سهاد شمس الدين
إفتح ليَ الباب
ولا تسَلْ من أنا
لقد عُدتُ للتّوّ من السفر
لقد كنتُ أسترجع زماناً مضى
وأعدّ على أصابعي
كم بقيَ لي من ساعاتٍ حتّى أكبر
مع أنّ وجهي أكلته المرايا
واستنسخت منه ألآف الصور
ففي هذا الوطن
مئات النساء مثلي
بتبرّجنَ صُبحاً لاستقبال الأمل
وعند المساء
يرسمّنَ على وسائدهنّ ألف رجلٍ
لا يهابون الشمس
حتى ولو رشقتهم علناً
بأحجارٍ القمر
إفتح ليَ الباب
ولا تسل ما اسمي
لقد تركت إسمي بلا عنوان
واقفلت صندوقاً مملوءاً بالضجر
وتوجّهت ناحية ناصيةٍ مُضاءة
على جبين هذا الوطن
وقبلَ أن آتي شربتُ قهوتي
وتناولت قمحاً وسُكّر
ودعوت الحمام الزاجل أن يأتي برفقتي
لربّما ضَللتُ طريقي
وأصاب ذاكرتي دِوار السفر
فأنا سأعود
كما الصيف
كما الشتاء
وسترافقني السنونوات
وترسم لي
لغةً جديدة ببضعِ كلمات
هذا هو الوطن
حتى ولو ملأ الصدأ نوافذ الجميلات
وضاعت كلّ أحرف الهجاء
على أبوابٍ أضناها الصقيع والمطر