العنوان يشدّني دائمًا لأنّ عناوين الروايات والشعر والقصة هي مثل أسمائنا، فللعناوين دلالات كبيرة، واختيارها صعب جدًّا، أحيانا يأتي العنوان بكلّ تلقائية، وأحيانًا أخرى يأتي بعد بحث وتفحّص، فالعنوان هو الرمز والمفتاح، هو العتبة والرؤيا الساكنة في لاوعي الكاتب، والعين التي ندخل من خلالها إلى خبايا نفس وروح الكاتب
ففي عنوان رواية الأستاذة نهى عاصم “يناديها روح “حكايات ودلالات كثيرة،
بغضّ النظر عمّن ينادي بالروح، معنى الكلمة يأخذنا إلى أبعد من هذا بكثير
من هي التي يناديها روح؟ هل هي المرأة، أم الثورة، أم مصر، أم هي الأستاذة نهى عاصم ذاتها؟
وأي روح تناديها، ونحن نعلم أنّ الإنسان يموت عندما تفارقه الروح، الروح حياة، الروح المحرّك للأمل، والروح هو الباعث على الثورات. نقول: روح ثورية، روح وطنية، وروح شفافة، وروح المحبة والعطاء، وروح حرّة، وروح بائسة، وروح سوداوية، كلّ هذه الصفات تطلق على الروح، إذن أيّ نوع منها هو الذي ينادينا، ولو تلفتنا حولنا لعرفنا إلى أيّ نوع من الأرواح نحتاج، ولأيّ روح منها يجب أن نصغي، ونلبّي النداء؟ فهناك أرواح خاذلة أيضًا، الروح أبدية لا تموت، ومع هذه الأبدية المناداة والإصغاء والدعوة تبقى مفتوحة إلى الأبد
الروح التي تخرجنا من مشكلاتنا الآنية والقادمة، الروح التي تحرّك كلًّا منّا
هي التي تحرّك الأوطان التي حرّمت عليها الحياة، واختنقت ما بين الشهيق والزفير تحت وطأة الغزوات الفكرية القمعية
السياسة والدين العامل الذي يسيطر على معظم المجتمعات العربية، نحن محكومون بسوطهما شئنا أم أبينا، فالتوجّهات السياسية تخضع للمظلة الدينية، ويبقى الإنسان ما بين مطرقة الدين والسياسة
تناديها روح هي ليست مجرّد مناداة، بل استغاثة من العقل الباطن لهذه الروح كي يخرجها ربما من ازدواجية واقع مفروض على الفرد والمجتمع والوطن، فهل يمكن لهذه الروح أن يخرجها من ضبابية أحداث ٢٥ يناير
ومن الفوضوية الفكرية السائدة؟ الاختلاف غير مقبول والفكر غير مروض بعد لفكرة قبول الآخر، على الرغم من أنّ بلادنا هي خليط ديني عرقي، إلّا أنّ الانصهار لم يتمّ بطريقة صحّية لخدمة البلد، لهذا تبقى البلاد غارقة في الهباء، وتخبط خبطَ عمياء خلف شعارات دون العمل بها، إذن نحن بحاجة لروح التحرّر من عبودية السلطة مهما كان نوعه
الحنين للوطن أغنية كلّ من عاش ويعيش الاغتراب والغربة، داخل الوطن وخارجه، مشهد مؤلم حقيقي يمرّ به الإنسان في الوطن العربي، حيث أصبح الولاء للعقيدة أكثر منه للإنسان والوطن
الجو العائلي، التوق إلى رتق أواصر الأسرة التي شرذمتها الأحداث والتيارات المختلفة بإبرة الحبّ، ونرى هذا واضحًا من الإهداء، إلى خالي محمد سامي
لقد اقتبست الاسم لتوظّفه في الرواية وفي لاوعيها اقتبست منه معنى العائلة السامي، وتبقى روح الحبّ هي السلطة الأعلى التي تنشدها روح الكاتبة ،، فلا سلطة تعلو على سلطة الحبّ
غرفة 19
- سأشتري حلمًا بلا ثقوب- قراءة بقلم أ. نهى عاصم
- الأدب الرقمي: أدب جديد أم أسلوب عرض؟- مستقبل النقد الأدبي الرقمي
- “أيتها المرآة على الحائط، من الأذكى في العالم؟”
- كتاب من اكثر الكتب تأثيراً في الأدب العربي والعالمي تحليل نقدي لكتاب- “النبي” لجبران خليل جبران
- فيروز امرأة كونيّة من لبنان -بقلم : وفيقة فخرالدّين غانم
- سلطة الدجاج بالعسل والخردل