إلى غياهب الخيالات ، وقراءات لما بين السطور ، والهبت في قلبي مشاعر الحنين ، الحنين إلى هناك ، إلى حيث البعد عن المدنية وضجيجها وضجرها ، إلى الحنين إلى الإنعتاق وإلى الانطلاق في الطبيعة وحياة الجدات ، وكما قال جبران ” زاهدا فيما سيأتي ، ناسيا ما قد مضى “
وهيهات ..

الأحد ، ١٨ أيار ” مايو ” ٢٠٢٥ ، قميم ، الاردن