تطبيقات الذكاء الاصطناعي وأدوارها في التعليم الجامعي.

*قدمت إيلا ستابلتون الطالبة (حينها) في كلية ادارة الأعمال/ جامعة نورث إيسترن في مدينة بوستن الأمريكية طلباً لاسترداد مبالغ القسط الدراسي الذي دفعته للجامعة ، والذي زاد على 8000$ بعد أن اكتشفت أن أستاذها يستخدم في تدريسيه للمقرر الدراسي ما يستخرجه من تطبيق ChatGPT، حين اكتشفت انه وردت في المنهاج تعبيرات خاصة بالذكاء الاصطناعي غابت عن الاستاذ مثل:
(“للتوسع في جميع المجالات. كن أكثر تفصيلا وتحديدا،”)، وكذلك ظهور صور في المقرر فيها دلالة واضحة أنها مستخرجة من برامج الذكاء الاصطناعي مثل، صور لأشخاص لديهم أطراف إضافية ونصوص مكتوبة بشكل خاطئ. ومن الطريف أنه كان من شروط التسجيل على المقرر المفروضة من الأستاذ والجامعة هو منع استخدام الذكاء الاصطناعي.
*اعترف الاستاذ لصحيفة نيويورك تايمز بأنه استفاد في وضع ملفاته ووثائقه بتطبيق ChatGPT لتحسينها. قال إن الوضع جعله يتعامل مع الذكاء الاصطناعي بحذر أكبر ويخبر الطلاب بشكل صريح عندما يستخدمه.
البحوث والدراسات الاستبيانبة دلت على أن استعمال هذه التطبيقات في تزايد مستمر.
وجد في دراسة استقصائية أجرتها المجموعة الاستشارية Tyton Partners في عام 2023 أن 22٪ من معلمي التعليم العالي قالوا إنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل متكرر. وجد نفس الاستطلاع الذي أجري في عام 2024 أن النسبة المئوية قد تضاعفت تقريبا إلى ما يقرب من 40٪ من المدربين في غضون عام.
*ومن الجانب الآخر ظهر أن هنالك استخدامات متزايدة وأكثر انتشاراً بين التلاميذ لهذه التطبيقات.
في دراسة صدرت عن OpenAI صدرت في شهر شباط الماضي ظهر أن أكثر من ثلث الشباب في الولايات المتحدة الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عاما يستخدمون ChatGPT، حيث ترتبط 25٪ من رسائلهم بالتعلم والعمل المدرسي. وبالنسبة للمدرسين كان استخدام تطبيق ChatGPT هو للتدريس والمساعدة في الكتابة.
* وجد استطلاع تايتون لعام 2024 أن أعضاء هيئة التدريس الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي يستفيدون من التكنولوجيا لإنشاء أنشطة داخل الفصل، وكتابة المناهج الدراسية، وإنشاء عناوين لتصنيف عمل الطلاب، وإخراج الاختبارات والاختبارات.
وفي الوقت نفسه، وجدت الدراسة أن الطلاب يستخدمون الذكاء الاصطناعي للمساعدة في الإجابة على أسئلة الواجبات المنزلية، والمساعدة في كتابة الواجبات، وتدوين ملاحظات المحاضرات.
*مواقف الجامعات من استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي اختلفت، مابين الدور الناصح واتخاذ الحيطة والحذر للحفاظ على البيانات الشخصية والسرية، والتأكد من دقة المعلومات خوفاً من ورود جمل متناقضة أو غير مناسبة مثل جامعة هارفرد، ومابين التي تنص على مشروطية الحصول على موافقة الإسناد قبل استخدام ChatGPT مثل حالة جامعة نيويورك. تستخدم الجامعات أيضا برامج للكشف عن استخدام الذكاء الاصطناعي في المواد المكتوبة.
وعلى الجانب الآخر قال أحد المختصين في مؤسسات الذكاء الاصطناعي روبرت ماكوسلان، نائب رئيس الذكاء الاصطناعي في جنوب نيو هامبشاير، إنهم يؤمنون بأهمية وبقوة الذكاء الاصطناعي لتحويل التعليم، وتوجيه أعضاء هيئة التدريس والطلاب لضمان أن هذه التكنولوجيا تعزز الإبداع البشري والإشراف بدلا من استبداله، وتحديد ما يحظر وما يجب فعله وما لا يجب فعله لأعضاء هيئة التدريس لغرض تحسين مخرجات المقررات. لايوجد هنالك إجماع بشأن ما هو مقبول ، وما هو مرفوض. أقر البعض باستخدام ChatGPT للمساعدة في تصنيف عمل الطلاب؛ وشجب آخرون هذه الممارسة. أكد البعض على أهمية الشفافية مع الطلاب عند نشر مقتبسات الذكاء الاصطناعي في مقرراتهم، بينما قال آخرون إنهم لم يكشفوا عن استخدامه بسبب شكوك الطلاب حول التكنولوجيا.
*وعلى المستوى الفردي وجدت الدراسات أن التعرض من أعضاء الهيئات التدريسية من يؤيد دمج هذه التطبيقات في التدريس ليس فقط لجعل حياة الأستاذ أسهل ولكن أيضاً للحاجة لتعلم استخدام التكنولوجيا بمسؤولية وتطوير بوصلة أخلاقية مع الذكاء الاصطناعي.
*التأثيرات السلبية لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي
في دراسة نشرها باحثون في مايكروسوفت وجامعة كارنيجي ميلون أن استخدام هذه التطبيقات إلى تفكير نمطي أقل إبداعاً وأقل انتقاداً، وتدهور القدرات الادراكية والمعرفية لأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعات.
تلخيص وإعداد:
ص.د . غازي التميمي
17 آيار 2025