بمعرض الدوحة للكتاب في نسختة (٣٤ ) اخترت لأقدم قرأة ومناقشة رواية ” مملكة بلهمبار أمسية ٩ مايو ٢٠٢٥م وللحقيقة وقفت حائرة هل أقدم د. عبدالرحمن بن سالم الكواري وزير الصحة الأسبق ( حسب نبوغه العلمي / أم ذو القلم السيال ) و سؤالي ما العلاقة بين النبوغ العلمي والولوج في دنيا الرواية ؟ علي كل :
يمكنني ان أصنّف الرواية “ كتجربة سردية فريدة في الأدب القطري والعربي، نسجت عالماً خيالياً يعكس الواقع بسرد غرائبي، وتساؤلات فلسفية حول السلطة، والعدالة، والهوية، والحرية.
واحسب أنها تميزت ببناء عالم به تقاطع بين التاريخي والأسطوري والواقعي، تميز به وليد سالم الكواري وبلغة جزلة وأسلوب رمزياً يكشف عن خلفية ثقافية وفكرية غنية.
كما أن شخوص الرواية رغم انتماءهم لعالم متخيل إلا أنهم عكسوا صراعات معاصرة نعيشها في مجتمعاتنا…
فتدفق سوالي : ما الذي يرمي له النطاس الكواري المعروف بدوره الأكاديمي والمهني باستخدم الرواية كأداة نقد اجتماعي وفكري. ؟
هل ليقدم رؤيته في عالمنا العربي حول إشكاليات الحكم، والتسلط، والفساد، وسبل التغيير. ام لاختيار الخيال كوسيلة للطرح، فالبس الرواية قدرة لتجاوز الرقابة وفتح آفاق التفكير الحر لدى القارئ… ؟
في رأيي المتواضع كمتابعة للشأن الثقافي والإبداع الفكري احسب ان ” بمملكة بلهمبار ” ليست مجرد رواية خيال، بل مرآة فكرية تحض لاستنهاض مكامن الايجابية وتضع القارئ أمام ذاته ومجتمعه، وتدعوه للتأمل في واقع الأمة العربية، وتاريخها، ومستقبلها فهل اناُ محقة حينما لامست استخدم الروائي الاسترجاع ، عندما بدأ ( بوافية وسيف ) الذي وقف عند قريته ،ليجد الاختلاف الذي حدث رغم أن الوجوه والأشخاص هم إلا أن التغيير ظهر على القرية التي
أخذت طابع الحداثة فالمقعد الحجري المبتكر لم يكن موجودًا عندما غادر قريته ، لينهي الرواية عند الحدث نفسه والزمن ذاته ، طرأ التغير والمرحلة الجديدة للقرية ، وهي من الأساليب المحببة في أدب الرواية السردية .
واستطيع القول ان نهاية الرواية
أشبه بمحاكمة بين عالمين البحر والبر ، وانتصار الخير على الشر ، وانتهاء الصعاب التي كان يخوضها أهل القرية لأجل الرزق وخوض البحر للبحث عن اللؤلؤ وصيد السمك ، لتبدأ مرحلة الذهب الأسود البترول .
والنهاية ، حزمت كل الأحداث ، وهي خلاصة الرواية وذبدتها وقد أجادها الكواري ..أما ( الحبكة ) فهي
معطونة بالإثارة والخيالية والصراع المحتدم ..وستجد القراء انفسهم بين أمواج البحر يتلاطمكم يمنة ويسرة ، كمركب فقد بوصلته ، قد ترهق القارئ نعم … إلا أن هذا الرهق يحقق الغاية التي جعلت مبدعنا يستخدم هذا الأسلوب في التأرجح والتلاطم ، كي يعيش القارئ الأحداث وكأنه أحد شخوص الرواية .
علما بان الروائي يضعنا في الزمن الحالي والآتي والماضي التليد ، ليستقر بالحاضر الذي سيأخذ بالقرية إلى التطور والحداثة .
فالأحداث تتمحور في القرية ، لتصل للغاية التي كُتبت لأجلها الرواية ، وسماتها جسدت التراث القطري في كثير من الأحداث دون أن يذكرها المؤلف وهذا متروك للقاريء ليشعر أنه يقرأ رواية عن دولة قطر قديما ليعرج به لتطور قطر اليوم ..واللغة تميزت بالسردية والحكواتية ، والصوت بنبرة تراثية قديمة ، بدأت تتغير تدريجيًا لتعبر عن المتغيرات التي تحدث باستخدام مصلحات علمية تكنولوجية ، دلالة على ما سوف يطرأ من تطور بكعبة المضيوم ، هذه اللغة خدمت الرواية بشكل مميز وكبير.
وقد احتفي كثير من المثقفين والمهتمين بفن الرواية بالمملكة التي تستحق أن تدرس لليافعين بالمدارس ، لتجسيدها حياة الأجداد ومجاهداتهم لأجل الرزق ، بهمة وطموح ، والمتغيرات التي طرأت علي حياتهم ،
اضافة لانها خيالية ، سوف تثير إهتمام الجالسين علي مقاعد الدرس و مادة للأدب الخيالي تخدم اللغة العربية بالمدارس والمكتبات .وتستحق
ترجمتها للغات آخر ، فهي من الأدب الذي يثير إهتمام الشعوب الأخرى.
عواطف عبداللطيف
Awatifderar1@gmail.com
