سناء شجاع_ لبنان
” تشهقُ اسماءٌ
وتشهق دودةُ القزّ..
وعندما أشهقُ أنا
أتناولُ جزيرةً من اللآلئ
باحثًا عن مزرعةٍ للخبزِ..
شهقتُ كثيرًا ياسيّدي
حتى أصبحتُ مدينةً قابلةً للهزّ..
أحجزُ شرياني الأبهر
أحتاج كفيلًا.. أوكفيلةً
تفكّ ربطةَ عنقي
وتُخرجني من منتجع الحجزِ…..
علاء. ح “
معاصرٌ في الكتابة، قديمُ المطالعات.
لا يرضى بحداثة الكلمة رغم اعتلائها عينَه النّاقدة. غاص في الأزمنة ليجعل منها دلالات متقدّمة تضع المتلَقّي عند دهشة الشّهقة الشّعريّة…
النّاقد والشّاعر العراقي، علاء حمد ،النّاقد بمصداقيّة الشعر، والشاعر دهشةً لِفِكر… تأخذ قصيدتُكَ هذه بمحبرة سناء شجاع الشاعرة إلى النّقد، لتكون لي هذه القراءة النقديّة على صفحتي، وعلى جبينِ كلّ أصدقاء الفكر والأدب مدرسةً وأفقًا.
وقد جاءت على الشّكل الآتي:
لم يعنونِ الشاعر قصيدة الشهقة، ليجعلنا في بحث دائم عن شهقته الآتية، وما فيها من محتوى يخرج في دلالته عن السطر.
فالإثارة الأدبيّة بدأت في المستهل حيث الاختلاف اللّغويّ، والتّمرجح بين التنكير والتعريف متعةً لإيجاد المتلقي (أسماء/ دودة القز)…
أمّا النقاط الثّلاث فما جاءت عبثيّة. لقد أطلق الشاعر العنانَ لمَن شاء المخيّلة، ليحكم بذلك الخيالَ بالربطِ الوقتيّ المتحكّم والمتداخل بذاتيّة الشاعر في آن لافت (وعندما أشهق أنا).
فالأفعال الآنيّة الانتقاليّة تجعلنا نماثل الشاعر في شهقاتِه (أشهق/ أتناول/أحجز/ أحتاج) أفعال لم تقبل بالتموضع الزمني، لذلك رأيناها متنقّلةً معتمدةً الزّمن الاسترجاعي(شهقت)، ليعود وبزمنية الفعل الآني إلى الخروج من أمسِ الحجز.
فالشّاعر في معاناة…معاناة الخروج من الجمهرة، من ضمير جمع الغائب، ولربّما المخاطب. فالجمع معاناة ببعضه للجزء، للجوهر، معاناة إلى حدّ البحث عن مزرعة للخبز. معاناة إلى حدّ الاستنجاد بكفيل يفكّ ربطة العنق.
وختامًا، حيث اللّا ختام، أطرح حَيرةً:
كيف لشاعر في حنجرته جزر لآلئ، وهو المقيد عنقًا، أن يشهق بحريّةٍ!
قصيدة ذاتيّة وجدانيّة وجوديّة تلامس عمق القضيّة، لتعتلي عرش القصيدة الصّاخبة بمعاناة الإنسانيّة الصامتة.