علي نوير
كيف لنا أن نمسك بأطرافها الآن
خريطة الشرق المُقدّدة هذهِ
بعد أن نأتْ فيها المسافات
وتضاءلتْ مواقع المدن
كلّما مرّت سحابة دخان
أو ارتفعت عالياً عواصف الأتربة ؟
خريطة الشرق هذهِ
أكبر ما فيها الآن صحاراها
إلّا أنّنا
مازلنا نمسك بأطرافها
إمتثالاً لحلمٍ قديم
خريطة الشرق العجيبة هذهِ
إندرست أنهارها
أو كادت
ولم يعد ساحل البحر في مكانه حيث أنت
لم يعد الفرات كما كان .. حيث أنا
لا شيء .. لا شيء .. لا شيء
لا شيء هنا
سوى أفقٍ من رمال
وها نحن الى الآن
وسط هذا الهجير
نمسك بطرفيّ خريطةٍ قديمة
تفتّتت حافّاتها
وتناثرتْ ذرّاتها من بين الأصابع
وعيوننا
مازالت تبحث في السماء
عن معجزةٍ ما
عن سَحابةٍ عابرة
تُعيد لنا أنهارنا
وبحارنا
وجبالنا
وحلماً قديماً أخضرَ نسيناه
.
علي نوير
البصرة ٢٣ / ٥ / ٢٠٢٢