مارون الماحولي
بتاريخ 11/7/2024، تابعت باهتمام حوارًا تلفزيونيًا عبر برنامج “نقطة فاصلة” مع الشاعر والإعلامي حبيب يونس الذي استهل اللقاء بقصيدة تأريخية ترشح جمالًا وعمقًا وتختصر الأزمنة، وكان اللقاء مع الشاعر الصديق أسعد جوان وهو الغني عن التعريف بما قام به على امتداد سنوات طوال في كروم الشعر المحكي اللبناني وفصيحه ناهيك عن تاريخه الطويل في المبادرات الثقافية والأدبية… وكان موضوع النقاش: “مئة سنة على الشعر اللبناني (المحكي)”.
وكي أقتدي بالكبار سوف أستعير من الشاعر الذي أُحب أسعد جوان، ليس شعره، بل جرأته وعدم خوفه وأقول:
لكل شخص عاقل أن يقول كل شيء في كل شيء، فحرية إبداء الرأي قولًا وكتابة مصانة بالقانون الطبيعي وبالدستور اللبناني، ولكن…
لكل شخص عاقل أيضًا أن يبدي رأيه في كل رأي شرط مراعاة الاحترام وأدب التخاطب وعدم التجريح وتحت هذا السقف سأقول ما يأتي:
أنا في الأصل متذوق شعر ومن عشاق المحكية اللبنانية. وأحمل هَمّ البحث عن نشأته وأصوله وأوزانه وتقنياته…، وما كتابي “هو الشعر بين الفصحى والمحكية” الصادر عن موزاييك للدراسات والنشر في العام 2022، الذي سرق مني مئات الساعات من العمل الرصين والجاد الا موشر على هذا الاهتمام حيث تطرق الكتاب الى نشأة الشعر المحكي اللبناني وأوزانه وشعرائه وتقنياته… بشكل علمي وموضوعي بعيدًا من أية خلفية عقائدية أو دينية أو قومية أو مناطقية… وقارنته بالزجل اللبناني وبالشعر الفصيح.
أوردت في كتابي المذكور أعلاه تحت عنوان “نشأة الشِّعر المحكيّ اللبنانيّ” الآتي:
“… وبعد نشر ميشال طراد ديوانه الأوّل بدأت كوكبة من الشّعراء تنشر الشِّعر المحكيّ اللبنانيّ. نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر:
سعيد عقل وكريم الكركي وخليل حاوي ويوسف الخال (1916) وعاصي الرحباني (1923) ومنصور الرحباني (1925) وغابي حداد (1925) ويونس الإبن (1926) ومالك طوق (1928) ومي المر (1929) وألبير حرب (1932) ومارون كرم (1932) وراجي عشقوتي (1932) وايليا أبو شديد (1934) وموريس عواد (1934) وطلال حيدر (1937) وجوزف غصين (1937) وشَيبان سعاده (1938) ومنير عبد النور (1939) ونبيل خوري (1939) وعصام العبدالله (1940) وغسان مطر (1942) وميشال كعدي (1942) وأنطوان جبارة (1943) وجوزف حرب (1944) ورفيق روحانا (1944) وأسعد جوان (1946) ومحمد العبدالله (1946) وأنطوان طوق (1947) وجوزف ابي ضاهر (1947) وهنري زغيب (1948) وجورج مسلّم (1948) وجورج زكي الحاج (1949) وإنعام الأشقر (1950) وسمير خليفه (1952) وفؤاد نعمان الخوري (1955) وحبيب يونس (1959) وباسمة بُطولي وغيرهم…
ليتميّز بذلك عن الزّجل اللبنانيّ. وقد نشأ بعد ذلك جيل جديد يُبشّر بعصر ذهبيّ في الشِّعر المحكيّ اللبنانيّ ويستحق دراسة مستقلة ومعمقة.”
واستنادًا الى ما ورد في كتابي، فأنا الآن بصدد إعداد الدراسة التي أشرت إليها على اعتبار إني على اتصال مباشر بغالبية شعراء المحكية في لبنان عبر الأمسيات التي يشتركون فيها وعبر كتبهم ووسائل التواصل الإجتماعي والتواصل المباشر معهم.
ولكن ما لم يكن في حسبان بالي أن يتطرق الشاعر أسعد جوان الى الشعراء الشباب بالطريقة التي تطرق إليهم بها حيث أورد ما حرفيته، رداً على الأسئلة المطروحة:
“الباقيين اللي عم يجو قريبين لبعضن هي المصيبة انو ما عم يخلقو شخصية فين عم بجربو يخلقو شخصيتن ومش عم تزبط وفين ماشين شوي وشوي ببطء…”
“كلن قراب لبعضن وهيدا خطر يعني كل واحد صورا عن التاني…”
“هني بتحسن مكنات عم يشتغلو وبيتكلو على اخر سطر واخر فكره وتركيب ونحت… ما في شاعر بيفجر…”
“المحكية ركود… ما في شي جديد”.
وفي هذه النقطة سوف أفصّل، متجاوزًا رأيه في الشعراء الذين ذكرهم والذين أجلّهم وأحترم تجربة كل منهم بمن فيهم الشاعر جرمانوس جرمانوس… مع الأخذ في الاعتبار الإطار الزمني الذي كتب فيه كل شاعر، فما كتبه رشيد نخلة من أكثر من مئة سنة ليس من العدل والإنصاف مقارنته بما يكتب اليوم وعلى ذلك قس. أنا أوافق الشاعر أسعد جوان في قليله وأخالفه في كثيره ولاسيما في ما يتعلق بالأمور الشخصية التي أوردها عن بعض رفاق دربه. وقد يحتاج هذا الأمر مقالة مستقلة تخرج عن موضوعنا.
قلت في كتابي كما ذكرت أننا نعيش في عصر ذهبي للشعر المحكي اللبناني في حين كان رأي الشاعر أسعد جوان مخالفًا.
فأين الحقيقة؟
الحقيقة في الشعر كما في الجمال عمومًا أمر نسبي ولكل متذوق رأيه، أدلى الأسعد برأيه وها أنا أدلي بدلوي ولكن بطريقة موضوعية علمية بحثية تحليلية مع ذكر شواهد وأدلة بعضها مقتبس حرفيا من مؤلفات أسعد جوان وبعضها من شعره.
ولكن قبل الخوض في التفاصيل لا بد لنا من إبداء ملاحظات ثلاث:
الملاحظة الاولى: التّسمية:
تسميات كثيرة استُعملت للتّعبير عن الشِّعر المكتوب بالمحكيّة اللبنانيّة: شِعر، شِعر لبنانيّ، شِعر باللبنانيّ، الشِّعر اللبنانيّ المحكيّ، الشِّعر المحكيّ، شِعر بالمحكيّة، المحكيّة، المحكيّة اللبنانيّة، الشعِّر القومي أو الشعبيّ أو الوطنيّ أو العاميّ، شعِر بالعاميّة…
والرأي عندنا: “الشِّعر” كلمة لازمة تمييزًا عن سائر الأنواع الأدبية. و”المحكيّة اللبنانيّة” لازمة وسيلة وتمييزًا عن الفصحى وسائر العاميّات في البلاد العربيّة. فتكون التّسمية الأدقّ تعبيرًا هي “شِعر بالمحكيّة اللبنانيّة” واختصارًا “شِعر باللبنانيّ”.
أما سائر التّسميات، وإن كانت منتشرة ومعروفة، فقد تخلق التباسًا: الشِّعر العاميّ أو شِعر بالعاميّة مثلًا قد يشمل الزجل أو الشِّعر العاميّ في أي بلد عربي. الشِّعر اللبنانيّ قد يشمل أيضًا الشِّعر الفصيح الذي نظمه لبنانيّون. شعر بالمحكيّة قد يتسع ليشمل كل المحكيّات. المحكيّة اللبنانيّة قد تشمل غير الشِّعر كالنثر بالمحكيّة اللبنانيّة…
الملاحظة الثانية:
مئة عام على المحكية عنوان إعلامي غير موضوعي، فلا يوجد على حد علمنا أي حدث موثق في العام 1924 يصلح ليكون منطلقاً للشعر المحكي اللبناني في حين أنه توجد محطات ثابتة وموثقة ومؤثرة في الشعر المحكي اللبناني في تواريخ مختلفة.
الملاحظة الثالثة:
لا ينفع الشاعر المصري هشام الجخ (الذي استشهد به الشاعر أسعد جوان كأهم من يكتب الشعر المحكي اللبناني اليوم) أن يكون من ضمن سلسلة شعراء الشباب الذي يكتبون المحكية اللبنانية وذكره يجافي المنطق السليم بمعزل عن مستواه الشعري لسبب أكاديمي موضوعي هو التالي:
“الشِّعر المحكيّ اللبنانيّ” أو “الشِّعر باللغة اللبنانيّة” هو التكّامل بين الموسيقى و”الشِّعريّة” أي الإبداع الشّعري في النص المكتوب أو المقروء باللغة الأمّ التي يتكلّمها اللبنانيّون.
فالشعر المحكي اللبناني ينحصر باللغة اللبنانية والشعر المحكي المصري ينحصر باللغة المصرية ولا يجوز المزج بين النوعين.
ونعود للإجابة عن السؤال: أين الحقيقة؟ وهل يوجد جيل ذهبي من شعراء المحكية اللبنانية اليوم؟
منذ العام 1960(أي الذي ولدوا في هذه السنة وما بعدها)، وبحسب رأيي، لأن التعميم يجافي الموضوعية، رأينا كوكبة من الشعراء ترتفع بالمحكية اللبنانية عاليًا، ومنهم من له بصمة في المحكية اللبنانية شعرًا.
وأدعو القارئ لقراءة المقطع الآتي بهدوء:
“وعلى سؤال لماذا قدمك شعراء شباب…؟ أجيب وأختصر بأنهم أنقياء ولم يتعلموا الكذب حتى هذه اللحظة…وأنهم يعرفون كالكبار الذين تقصدونهم، وهم أشبال في “صالون العشرين” الصالون الشعري الوحيد عند العرب… كما أنني كتبت هذه القصائد وأنا في سنهم وثيابهم.”
“… فقزحيا ساسين وفادي نصر الدين ورودي رحمة وهشام الشدياق وزياد عقيقي، حلّوا مكان كبار شعراء الصالون الذين رحلوا في نهاية القرن، وهم ” أسعد السبعلي، ميشال طراد، نزار قباني، إيليا أبو شديد ومالك طوق” وآمل منهم أن يحلقوا فوق روحهم وقصيدتهم، فموهبتهم قادرة على ذلك ولا ينقصهم جنون أو طموح أو إرادة إنما عزم ومثابرة وأشكرهم من الصميم…”
لست انا من كتب هذا، فصاحب هذا النص هو الشاعر أسعد جوان نفسه الذي أورده في كتابه من أكثر من عشرين عاما ، وبإمكان القارئ أن يعيد قراءة ما استشهدت به… وقد قال أكثر من ذلك في كتابه المذكور ولكن لن استفيض أكثر..
والآن وعلى سبيل المثال لا الحصر وبمعزل عن تفاوت المستويات والتقنيات والموهبة بين شاعر وآخر أذكر بعض أسماء شعراء في ميادين الشعر المحكي اللبناني اليوم (من ضمنهم من ذكر أعلاه) بحسب الترتيب الأبجدي:
ابراهيم شحرور، أسامة شحرور، الان جرجورة، الياس زغيب، إميل فهد، انطوان خليل، أنطوان شمعون، أياد أبي علي، بلال دياب، بشير جواد، فيفيان ريبالدي، رالف حداد، رفيق بركات، روبير البيطار، رودي رحمة، جوني البيطار، زياد عقيقي، زينب حماده، سليم علاء الدين، سمر طربيه، سيمون ابراهيم، علي الدهيني، غاندي ابو دياب، غي الخوري، طوني خزامي، طوني المعلوف، قزحيا ساسين، مارون أبو شقرا، محمد شريم، محمد علوش، وسام كمال الدين، نعمان الترس، ندى ابو حيدر، هشام الشدياق، يامن رضا، وغيرهم وغيرهم… ومن فاتني ذكره فليسامح ضعف الذاكرة وعدم معرفتي ببعض الشعراء وضيق وقت البحث… ويلعن شيطان التسميات على أن تكون مساحة القصائد والشعراء أكبر في كتابي حول شعراء المحكية اليوم في لبنان.
ولا بد لي من إعطاء أمثلة حية لتأكيد المؤكد. فسوف أورد لبعض الشعراء قصيدة كنموذج للقصيدة المحكية اللبنانية وأترك للقارئ وللباحث الرصين إبداء رأيه والقرار. فأنا لست من هواة التصنيف، بل من أعطاني هذا الحق في الأساس؟
ولكن قبل ذلك ومن باب الإنصاف والمقارنة سأورد قصيدة للشاعر أسعد جوان بعنوان “بعدني زغيري”:
ليش يمي بعدني زغيري
بدي أنا إكبر
إكبر بعد أكتر
وعندي الحلو يسهر
ويلحقوني ولاد هالجيري
من بيتنا للمدرسي عالدرب
يلطشوني بالحكي الأزعر
بوراق مدري شو عليا مصوّر
وعن كتافي يسرقو الايشرب
ويركضو عالدرب رفقاتي
وأركض أنا، ويهوشلو
بهالريح شعراتي
ويسألوني ويسألوني ليش؟
ما بتلبسي عالصدر مدري أيش
وليس مريولك قصير
وشو صار لولا طار
ودخلك بقا شو في…؟
نحن ولاد زغار
وما منفهم شي
وهيك بيقولو أهلنا الكبار..
بدي يا أمي هيك يحكو لي
يعلقو عليي وعمريولي
وبدي أنا قلن
قلن الن كلن
شو مخبا تحت مريولي
ينقفوني بلوز، بملبس
بورد عم يتباوس مكبس
ويتوشوشو ويتوشوشو عليي
ويطلعو وما يشبعو فيي
يتفركشو نظراتنا ببعضن
ويتلبكو ويتمرجحو ديي
ويوقعو ويتشلعو كتبي
وتافزعن..
اكذبلهن كذبي
وعن قصد كتبي هيك دحرجهن
واقلب أنا بحرفي تفرجهن…!
وفيما يأتي قصائد لبعض الشعراء ممن ورد ذكرهم أعلاه وذلك على سبيل المثال أيضًا:
-1-
النهر ما بْيترك حدا
الساعة حْدَعش يوم الأحد قبل الضهر:
الِوْلاد راحو يلعبو حدّ النهر
بنت وْصبي حلوين وتْيابن زهر
والأمّ خيّاطه وْشاغل بالها
يطلع معاش الشهرعَ قياس الشهر
والبٓيّ عم ينعس عَ كرسي قبالها
والزهر عم يغفى عَ طاولْةِ الزهر …
…………..
خمسه وربع يوم الأحد بعد الضهر:
رجْع الصبي والبنت غرْقت بالنهر
والبٓيّ عم بيضبّ طاولْةِ الزهر
والأمّ عم بتخيّط تياب القهر…
هلّق ظبط عالقدّ مصروف الشهر …
ابراهيم شحرور
-2-
ركعتين…
لمّا خلق …الله الدِني قلّا
كوني مرا وفستان فصّلا
نصو سما نصو بحر والزيح
لفّو عا خصرا منيح
و أوّل ما هب الريح
زاف البحر علّا
و من يومتا الشيطان
توضّى ورجع صلّا
أسامة شحرور
-3
سيزيف
جسمِك بيادر من وجع “سيزيف”
مشقوع: تطليعه عَ تطليعه…
وتنَتوشِك عيني بصابيعا
تتنغنَّجي، وما كنت أعرف كيف؟
بتخايلِك قمحه ع تمّ الليل،
بوعى الصبح ع مخدّتي في رغيف
الياس زغيب
-4-
دعستين تراب
بَيني وبَينَك دَعستَين تراب
رَخِّي صابيع الوَقت… وانطُرني !
بَينِي وبَينَك في كتير غياب …
وكِل ما بقُول لْ ” مَجد ” تُقبُرني
كِل ما أنا ويّاك صِرنا قْراب !!
إميل فهد
-5-
بتذكّر
إمّي ! عيونا ! كل شي صارو غماق !
علمك سـمعتا ؟! السـمسـم … تنقّيه !
إمّي ! صَبيعا ! كل شي كانو رقاق !
كيس اللبن … بس تعقدو … تبكّيه !
إياد أبي علي
-6-
ليش ت الساعة كتير مدوّرَه؟؟؟
شو بشتهي إيّام…إنّي إكسِرا
وهَرِّب مِنا هالوقت…متل مْنام
وشو بشتهي إيّام…إنّي إِسكِرا
بلكي الوقت بينام
بلكي العمر…بينام
أو إلبِسا بالقِلب
تا تمشي لوَرا
زياد عقيقي
-7-
الأرض…
قالو عطيها …بترجع بتعطيك
بس اللي قالو..كذّبو عليّي
طيّب يا قبر ..زرعت بيي فيك
وصرلي سنة دموع ووجع بسقيك
ليش بعدو ما رجع بيّي؟؟؟
زينب حماده
-8-
بكي ع كبر
عمري ما كنت زغير
وحدا سنيني زادت شويي
ما بكيت ما شميت عا بكير
بريحة صبيعي دموع عينيي
يمكن متل ادم خلقت كبير
وكبرت متلو صرت ابكي كتير
عا طفل ما لقيتو انا فيي
طوني خزامي
-9-
“تعِيش… وتاخُد عُمرَك”
من بَيتنا ما في حدا ما فَلّ
وَحدي عا إيد العمر نِسيُوني
بُكرَه عند ما طَلّتي تِنشَلّ
وإبرة الموت تقطِّب عيوني
مجبور بالتّابوت نايم ضَلّ
ومجبور أُوقَف تا يعَزّوني
قزحيا ساسين
-10-
بَوْسِه القصيدِه مِتِل شَمِّةْ زَهْر ،
بْيِكْبَر الضَّوّ بْيزْغَر القنديل،
بْيِبْنُو بْعَلْبَك: مَطْرَقَه وإزميل !!!
بْيوقَع مِنِ جْيابْ الثّواني دهر…
ومليون رَغْوِه، بْحَرْف من إنجيل !!!
شيلي الغَباير، شَعْشعي تْماثيل…
تَ الّليل يعصُر مِنِ النُّقْطَه نَهر،
حامل بِإيدو مْقَصّ كلّ الشّهر
نازل بِزَيتون القمر تشحيل !!!
مارون أبو شقرا
-11-
الفقير دايما رجال
هالليل عم يرشح صبح
و يكز عن دين الندي شو نقال
صوت البكي مجبول بطعم الملح
هيدا صبي موجوع من غمق الجرح
و مربوط عا خصر الحزن بحبال
و تا يشيل عن امو حمل
هيدا الصبي ضلو صبي
وصار الوجع رجال
وسام كمال الدين
-12-
ضحك زعلان
كترة ما كنا نضحك بـ هالحيّ
عالدرب يمشي ضحكنا سواقي
اخدو معن ضحكاتنا رفاقي
برجع عا زات الدرب فوق الفيّ
نفّض الغبره وشوف شو بلاقي
بلاقي ضحك مضحوك منّو شويّ
بقعد لوحدي كمّل الباقي
نعمان الترس
-13-
يتكفشلو سطوري ندي عَ بوابْ
ولـ ما هدي يهدى بوجع الغيابْ
حلم بقصيدي شلحت خيالا
خافت تنقّط حبر عا حالا
حبّت تجي بلا تيابْ
وتموت قبل الشعر نيالا
يا قصيدي قبل ما الايامْ
تاخدك مني اسكتي
ويا تراب يلا نامْ
لـ ادبحلَك الغيمي شتي
لـ ضيّع دروبو بالحكايي
عَ سطورنا دلّو
ولـ ناطر يطلّ الشتي قلّو
ما في شتي جايي
بكينا الشتي كلّو …!
هشام الشدياق
هذه القصائد تلامس حدود الغيم وتتعداه، فهل من متذوق ينفي عن هذه القصائد شعريتها العالية والتي…..، وهذا غيض من فيض لزوم البحث وبإمكان من أراد المزيد أن ينهل ما يشاء.
الشعر المحكي اللبناني وشعراؤه الشباب يثلجون القلب ويشعلونه. والسلام