احدى أهم الروايات التي قرأتها لشاب ليبي قدرةَ ومهارةً تقنية في نسج الشخوص والأحداث, أقصد بذلك أنه يخلق الشخوص بشكل سلس ويحيطك بشخصيتهم وتاريخهم والاسباب التي يتخذون من خلالها القرارات وأسباب نجاحاتهم واخفاقاتهم. ليس تواضعا لكني تعلمت الكثير تقنيا من قراءة وتأمل هذه الرواية.
الرواية انتصار لأصحاب العزائم وخصوصا للمرأة الليبية المتمثلة في شخصية فاطمة أو فطوم أم لطفل مصاب بمتلازمة داون (منغولي كما يسميها الليبيون) تقرر أن تهاجر بصورة غير شرعية لإيطاليا.
أحداث القصة تبين الفوارق الصارخة بين المجتمع الليبي والايطالي من خلال تتبع عائلة فاطمة وشخص أخر اسمه وضاح من الجنوب الليبي والذي سوف يصبح شريك زوج فاطمة, تتطور قصة فاطمة لتكون شخصية ناجحة وما تبعها من أحداث. وهناك مجتمعات شرقية أخرى تتداخل حياتهم مع حياتهم وتزيد القصة تشويقا. الرواية تبين تناقضاتنا في مسلمات الحياة وفي الدين والعادات والتقاليد.
نتعرف وبشكل مقنع ونشعر لأجل ونحزن مع وننتصر ل شخصية فاطمة ونراها قوية وأحيانا ضعيفة… شخصية محبوكة باتقان شديد تتعلم ترتقي وتمسك بمصيرها بنفسها.
معالجة لقضايا اجتماعية مهمة. هذه الرواية تستحق جوائز عدة لو لدينا مهتمين ولو كنا في مجتمع قاريء لبيع منها ملايين النسخ.
لن أحكي لكم كل شيء. لكني أقول ضعوها في قمة قراءاتكم لهذا الصيف.
هذه الرواية الاولى لمروان المقهور وأرجوا أن لا تكون الأخيرة.
سعيد جدا بقراءة مروان وأدعوكم كذلك
هذه قراءة في سلسلة من الابداعات الليبية التي أقرأها هذا الصيف لمعرفة كيف ينظر الليبيون لذواتهم هويتهم وشخصيتهم الليبية المميزة