صدر للكاتبة والأكاديمية لطيفة لبصير رواية لليافعين بعنوان “طيف سبيبة “، عن المركز الثقافي للكتاب سنة 2024 . أنجز لوحة الغلاف الفنان الشاب علي الزجلي. تقع الرواية في 142 ص، وهي موزعة عبر فصول عدة معنونة نقرأ منها: أصوات راجي- راجي لم يبتسم- فرشاة الأسنان بالأصفر والأخضر والأزرق- راجي يذهب إلى المركز- راجي وسبيبة والصور- راجي يدخل المرحاض بمفرده- الأطفال يسخرون من راجي- صباحات سبيبة تتكرر- سبيبة تحدق بعينين حمراوين- رسالة سبيبة إلى الأطفال…
الرواية موجهة لليافعين ولجميع الأعمار، ذلك لأنها تهم العائلة ككل ،وهي تتناول قضية إنسانية شائكة عبر العالم، تتمثل في موضوع طيف التوحد بصفته من أعقد الحالات العصبية التي تعيشها الأسر.وقد اختارت الكاتبة أن تسند سرد الأحداث ل “هبة” الطفلة وهي أخت بطل الرواية “راجي”، والتي نكتشف، من خلال دهشتها مما يحدث ، عالما مثيرا يعيشه راجي كما تعيشه العائلة في يوميات لا تخلو من أحداث غريبة على ذهن الصغار و الكبار.
رواية تلامس طيف التوحد عبر الواقع وعبر التخييل الذي يتجاوزه الواقع في كثير من الأحيان، لكنه يقف على معاناة العائلة في مجتمع يسود فيه التنمر على المصاب بالتوحد وعلى محيطه الأسري.
أحداث غريبة ومواقف وخيالات تفاجئنا بها الرواية، ومشاهد تحبس الأنفاس ، نقرأ من الرواية: “أصبحت سبيبة فردا من أفراد المنزل، فهي أيضا تأخذ مقعدها بيننا على مائدة الغذاء، وأحيانا يناولها راجي ملعقة صغيرة من أكلة ما؛ يزّج بها بعنف في فمها، فتنزعج ماما وتظل صامتة حين تتسخ الدّمية ويوبخه أبي. أستغرب هدوء ماما ومحاولتها الدائمة ألاّ تصرخ في وجه راجي، ولكي تداري غضب أبي، تتعهدّ نيابة عنّي بأنّني سأقوم بتحميم الدّمية وتنظيفها فيصمت أبي، ويتحول الأمر إلى حدث عابر. يتحول راجي حين نأخذ سبيبة إلى الحمام، إلى كائن عصبي، يكره أن تستحمّ سبيبة بهدوء تام”.