عطية صالح الأوجلي
لهذه الصورة قصة … ذات يوم في عام 1923 …و على شاطئ بالم بيتش وفي ولاية فلوريدا الامريكية … فاجأ المخترع الامريكي إدوين أرمسترونج ، زوجته إستر بأن اهداها جهاز راديو من صنعه يمكنها من سماع المحطات المحلية … كان ادوين هو من اخترع التضمين الترددي العريض او ما يعرف بموجات الإف إم (FM)… الاختراع الذي غير في امكانيات البث الإذاعي … حيث اصبحت الان كل مدن العالم تستخدم هذه التقنية للإرسال الإذاعي
كان ادوين نموذجا للمخترع العصامي الكلاسيكي الذي تمرد حول المفاهيم السائدة في علمه واعطى حياته لعمله … بدأ شغفه بالعلوم وهو في الحادية عشر من عمره عندما اثاره خبر نجاح ماركوني في تحقيق أول إرسال لاسلكي عبر المحيط الأطلسي. بدأ آرمسترونغ الشاب انذاك في دراسة الراديو وبناء معدات لاسلكية محلية الصنع ، بما في ذلك هوائي يبلغ ارتفاعه 125 قدمًا في الفناء الخلفي لوالديه. قاده اهتمامه بالعلوم والتكنولوجيا إلى جامعة كولومبيا ، حيث درس في مختبرات هارتلي … وترك انطباعًا قويًا لدى العديد من أساتذته. أنهى دراسته الجامعية عام 1913 بإجازة في الهندسة الكهربائية
كالعديد من المخترعين كان ادوين صلب الأرادة وصعب المراس … فخاض العديد من المعارك القانونية التي يقال انها وصلت الى مائتين … وناضل كثيرا في اروقة المحاكم ومكاتب المحاماة دفاعا عن براءة اختراعاته وحماية لها ممن في اعتقاده انهم قد سطوا عليها …وكان لخسارته لقضية ال(FM) اكبر التأثير في نفسه مما ادى الى عزلته واصابته بالكآبة… التي بدورها ادت الى انفصاله عن زوجته … تفاقمت مشاكله المالية والنفسية وتعاظم احساسه بالفشل مما ادى في نهاية المطاف الى انتحاره بالقفز من نافذة شقته في الطابق الثالث عشر في عام 1954 شقته في الطابق الثالث عشر
بعد وفاته اعادت زوجته رفع هذه القضية وربحتها … واقرت المحكمة بشكل نهائي ان زوجها هو الأسبق في اختراع تقنية الإف إم … وبهذا تكون الزوجة قد اعادت لزوجها الذي احبها كثيرا حقه وسمعته وتكون قد اهدت اليه هديه رائعة بعد وفاته … كما كان هو يهديها في حياته
غرفة 19
- الحياة والمحبة والتعلم: ثلاثية متكاملة
- صرخةُ قلمٍ باحث عن كلماته الضّائعة
- “ظلالٌ مُضاعفةٌ بالعناقات” لنمر سعدي: تمجيدُ الحبِّ واستعاداتُ المُدن
- الشاعر اللبناني شربل داغر يتوج بجائزة أبو القاسم الشابي عن ديوانه “يغتسل النثر في نهره”
- سأشتري حلمًا بلا ثقوب- قراءة بقلم أ. نهى عاصم
- الأدب الرقمي: أدب جديد أم أسلوب عرض؟- مستقبل النقد الأدبي الرقمي