
أفتتح رسمياً وفي الثالث من أيار / مايو 2025، معرض ناجح جديد للأعمال الفنية والتشكيلية، وذلك في مركز كسولا باورهاوس للفنون بضاحية ليفربول بجنوب غرب مدينة سيدني، تضمن أعمالاً فنية مختلفة في الرسم والنحت والتصوير والتصميم والسيراميك، شارك فيه خمسة عشر فناناً أسترالياً من مختلف الولايات الأسترالية.
تميزت الأعمال الفنية بطغيان اللون الأزرق عليها، حيث كان استخدامه شرطاً من شروط المشاركة في المعرض. كما طلب من المشاركين كتابة فقرة تتضمن بحثاً عن اللون الأزرق ومدلولاته وأهميته الفنية والتراثية والمعنوية.
ينحدر المشاركون في المعرض من أصول قومية وثقافية مختلفة وإن كانوا يشتركون بالانتماء للأمة الأسترالية المتعددة الثقافات والحضارات. كما أنهم ينتمون لفئات عمرية متفاوتة، تتراوح ما بين أعمار الشباب حتى التسعين عاماً.
أحدهم .. فنان رافديني الهوى والانتماء.
وقد شارك الفنان الأسترالي ذو الأصول العراقية (الحلّية)، الأستاذ حيدر عباس عبادي، وهو الفنان الوحيد من أصول عربية، بعملين رائعين في هذا المعرض، أولهما لوحة زيتية على الكانفاس تمثل اِمرأة وهي حامل بسمكة، وثانيهما تعبر عن العلاقة الحميمية بين المرأة والسمكة. وقد غلب اللون الأزرق ومشتقاته على اللوحتين.

في معرض حديثه عن المعرض ومشاركته فيه وشرط استخدام اللون الأزرق، ذكر الفنان حيدر عبادي، أن للون الأزرق أهمية حضارية وتأريخية في حياتنا نحن أبناء وادي الرافدين، فبوابة عشتار في بابل أستخدم فيها هذا اللون بكثرة، كما أن قباب الأضرحة الدينية الكثيرة المتواجدة في العراق قد استخدم فيها اللون الأزرق أيضاً بما في ذلك زجاج النوافذ الملون والقباب الداخلية في تلك الأضرحة. من ناحية ثانية فان علاقة حميمية كانت قد نشأت بين الانسان العراقي ولون السماء الزرقاء من خلال تعوّد العراقيين على النوم على أسطح منازلهم في مواسم الصيف.
وعن تضمن معارضه الأخيرة وأعماله الفنية لفكرة السمكة، يقول الفنان عبادي أنه من بلد فيه نهران، مياههما طبيعية وعذبة، حيث كان يعيش بقرب شط الحلّة، في حين أن حياته الحالية تشعره وكأنه يعيش في حوض زجاجي، ماؤه صافٍ. ويضيف أن لوحاته تطرح مواضيع إنسانية مختلفة مثل الغربة والتهجير، ومظاهر أخرى نشهدها في عالمنا الحالي الذي تأكل فيه السمكة الكبيرة الأسماك الصغيرة.
التحديات المستقبلية وضرورات التطور الفني والتكنولوجي!


ويبقى تفهم الفنان للتحديات الآنية على مستوى العمل الفني والتشكيلي والتكنولوجي، والتهيؤ لتلك المتغيرات وتطوير نشاطاته بما يضمن استمرارية نجاحه وتفوقه متماشيا أو متجاوزاً تلك المتغيرات هو الأهم في المرحلة الحالية.
فلسفة القلق والحياة ضمن أطر ثابتة!
ويعود الفنان عبادي ليصف لون قلقه بالأزرق بسبب تأثره بالأعمال الفنية السومرية والبابلية وحكايات الأساطير التي نقلتها لنا الحضارات العراقية القديمة. ثم يتحدث عن القلق ” إزاء الإقامة في الوجود “، ” وان تعيش كإنسان على البر كشرط حياتي”. وهو أمر دفعه للبحث عما يكسر ذلك الشرط الحياتي، وهو يرى بأن ثنائية (المرأة/السمكة) تكسر رتابة الشكل المتوارث.
نجاحات متميزة وتألق فني دائم!
وتجدر الإشارة إلى أن الفنان حيدر عباس عبادي قد حقق الكثير من النجاحات عبر أعماله التشكيلية المتميزة منذ قدومه لأستراليا، كما حاز على جوائز تقديرية وفنية متميزة عبر المعارض العديدة التي شارك فيها، على المستويين العام والشخصي فأصبح معروفاً ليس على مستوى الجاليتين العراقية والعربية فحسب، بل على صعيد المجتمع الأسترالي بشكل عام.
21 أيار 2025

