ليس النقد تطبيقاً لنظرية ما بقدر ما هو اكتشاف عالمين : عالم المبدع ورؤيته وعالم في داخل القارىء يطل مشرئبا الى ذلك العالم الجديد يستأذن الدخول. فالدخول اجابات عن اسئلة يطرحها وهو يتهيأ للدخول .. واللوحة نص باللون والخط والفضاء الهوائي كنص بالتراكيب والصور .. اللوحة تشكلها بنى مكانية لها حياتها وتسكن الذاكرة ايضا ..الباب القديم المفتوح على الفضاء يشير الى غياب بيت وحركة اسرة وحياة غابت ..لتتعالق وبنى اخرى: بقية حائط ينبت على طرفه غصن اخضر يكتب في الهواء نسيم اشواق وذكريات وتحفيز للعودة ..فالباب يفتح على ذلك وبنية اخرى هي شرفة البيت الغائب ..تسكنها الخضرة والضوء باللون الاصفر والاخضر ..كذلك انفتاح على الحياة ..فالخراب بفعل الهجر والزمن ..هيأة الباب ونموذجه يحيلان على زمن قديم .. ولكن ما بقي من اثر يصارع للبقاء ..يحيل على تمسك الرؤية بالماضي باشارات الضوء والنمو في بقية حائط ونافذة ..اطلال ترى بعين الحياة ..المفتوحة على الرحب .. ما يحاصرنا هو الزمن واطلاله الساكنة بخضرتها في ذاكرتنا ..نرسمها بسمة في الفراغ كشوق يعاودنا ..كتلك الغرسة التي تقف على كتف الباب تدعو اليه وهو مشرع.. هل نغادر ام نعاود الدخول مع العلم ام المفتاح ما زال حيا هناك ينتظر ؟ هل تحيل اللوحة الى يأس ام الى فأل وارادة ؟ السؤال يحلق في البال..
اللوحة للفنان السوري امجد الملا