محمد زينو شومان
أما من هدنةٍ موقّتة؟
لا علمَ لي بآخر الثوراتِ
لستُ غير جاهلٍ أتى يزعزعُ اليقينْ
يقتلع السماء والأفكارَ من جذورها
ويبذرُ الفوضى متى شاء بلا حسابْ
لا شيء ينهاه عن العبثْ
كأنْ يُزيح الأرضَ شبرين وينقلُ المحيطاتِ بكشتبانْ
أهذه أَمارةُ الجنون أم أَمارةُ الغضبْ؟
لا علمَ لي بالسّحرِ والتنجيمِ
هل ستفتح الأيام لي أحضانها بعد جفاءْ؟
أيسقط الوحيُ عليّ كالقطوفِ الدانيهْ؟
ماذا لو انتحرتُ قبل الفجرِ
أو أرجأتُ أمري ساعتينِ،
أو تراجعتُ عن الخطأْ؟
ماذا عراني؟ هل هي الحمّى؟ دوار الموتِ؟
هل يمكنني الخروج من صومعتي؟
يعني أأستطيعُ أن أكتشفَ الظلمةَ داخلي
بلا سراجْ؟
لا علمَ لي بأنني محتضرٌ يودّعُ الحياةَ
عوراتي التي تفضحني
أمنتُ من لسانها بقطعه بمنجل الحصادْ
يتبعني عار جريمتي بلا مللْ
يتبعني خوفي الذي يندسّ بين النّاسِ
خوفَ أن أراهْ
كيف سأُمضي الليلَ هارباََ من الشرطةِ والقلقْ؟
أمتعتي ألقيتها للنّارِ
لم يبقَ سوى جلدي الذي يحرسني من الخواءْ
ما عاد لي من أثرٍ بادٍ لعينْ
يشهد أنّني من الأحياءْ
وسادتي تنكرني كأنّها ما حفظت دروسَ شهوتي
ولا هواجسي
وقاسمتني السّهدَ والكَبَدْ
ينكرني _ والهفتي! _ حتى الجسدْ
حين وقفتُ حائراََ في الباب صدّني
كمن يجهلني
كزائرٍ غريبْ
تألّبت عليّ من أقطارها المعاصي
كم عدتُ من منتصف الطريقْ
أجرّ خلفيَ انكساراتي على مَهَلْ
ماذا؟ أما من هدنةٍ موقّتهْ؟
أليس من قيلولةٍ أخيرهْ؟
لبنان _ زفتا في 2022/9/13