صخر عرب
يروي لنا يوسف السباعي في رائعته” ردّ قلبي” أحوال مصر من العام 1934 لغاية 1954، مرورا بالحرب العالمية الثانية وحرب فلسطين 1948 وحريق القاهرة الشهير بكانون الثاني 1952 وثورة يوليو بذات السنة التي اطاحت بالملكية، وقصة الحب الرومانسي والخالد بين الفتى الفقير والحالم علي ابن الجنايني عبد الدايم والأميرة الرائعة الرقيقة آنجي ابنة افندينا” البرنس” اسماعيل المتعجرف والمتكبر
يحكي عن الفروق الطبقية بين من يمتلكون كل شيئ ومن لا يملك الا عقله وذراعه وتصميمه على الحياة والحب وتحقيق انسانيته
ويرى فيها مؤلفها قائلا ” كنت أرى كتابتها أهم ما في حياتي” وأنه عاش تفاصيلها ودقائقها لحظة بلحظة طيلة العام 1954، ولم تفارق ذهنه.، خلجات عقله وقلبه
صُورت الرواية فيلما سينمائيا بطولة شكري سرحان بدور علي الضابط الفقير ومريم فخر الدين بدور الأميرة الطيبة آنجي، وحسين رياض بدور الجنايني وفردوس عبد الحميد ورشدي أباظة وهند رستم وممثلين مشهورين. وذاعت شهرة الفيلم
وعّرض بمعظم صالات سينمات الوطن العربي ولاقى شعبية كبيرة واقبال الجمهور
من سينتصر في الصراع الطبقي الازلي الأبدي بين الناس، والأفراد ، أهو الواقع المادي والطبقات التي تسود المجتمع وتنظم حياته بقيمها وقوانينها ووسائل حكمها وأفكارها التي تميز بين الأفراد بحسب مكاناتهم الطبقية والاجتماعية؟ أم الحب الصافي والمثالي، والأفلاطوني بين المحبين والعشاق؟ وهل ستُدك السدود المقامة بين الطبقات، كما أحب علي الفقير وآنجي الأميرة لعشرين عاما؟ وتنهار الفوارق؟
قرأت الرواية للمرة الثانية اعجبت بها، انها ” أيقونة ثورة يوليو” كما قال البعض. تذكرت أحلام أجيال الأربعينات والخمسينات والستينات الذين حلموا بالمجتمع المثالي، واعتنق بعضهم الفكر الليبرالي واليساري والاشتراكي، والفكر الماركسي الذي يؤمن بنظرية الصراع الطبقي الذي يسير المجتمع ويحركه. ولا أنسى أولئك الكتّاب والروائيين والفنانين، ويوسف السباعي واحسان عبد القدوس والحكيم ومحفوظ وجبران ونعيمة وتوفيق يوسف عواد وغيرهم الذين أبدعوا بمجالات الفكر والحضارة