تُغمِضُ عينيها،
لا خوفًا،
بل لأنَّ ما تراهُ في اليقظةِ
أفجعُ من كلِّ كابوسٍ هزَّ جدرانَ ليلها.
تَسيرُ…
لا على الأرضِ،
بل فوقَ شقوقِ قلبٍ
ما عادتْ تلتئم،
تتظاهرُ أنّها ثابتةٌ،
لكنّ الداخلَ ينهارُ بها
كما تنهارُ القلاعُ حينَ ينكسرُ بابُها.
تَضحكُ…
لكنّ في ضحكتِها
سؤالٌ مُرٌّ:
إلى متى أرتّقُ صدعَ روحي
بخيوطِ الصبرِ الكاذب؟
الخذلانُ علّمَها ألّا تَنتظر،
أن تَخافَ الدعواتِ الحنونة،
وتَرتابَ مِن نورٍ
يأتي من الذين أطفأوها.
تَبكي…
صمتًا،
لأنّ البكاءَ أمامَ الناسِ
فضيحةُ روحٍ لا تُفهم،
ولأنّ الألمَ إذا نُطقَ،
سَرَقه الآخرونَ وجعلوهُ حكايةً لا تُشبهُها.
لا تطلبُ إنصافًا،
ولا تكتبُ مرافعةً لأحد،
كلّ ما تَشتهيه
لحظةٌ واحدة
لا يُلاحقُها ظلُّها،
ولا يُحاكمُها وجعُها.
حتّى النّومُ تَخلّى،
وأصبحتْ أحلامُها
مرايا مشروخة
تعكسُ الكسرَ لا الرجاء.
وفي كلِّ فجرٍ،
تَنهضُ من تحتِ أنقاضِها،
تَجمعُ شظاياها بإصبعٍ مرتجف،
وتَهمسُ لنفسِها:
“قومي…
ما مِن أحدٍ مرَّ بما مررتِ،
وظلَّ واقفًا،
كما أنتِ الآن.”
