إعداد: هند سليمان أبو عزّ الدّين
كاتبة وباحثة من لبنان
نحيا في عصر تسيطر عليه التّكنولوجيا الحديثة ووسائلها المتنوّعة الّتي تطوّرت عبر الزّمن، حتّى أصبحنا اليوم نشهد ثورة الذّكاء الاصطناعيّ الّذي بات يأخذ حيّزًا مهمًّا في المجالات كافّة، ويعتمد عليه الكثيرون في دراساتهم وأبحاثهم، ولعلّ سبب ذلك يعود إلى سعي بعض النّاس إلى الابتعاد عن الاجتهاد والتّعب، ومحاولتهم الحصول على نتائج سهلة وسريعة.

وقد تأثّر مجال الأدب بهذه الثّورة، فأصبحت برامج الذّكاء الاصطناعيّ تعدّ المقالات والأبحاث، والقصص والقصائد وغيرها من النّصوص الأدبيّة حتّى بتنا نتساءل عن مصير الكتابة الإبداعيّة، فهل ستبقى هذه الكتابة نتاجًا بشريًّا معبّرًا عن الإنسان في كل زمان ومكان أم ستسيطر عليها هذه البرامج؟
إنّ التّكنولوجيا في هذا العصر طوّرت التّطبيقات الّتي تعتمد على الخوارزميات المعقّدة، والّتي أصبحت قادرة على تقليد الكتابة البشريّة، فيكفي أن نمدّها بالموضوع المطلوب، ونطلب منها كتابة قصّة قصيرة، أو قصيدة على وزن معيّن، حتّى نحصل على نتاج أدبيّ آليّ يشبه ما يكتبه الإنسان في أحيان كثيرة، وقد يحتاج الأمر إلى برامج متخصّصة لكشف هذا الاقتباس الذّي قد يعتمده الكثيرون لأسباب متعدّدة، قد يكون أبرزها الاستسهال أو التّكاسل أو الافتقار إلى الموهبة المطلوبة للكتابة، لذا بتنا نخشى من تحوّل الأعمال الأدبيّة إلى أعمال جامدة خالية من العاطفة، فإذا استطاع الذّكاء الاصطناعيّ محاكاة كتابات البشر فقد تبقى محاكاته مجرّد تقليد خالٍ من البصمة الإنسانيّة في التّعبير عن المشاعر. فالأدب هو فنّ لا يعتمد فقط على المعاني بل يعصر القلوب على الورق، ويستقي حروفه من شهد عبيرها، وينتقي فيه الأديب ألفاظه وعباراته بعناية ليضمن فصاحتها وجمالها، ثمّ يحسن سبكها وصياغتها لتحمل أفراحه وأحزانه، ولتصوّر معاناته الإنسانيّة، وقلقه، وهواجسه، مستمدًّا من خياله صورًا غنيّة بالتّشبيهات والاستعارات وأنواع المجاز المختلفة، فنحيا مع كلّ أديب حكايته الخاصّة، ونغوص معه في عمق أفكاره وانفعالاته، ونميّز أسلوبه وطريقته في التّعبير، وتنتقل إلينا تجاربه الشّخصيّة، وذكرياته، وتأمّلاته، لتدعونا إلى التّفاعل معها.
وهكذا يشكّل الأدب تجربة إنسانيّة يُزهر ربيعها في القلوب، وتُورق رياحينها في الأحاسيس المتدفّقة على الورق، وتنمو براعمها في أعماق النّفس البشريّة التّواقة إلى الإبداع والجمال، فتلتهم العيون كلماتها بنهمٍ يشتاق إلى التّأثر بما يقوله الكاتب، خصوصًا حين تبوح دموع النّثر والشّعر بأسرارها، وتنسج من الأقلام خيوط أثوابها الزّاهية الملوّنة بأجمل الألوان، وتطير بين الحروف فراشاتها المحلّقة فوق أجنحة الخيال، فيغدو الأديب مصلحًا اجتماعيًّا، ومعبّرًا عن أحلام قومه وطموحاتهم، ومصوّرًا لمعاناة الإنسان في مختلف العصور.
واليوم، بتنا نسأل أنفسنا عن قدرة الذّكاء الاصطناعيّ على تقليد العمق العاطفيّ والإنسانيّ الّذي يتميّز به الأدب، لكنّنا في كلّ حال نقول إنّ الإنسان يجب أن يُحافظ على إبداعه، لذا عليه أن يسعى إلى تعزيز ملكة الكتابة مبتعدًا عن التّكاسل والتّراخي والاعتماد على البرامج الإلكترونيّة.
فالأدب هو فنّ لا يعتمد فقط على المعاني بل يعصر القلوب على الورق، ويستقي حروفه من شهد عبيرها، وينتقي فيه الأديب ألفاظه وعباراته بعناية ليضمن فصاحتها وجمالها، ثمّ يحسن سبكها وصياغتها لتحمل أفراحه وأحزانه، ولتصوّر معاناته الإنسانيّة، وقلقه، وهواجسه، مستمدًّا من خياله صورًا غنيّة بالتّشبيهات والاستعارات وأنواع المجاز المختلفة، فنحيا مع كلّ أديب حكايته الخاصّة، ونغوص معه في عمق أفكاره وانفعالاته، ونميّز أسلوبه وطريقته في التّعبير، وتنتقل إلينا تجاربه الشّخصيّة، وذكرياته، وتأمّلاته، لتدعونا إلى التّفاعل معها.
وهكذا يشكّل الأدب تجربة إنسانيّة يُزهر ربيعها في القلوب، وتُورق رياحينها في الأحاسيس المتدفّقة على الورق، وتنمو براعمها في أعماق النّفس البشريّة التّواقة إلى الإبداع والجمال، فتلتهم العيون كلماتها بنهمٍ يشتاق إلى التّأثر بما يقوله الكاتب، خصوصًا حين تبوح دموع النّثر والشّعر بأسرارها، وتنسج من الأقلام خيوط أثوابها الزّاهية الملوّنة بأجمل الألوان، وتطير بين الحروف فراشاتها المحلّقة فوق أجنحة الخيال، فيغدو الأديب مصلحًا اجتماعيًّا، ومعبّرًا عن أحلام قومه وطموحاتهم، ومصوّرًا لمعاناة الإنسان في مختلف العصور. واليوم، بتنا نسأل أنفسنا عن قدرة الذّكاء الاصطناعيّ على تقليد العمق العاطفيّ والإنسانيّ الّذي يتميّز به الأدب، لكنّنا في كلّ حال نقول إنّ الإنسان يجب أن يُحافظ على إبداعه، لذا عليه أن يسعى إلى تعزيز ملكة الكتابة مبتعدًا عن التّكاسل والتّراخي والاعتماد على البرامج الإلكترونيّة.
ونحن لا ننكر أنّ هذه البرامج مفيدة في تقديم بعض المعلومات والتّقنيات الّتي تساهم في تسهيل مهمّة الكاتب، لكنّنا نقول إنّ القلم يبقى مترجمًا للّغة القلب، ومطرًا تتدفّق منه بحار العواطف والأحاسيس، ومَعينًا نَنهل منه الشّهد الّذي يعكس التّجارب الإنسانيّة المؤثّرة، لذا يمكننا الاستفادة من المعلومات الّتي تقدّمها هذه البرامج، بعد التّأكّد من صحّتها، شرط أن نبقى متمسّكين بالقلم، ومحافظين على المواهب الأدبيّة، وموقنين بقدرة البشر على الإبداع، فهل سيتمكّن الإنسان المعاصر من تحقيق هذه المعادلة؟