….محمد أبو معتوق
قراءة نقدية في رواية ( 450 عاماً بعد الميلاد) لكاتبها الناقد والقاص واخيرا الروائي
(جورج سباط)
“””””””””””””””””””””
والرواية ليست تأريخاً لمرحلة هامة فحسب ..وانما هي محاولة لاقتناص حالة من المزاج التاريخي
لإسباغه على الاحداث .لتبدو الرواية قريبة من معنى الرواية التاريخية.وقابضة على امشاج من روحها
تتصدى الرواية للحديث عن بلدة طوباوية
مسيحية ..في فترة كانت الديانة المسيحية هي الأكثر انتشاراً في ربوع الوطن السوري
واسم هذه البلدة (صوفيانا )
والقائمة في مكان ما..على ضفاف نهر العاصي
.. لم ياتِ اسم صوفيانا اعتباطاً وانما جاء الإسم ..كإشارة لرغبة المؤلف في تجسيد رؤياه الصوفية للمكان والزمان والعقيدة
وتوق الناس وتوق ارواحهم للبساطة والعيش المشترك
وبسبب عدم وجود اثنيات قوميه ودينية في بلدة صوفيانا عبر التاكيد على ان الناس فيها سريان مسيحيون فحسب
لذلك افتقرت الرواية
لبروز الصراع بوصفه محفزاً
لتوليد الدلالات الكبرى عبر الحراك الذي تتوالد منه الأحداث
لذلك اكتفى المؤلف بإعطاء الصراع بعدا ذهنياً فحسب
إن مقولة الرواية الكبرى
تتحقق في حالتين
الاولى دينيه وهي أن الله مثلما يختار كائناً استثنائياً لينفخ فيه من روحه ويقربه منه جاعلاً
منه ابنه ..كما هو قائم في اسس العقيدة المسيحية
عبر رغبته في التجلي المقدس في مخلوقاته
كذلك من ناحية ثانية ..بوسع الأبطال الذين ترفعهم مجتمعاتهم إلى سدة القداسة ..وتحفر اسماءهم وأشكالهم في نصب وتماثيل
.يستطيع هؤلاء الأبطال ..ان يتجسدوا روحاً وشجاعة ..في احفادهم ومن يشبه دابهم وسعيهم للدفاع عن الأوطان والكرامة ..وهذا التجسد يحصل بين الفتى نعمان وبين زعيم الصيادين المحفورة ملامحه على جبين الجبل ..المجاور لصوفيانا البلدة التي تحدث فيها أحداث الرواية
والرواية مكتوبة بأسلوب الرواية الموجهة لليافعين
وهذا نوع من الروايات العظيمة البالغة الصعوبة
واللغة في الرواية ذات بنية حكائية جاذبة
وليست لغة تتجسد فيها
مغامرة السرد ..ومغامرة اللغة
رغم رومنسيتها البسيطة المحببه
والرواية تتحدث عن العرب والسريان بوصفهم أبناء بلد واحد ..وان من واجبهم الوقوف في وجه كل اشكال الاحتلالات التي تقوم بها الامبراطوريات المهيمنة من روم وفرس
…تتشكل داخل السرد الروائي ..بؤر تختزن دلالات عميقة وأبعاد تقافية ومعرفية لافتة
..لقد نجت الرواية الاولى لمؤلفها من ان تكون محض سيرة ذاتية لصاحبها
وأنما انتقلت الرواية بشجاعة للضفة الأخرى ..لتصوغ
بعمارة هندسية جاذبة عالماً ينمو موضوعياً خارج ذات صاحبها
غرفة 19
- سأشتري حلمًا بلا ثقوب- قراءة بقلم أ. نهى عاصم
- الأدب الرقمي: أدب جديد أم أسلوب عرض؟- مستقبل النقد الأدبي الرقمي
- “أيتها المرآة على الحائط، من الأذكى في العالم؟”
- كتاب من اكثر الكتب تأثيراً في الأدب العربي والعالمي تحليل نقدي لكتاب- “النبي” لجبران خليل جبران
- فيروز امرأة كونيّة من لبنان -بقلم : وفيقة فخرالدّين غانم
- سلطة الدجاج بالعسل والخردل