أحمد فرج الخليفة
اخر ما تبقى من فنجانك
بعض ذرات الزمان الذي ولى
وحبيبات سكر
مازلت أذكرها
كانت هنا بيننا
رشفة شقت في القلب نورا
طعم السكر
يغسل كل مرارة عمرٍ
لم أرشفه
وجه الشمس يُخفي ليلاً
خاف النوم
وأنا ومضة بعض النور
أمسك طرف الفنجان
أبحث عني
فلا أجدني
بقايا زمان صارت بُنِّيةً
وخطوط متعرجة
تحكي قصة الخير الذي كان
قوس مدلى في زاوية الفنجان
ووجه خريطة تنفر من سكانها
أرفع الفنجان
أرقب لهفة الفرح
أسمع ساعة القلب التي دقت
نبض تجاوز سرعة الدم
ورنين العقارب يلسعني
وأنا أُجَمِّعُ خطوط البُنِّ
لأرسم بلاداً جديدة
كل البلاد جدران بيتك
حارت شفتي
أين تخبئ طعم الفرح
لحظة صمتٍ
سكبتُ العمرَ على شفتيها
كيما تخلد روحي فيها
أخاف أن أغسل الفنجان
فأحفظني
في زاوية العمر
الذي ما ملّ يرشفني
من سيواري سوأة عمري
غير العشق؟
أشحذ بعض البُنِّ
بين أنامل كفٍّ
تحت خدود الحلم
آخر ما تبقى في الفنجان
خيطٌ مبهم
يحكي قصة عمرٍ
يولد كل مساء
داخل حُلم
أرشف منه طعم الهجر
بعض القهوة
تعرف عني ما لا أعرف
—————
أحمد فرج الخليفة