عطية صالح الأوجلي
كل انسان يحمل عدد من المشاعر السلبية داخله … وكل انسان يمر بلحظات يأس او توتر أو تشاؤم … ولكنها لحظات وتمر … لكن ان سيطرت عليه هذه المشاعر ولمدة طويلة من الزمن فهو بحاجة الى اتخاذ عددا من الخطوات الشجاعة لفحص النفس وتطويرها
التفكير السلبي هو أن تسيطر على ذهنك وتفكيرك الأفكار السلبية وليس الإيجابية. يتطلب التفكير الايجابي جهدا وإرادة بينما يحدث التفكير السلبي بتلقائية وسهولة
الأمر له علاقة بالنشأة و البيئة فالشخص الذي نشأ في جو سعيد وإيجابي ، حيث يقدر الناس النجاح وتطوير الذات ، سيعتاد في اغلب الحالات على التفكير بشكل إيجابي. بينما الشخص الذي نشأ في بيئة تمارس النقد الحاد وتمعن في صنع الاحباط فإنه غالبا ما يتأثر بالافكار السلبية من انعدام الثقة وسهولة الاستسلام للمصاعب بل وتهويل المصاعب وتضخيمها وتبرير بالعجز عن الفعل بقسوة الأخرين وعدائهم او انحيازهم
خطورة التفكير السلبي انه يحرم الانسان من محاولة التغيير …. ومن اكتشاف قدراته … ويدفع به نحو العزلة أو التشاؤم والاكتئاب و القلق. … فما هي صفات أو ملامح التفكير السلبي ؟
١- التعميم المفرط أي الإفراط في اطلاق التعميمات وجعلها حقائق لا تقبل النقاش. حيث يصنع الشخص قاعدة عامة من حدث واحد منعزل
٢- الحط من قيمة النفس او من قيمة الجماعة التي ينتمي اليها الفرد
٣- الإنتقائية …. فالشخص السلبي يبحث ويتذكر فقط ما يعزز مشاعره السلبية .. فينقل عن المجتمع وعن الناس قط الأخبار السيئة التي تعزز من إحباطه
٤- الاستقطاب … فالعالم بانسبة له منقسم الى اثنين لا ثالث لهم الابيض والاسود .. نحن وهم .. اما ان تكون مثلي أو انت ضدي
٥- لوم الذات بإستمرار وعلى اشياء قد لا تكون من صنعها أو خطائها
٦- الشخصنة … افتراض ان كل شيء له علاقة به ومقارنة الاخرين سلبا به
٧- القدرة على قراءة أذهان الناس ومعرفة نواياهم و الحكم عليهم
٨- التأرجح في الشعور بين الاحساس بأنه مسئول عن كل شخص وقادر على فعل كل شيء … أو أنه ليس لديه سيطرة وأنه ضحية لا حول لها ولا قوة
٩- الخلط بين مايحس به وبين الواقع … فهو لا يرى الواقع سوى عبر مشاعره
قد تجتمع هذه الصفات كلها او بعض منها في الشخص السلبي ولكنها ستشكل رؤيته وتلون احاسيسه … وعادة الشخص السلبي لا يراجع نفسه او يقيمها تقييما موضوعيا بصورة تلقائية … وهو لا يبدأ في المراجعة إلا من خلال أمرين
الأول هو المرور بتجربة صعبة ومريرة ينقذه منها شخص او اشخاص لا يتوقعهم مطلقا وبالتالي يحدثون شرخ في جدار معتقداته واحكامه وبالتالي يبدأ في عملية المراجعة والتراجع
الأمر الثاني … هو الخروج من بيئته المألوفة الى بيئة جديدة اما جسديا او فكريا أو كلاهما فتمنحه عدد من التجارب الإيجابية والنجاحات التي تعزز من ثقته بنفسه وبالتالي تغير من رؤيته لها وللأخرين و للعالم
وللحديث بقية
تعليقات 1