قامت غرفة 19 – سان دييغو – كاليفورنيا،في لقاء ثقافي عن بُعد، بتقديم “قراءة في العوالم السبعة”، والذي تم عقده يوم الإثنين الموافق 13 مايو 2024 الساعة 5 مساء بتوقيت غرينتش. حيث شارك كل من الشاعر سعد ياسين يوسف، .محمد عبد الرضا شياع، والشاعر الدكتور عبدالحفيظ العابد،رائدة العامري، والأستاذة أحلام المهدي، بينما أدارت اللقاء الأديبة إخلاص فرنسيس.
انتظم الاجتماع بهدف فتح باب الحوار حول مواضيع أدبية ونقدية عديدة، انتقل بين آراء متباينة حول مفاهيم مثل التكرار والحداثة والنقد الثقافي. وهذا طبيعي في الحوارات الثقافية التي تهدف إلى تبادل الرؤى والآراء، بين الباحثين والمختصين حول عدد من القضايا الأدبية والنقدية، أهمها:
مناقشة التجربة الشعرية للشاعر سعد ياسين يوسف واستخدامه لتقنية التكرار الشعري في قصائده، بين التكرار الصوتي والدلالي والتركيبي والموضوعي، هذه وهي الميزة التي يستخدمها الشعراء لتحقيق العديد من الغايات الفنية والجمالية في قصائدهم. فهو يساهم في توحيد الإيقاع الشعري وتماسك النص، كما يسلط الضوء على التفاصيل ويحقق التدرج العاطفي ،كذلك يساعد التكرار على إبراز حالة الشاعر النفسية وتأكيد البنى المعنوية بالنص ،وباستخدامها الماهر، تضيف القصائد بعدها الجمالي والسحري عبر تكرار الصور والمشاهد الشعرية بأسلوب فني ، في قالب الشعر تتجسد الذات الخالقة لا مؤلف وإنما روح تبدع بلسانها ترسم بحروفها معالم الحياة وأحزانها تقول.. وتعيد القول حتى تكمل رسالتها تستدعي مع مرورها الأزمنة الخوالي وترسم بألوان الكلمات مشاهدها وحكايا تلجأ لفن التكرار في صناعة شعرها فهو شيء من جوهر فنها لا يمكن تجاوزه هكذا تبدو الذات الشاعرة بلا حدود تستلهم من ذاكرتها ومن أدوات فنها المختلفة فترسم للقارئ عوالمها بأسلوبها الفريد.
وقد تمت مناقشة مصطلح “النقد الثقافي” عند الناقد عبدالله الغذامي،وكذلك مناقشة أبعاد الإبداع الشعري مثل التكرار والتفاصيل،من خلال تبادل وجهات النظر بين المشاركين بهدف إثراء النقاش النقدي وفهم الظواهر الأدبية ،وتمييز أنواع التكرار الشعري ودوافع استخدامه في النصوص ،وكذا طرح آراء وانتقادات حول أعمال بعض النقاد مثل عبدالله الغذامي .
تمحور النقاش حول التفكيكية لتوضيح أنه لا يمكن فهم النص الإبداعي بسهولة بل هو معقد ،فكرة التفكيكية عند جاك دريدا بأنها تهدف إلى فهم علاقة النص بالمعنى ، ذكر المتحدث اجتماعه مع عبدالله الغذامي وتتبع تطور وجهات نظره في النقد الثقافي عبر كتاباته المختلفة وانتقد بعض المتداخلين رؤية الغذامي للنقد الثقافي واعتبروها بحاجة للمراجعة ،فهو قارئ ايديولوجي بامتياز متناقض يهاجم أبا تمام في مكان ويستشهد بقوله مبرهنا على رأيه في مكان اخر، لذلك اعتبروا انه بحاجة لمراجعة. فيما أثنى المتحدثون على روح الحوار واحترام وجهات النظر المختلفة في النقاش .