امتلكت اللوحة الجميلة فؤاد البطل فهزت أحاسيسه وأصبح يتأمل تفاصيلها ويقترب منها أكثر فأكثر من هنا يقودنا القاص إلى قصة وجه من ضباب عن طريق إشارات رمزية بين الواقع والخيال فقدم للمتلقي تقنيات بصرية قيمة في عالم السرد نذكر منها:
1-رؤية الزمن:
صور الزمن حالة البطل في عدة مواضع تارة هيئته الحزينة(حزينا مهموما مطأطئ الرأس) وتارة أخرى لحظات التأمل للوحة ( يتأمل اللوحة يحد البصر إلى وجه الفتاة الذي يتوسط الإطار)(يطيل النظر)انتقل القاص من الرؤية البصرية لزمن الحاضر إلى الزمن الاسترجاعي أدى إلى جمالية الرؤية البصرية عند المتلقي.
تنوعت الأزمنة في القصة وازداد الموقف تصاعدا مع حركة الشخصية
بين النظرة والأخرى للوحة ولحظات تأمل المرأة في تفاصيل شكلها تارة وغيابها تارة أخرى كانت الرؤية البصرية تهز حالة المتلقي بروعة الصور المتتابعة للنص بين لحظات الواقع والخيال (نظرت إلى اللوحة لبرهة ، ونظرت إليه، ثم ارتفعت في الهواء متحولة إلى ضبابة بيضاء تتلوى في هدوء تصعد إلى أعلى رويدا.. رويدا ) ( في لحظات كانت داخل الإطار الخشبي تنظر إليه)
اقتحمت الرؤية البصرية في تشكيل النص بين رؤية وعدمها لحظات زمنية غيرت مسار الحدث من المألوف إلى غير المألوف للقارئ فازداد فضوله في كشف غطاء الحدث ومشاركة البطل في حيرته وغرابة الموقف من ناحية أخرى عمل الزمن بين انقطاع وتواصل إلى ربط أجزاء الحدث بالتكثيف في الحركة والتطور لشخصية المرأة بين التلاعب بزمن الانتظار في خروج وعودة المرأة من اللوحة
2- الرؤية البصرية للمكان:
تنوعت أمكنةفي القصة منها البحر، الجدار، المعرض، المنزل، وكانت تحمل تقنيات بصرية للحدث مع البطل وصورة المرأة التي تلاحقه في كل مكان، فامتزج المكان الواقعي باللاواقعي ووقع القارئ في حيرة الرؤى المتنوعة في النص وغرابته يقول القاص:( مدت يدها وفتحت باب منزله دلفت دلف خلفها توجهت إلى اللوحة المعلقة على الجدار المقابل لمقعده الأثير، نظرت إلى اللوحة لبرهةونظرت إليه ثم ارتفعت في الهواء لأعلى متحولة إلى ضبابة بيضاء تتلوى في هدوء تصعد إلى أعلى رويدا.. رويدا اقتربت الضبابة من اللوحة في لحظات كانت داخل الإطار الخشبي)خدم المكان شخصية المرأة التي تتحول من إنسان إلى ضباب فأضافت جمالية المشهد البصري للمتلقي وروعة الصورة الخيالية المتصلة بالواقع وهذا التقطيع البصري بين الحقيقة والخيال أرسل إشارات جمالية في تشكيل المشهد البصري عند المتلقي وتوالت الصور في مخيلته لما يحدث مع البطل، وكأن ارواحا غريبة تزور المكان وتعبث بعقل البطل وحالته النفسية.
تقنية اللغة الصوتية والإيقاعية
قدم القاص عبارات نصية تحمل دلالة اللغة مع الصوت وحركته للمشهد البصري عند المتلقي قائلا:
(أخذ يتأمل اللوحة يضرب كفا بكف)دلالة على الندم والحسرةثم تتغير إيقاع الكلمات بطريقة جذابة بقول القاص
(ضحك من نفسه وضرب كفا بكف)دلالة على غرابة المشهد البصري فأثار القاص القارئ بروعة الصور وحركتها ودلالتها الصوتية في السرد، حتى وصل البطل إلى حالة السخرية من ذاته بسبب صدمة الرؤية الضبابية بين الحضور والغياب للمرأة
( ضرب كفا بكف قهقه في سخرية من نفسه) توالت الروئ مع تعدد المواقف التي أصدرت حركة لغوية إيقاعية امتزجت بأحاسيس المتلقي بين الحيرة والشك لأحداث القصة.
وجه من ضباب شكلت ملامح عميقة بين أبعاد اللغة وأصوات الجسد فنسجت لقطات إنسانية انفعالية مؤثرة في القصة.
بقلم : د. ابتسام صفر (ليبيا)
كل الشكر والامتنان للأديبة الشاعرة الأستاذة: إخلاص فرنسيس على جهودها المميزة في إصدار هذه المجلة القيمة ثقافة ..وأدباء..وفكرا ..وإخراجا ، والتحية كذلك للطاق الفني الذي يعمل معها بإخلاص وتفان.
وعظيم التقدير للأستاذة الدكتورة الناقدة : إبتسام صفر على إثرائنا بهذه الدراسة النقدية الباهرة عن قصتي .
لكم التحية
محمد ياسين خليل القطعاني
كل الشكر والامتنان للأديبة الشاعرة الأستاذة: إخلاص فرنسيس على جهودها المميزة في إصدار هذه المجلة القيمة ثقافة ..وأدبا..وفكرا ..وإخراجا .
والتحية كذلك للطاقم الفني الذي يعمل معها بإخلاص وتفان.
وعظيم التقدير للأستاذة الدكتورة الناقدة بجامعة طرابلس -ليبيا-: إبتسام صفر على إثرائنا بهذه الدراسة النقدية الباهرة عن قصتي .
لكم التحية
محمد ياسين خليل القطعاني
كل الشكر لك تحياتي وتقديري،