يا ليل كم أثرت أشجاني
وأيقظت فيَّ أوجاعي
يا قنديل الذّكريات
وموقد الرّوح
آنسني صمتك في حضرة الغياب
في حضرة الرّحيل
في شوق الاغتراب
على صخرتنا
كتابنا المفتوح على ألف لقاء
ولقاء
ألف عناق وعناق
كان مقفلا على غياب طويل
نفضت عنه غبار ماضيه
في حضرتك
وأمام الموج المتقلّب في سريره
مثلي هو لا يعرف النّوم
مثلي يقرأ قبلاته على وجنات الصخور
معا جلسنا صديقين أليفين
عاشقين بائسين
قارئين وحيدين
كتابنا واحد أيّها الليل
صخرة وذكريات
رحلة ساعات في تاريخنا
ساعات
في صراع مع القدر المنحوت في البال
بوزن الجبال
آنسني صمتك أيّها الليل
وأنت تنثر على حنيني بلسم طيبك
وأنت توقظ فيَّ قصّة ماضٍ بعيد
قريب
عميق في وجعه
أنت يا ليل وحيد مثلي
تسهر العمر كلّه
تقلّب كتاب الوقت
توجعك عتمتك
كما توجعني عتمة أعماقي
وجلوسي على صخرة ماضيَّ الدّافئ
المسنّن الجارح
دثّرني بردائك أشعر بالبرد
وتساقط سكينة عذبة على روحي