
بقلم الناقدة الذرائعية إبتسام الخميري
ملأتْ كأسَ أملٍ
قالتْ: “ذرْني أشرعةً
لغَدِنا الماضي… الآتي
نُؤرّخُ للصّدفاتِ عَويلها
نُؤرّخُ للأهدابِ حَنينها
و طوابيرُ النّزعِ الآفلِ
تَصْطكُّ و لا تتلوّى
تجنِّي بحجمِ بُطونِ السّنينِ
تُلَوّنُ هذا الصّباحَ… مَواعيدنَا الآسنةِ
و تهمسُ: ” اليوم أنا”
و أملأُ طيبَ الطّريقِ
لرسمِ تفاصيلِ وجهكَ
و كُحلِ عُيونِ الغَواني
و دمعٌ خانه وصْلَكَ… فمادَ
أهتفُ: “أ كانتِ الطّريقُ؟”
فتصرخُ: “كنّا سويّا هناكَ
نَلُوكُ الزّمانَ بجُرحٍ هَائِمْ
بكلِّ بقاعِ جَسدي… تقدّموا
و حطّوا طوابيرَ صمتِ القبيلةِ
أ كنّا هنا؟ أم هناك؟
سَلمى تُلوّحُ للأبرياءِ: “أين الوطن؟”
أ كنّا هنا؟ أم هناك؟
و طفلُ الثّلاثِ يُغادرْ
يطيرُ… يطيرُ
أَ أبكي؟ كنا هنا؟
و كان ابنُ الثّلاثِ يُداعبُ رمشَ حصانِ الخشبْ؟
و كانت سلمى تطهو لدُميتها
و كانَ
للغدِ لونُ البياضِ
للغدِ رقصٌ و مغنَى
و أزعُمُ: ” نحن هنا و هناك”
و صرخةُ الفجرِ تعلُو
تأخّرَ عنّا القمرْ
ملأتْ كأسَ أملٍ… فكانتِ الطّريقُ حفيفًا
و كان صوتُ العربْ
أينَ مضَى ركبُ العربْ؟؟
يضيعُ السّؤالُ… نَنحرُ شاةً بريئةً
و نُعلنُ كنّا هنا… و الدّمعُ كابسٌ
كانتِ الطّريقُ و كنّا
و ما زلنا نلهو مع رعشاتِ القدرِ
ما زلنا نلهو حذوَ بَخُورِ الثكالى
ما زلنا نلهو مع فرْقعاتِ القنابلِ
“حَلَبْ” تحتضرُ
ما زلنا نلهو و القُدسُ حُلمٌ تبخّرَ
ما زلنا نلهو… العراقُ تُدَقُّ و تُفْزَعُ
فمنْ سيداوي الألمَ؟
ملأتْ كأسَ أملٍ قالتْ
“ذرْني أشرعةً لابتساماتٍ مُؤجَّلةٍ
و هذا الصّباحَ أَتانا الخبرُ
“علّيسة” تُداوي الجراحَ
فما حظّنا يا بشرْ؟؟
بالأمسِ كنّا و كانتِ الطّريقُ
بوّابةً لامْتصاصِ الغضبِ
جَرّعونا دِمانا البريئةَ
و بِتْنَا نُغنّي
حَمل الشّاعرُ قلَمهُ… و غَنّى
و غنّتْ زياتينُ الجنوبِ و ناحتْ
مع خَربشاتِ الزّمنِ
عبرنا نَهُزُّ الخُطى… نُكابِدُ عَرَاءَ القيمِ
و نزُمُّ الشّفاهَ مساءً
نَنظُرُ للسّماءِ عساها تُمطِرُ؟؟
و السّحُبُ تَحملُ الأحلامَ… و ترقُصُ
ملأتْ كأسَ أملٍ
و نزعُ الضّعيفِ تلوّنَ
فكانتِ الطّريقُ… و كنّا سويًّا
نُعَمّرُ للحلمِ بوّابةً و نشهقُ
و جاءَ بِلَوْنِ الحنينِ
ذاكَ التّاريخُ المُبَرْمجُ
غافلينَ كان البشرُ
فهل يمزحُ القدرُ؟
ماذا حدثَ؟ كيفَ حدثَ؟
و الكَلِمُ من جوفِ النّزْعِ يُطَوّقُ الأحلامَ
يُطوّقُ الأفراحَ و يعلُو
باحثًا عمّنْ يَملأُ الدّربَ نشيدًا
ملأتْ كأسَ أملٍ
قالتْ: ذَرْني أتربةً أُغطّي جُثَثًا
كانت هنا… و كنّا سويًّا
و كانتِ الطّريقُ بردًا و سلامًا
و الفاتناتُ كنّا هنا
يتغزّلنَ و القمرُ شاهدٌ
فمادَ الزّمانُ و صَحَوْنا غِرَّةً
إذْ بالعُيُونِ حزِينَةً
و القنابِلُ تُدَقُّ طويلًا
و سلمى تَرُوحُ… و يرحلُ صوتٌ نَدِيٌّ
بتَفاصيلِ صوْتِ المسيحِ
و الآياتُ تُزَلْزِلُ: اهْتَدُوا
نَخِرُّ و ننحَرُ ثُغاءَ الفرَحِ
فمنْ سيُداوي الألمَ؟
بساتينُ عِشقٍ تداعتْ و مالتْ
ملأتْ كأسَ أملٍ
قالتْ: “أبيعُ الصّبرَ/ أصنعُ الحرفَ”
فغارَ الجُرْحُ… و تصَّاعدتْ أغنياتُ الطّريقِ الحفيفِ
الوتدُ خرَّ و طارَ
باحثًا عن وجْهِ رَضيعٍ بريءٍ
باحثًا عنّي و عنكَ… الغرامُ
باحثا عنكم
نخيلُ بلادي يُنازعُ
حُلمُ الوطنِ/ حلمُ الطّفولةِ
حلمُ النّشيدِ… يعلُو
وردةٌ للمصيرِ ترفلُ
أينَ أنتم يا بقايا… بقائي
واجمةٌ شفاهُ الأغنياتِ
و شمسُ الأصيلِ خلفَ ذاكَ الجبلِ
صرخةُ الفجرِ تعلو
اُنظرُوا ذاكَ القمرْ
- صدور كتاب نقدي عالمي حول قصص فاطمة النهام… باللغتين الإنجليزية والفرنسية
- فاز الممثل و الكاتب جورج خباز بجائزة أفضل ممثل في مهرجان هونغ كونغ الدولي للأفلام عن دوره في فيلم يونان للمخرج أمير فخر الدين، وفازت بطلة الفيلم مع خباز الممثلة الألمانية هانا شيغولا بجائزة افضل ممثلة.
- كتاب “سبعون” للشاعر الأديب اللبناني ميخائيل نعيمة: عرض مفصل ونقاش مع الاستشهاد بنصوص
- حين تستكمل الروح رسالة الجسد/في قصة (زاده الخيال) للكاتب محمد كمال سالم/بقلم / ياسر عبد الرحمن
- Arab America Expo 2025 in Dearborn, Michigan
- أمين الزاوي: هذا زمن نهاية الرموز الأدبية… كتابا ونصوصا؟