محمد زينو شومان
أغلي كإبريق الوجد
هأنذا أعودْ
لا تسألوا الشرطيّ عن غيابي
لا تسألوا المقهى الذي علّمني نفثَ الدّخانِ والألمْ
من فتحتي أنفي
ومن مناجمي التي تشعّ داخلي
ليلَ نهارْ
لا تسألوا المخيّمَ الذي يكاد يختنقْ
لا تسألوا الإسكافَ عنّي
لم يعد حزني ولا جلدي بقابلين للخَصْفِ
ولا تستفسروا الحطّابَ
لم تعد لأحلامي خصائصُ الشجرْ
لا تسألوا البحرَ ولا البرّ ولا السّماءْ
أعودُ كالمهرّب الوَجِلْ
أرفع رأسي من وراء السطرِ
كالضبّ علامةَ الحذرْ
كسارق مدينة مهجورة أو حالة الشفاء من عليلْ
إلام تبقى أضلعي هاويةََ
أو كيسَ مهملاتْ
تُرمى به كلّ الخطايا والرزايا والذنوبِ والخزعبلاتْ؟
سوف أشقّ الأرضَ كي أستخرجَ المدفونَ
من طور الشباب والمراهقهْ
متى تقوم جرأتي من لحدها
وأطلق العنانَ للأهواءْ؟
من شدّها إلى وتدْ
وأحكم الوثاقَ حولها إلى حدّ توقّف النّفَسْ؟
أعودُ غاضباََ
أغلي كإبريقٍ من الوجد على اللهبْ
أُشعل في هشيم صبوتي
عودَ ثقابْ
أسألني: لِمَ اكتفيت دائماََ بلقمة الصبرِ؟
وما أشحّها من زادْ
فكيف قاومت وقاومت وأنت جائعٌ
وضامر الجَلَدْ؟
كيف انتفضت آخر الهزيمهْ؟
وعدت عودة الذي يروّضُ اليأسَ بلا يأسٍ
ولا كلالْ
كأنما الموت مجرّد احتمالْ
لبنان _ زفتا في 2022/8/17
- حبرُنا كاذبٌ – جميل داري
- لم يتبق في الوقت وقتٌ..
- لاجئاً غير شرعي! مريم الاحمد
- ساقان لا يمسهما النور – راوية الشاعر
- لا ترحل / سناء شجاع