يوسف طراد
قصص ممسرحة، اجتهد عقلهم وخيالهم بإتقان لتشكيلها وإخراجها، ووضع موسيقاها، فرسخت في الذّاكرة أكثر من الأخبار السردية الأسطورية، المنتقلة منذ آلاف السنين.
إنهما أخ واحد في إثنين، إنهما الأخوين رحباني.
تلك المسرحيات المطبوعة بالخيال الذهبي، كانت كافية لتترك في مخيلة سامعها مساحات شاسعة، لتلوينها بألوان الريف اللبناني، وكافية لفهم رمزية السيدة فيروز في الخيال الوطني، والوجدان العربي على مساحة الشرق والكرة الارضية، إنها الصورة التي هي بمثابة حالة عطر فكرية، للهروب من واقع كل عربيّ مقهور، وَجد في زمن الرحابنة تلك الأمنيات الحالمة.
هما الرحابنة، قدّما فردوسًا من أوطان فوق الغيوم، وكان صوت فيروز التّلاوة المقدّسة للكلام الجميل الهادف، بصوت ملائكي يصحبك معه إلى الجنان.
إنهما مدرسة في الغناء والموسيقى والمسرح، إنهما رجلان ذابا في الشعر والألحان، ودمجوا الأزل بالأبد، فأصبحت معالم الطوبوغرافيا وأطلس الكون عدمًا في حضرة مسرحياتهم.
استطاعوا أن يخترقوا الدويلات، الطوائف وخطوط التماس. قدّموا رسائلهم الملوّنة، التي لم تخلُ من إسقاط سياسات متوارثة خلف الحدث التاريخي الأسطوري، تلك الرسائل تُرجمت بلغة لافتة مميّزة، منها رفض السيدة فيروز الإنحناء للجمهور في أول عرض لمسرحية “بترا” في عمان، لأن الملك كان موجودًا، فلم تشأ أن يشوب انحناءها التباسات هيبة الملوك.
الرحابنة و فيروز أسطورة لن تتكرر.