د. غادة موسى
١- “شوارع اسطنبول”
في تلك المدينة
التي أحب
ترتشف قهوتك
وأسكر انا
ببقايا البن
على حافة فنجانك
لو أن عرافة مجنونة
اخبرتني منذ اعوام
بأني سأتوه
في العروق النافرة في ذراعيك
كما أتوه في شوارع تلك المدينة
لنظرت إليها نظرة استغراب
واكملت سيري
في الأزقة العابقة
بروائح السمك
والذرة المشوية
وعرق العشاق
المخلوط بنبيذ رخيص
ثم اصطحبت حزني
بجولة تسوقٍ
على تلك المتاجر
التي تبيع كل شيء
إلا لحظة عشق حقيقية
وأنهيت ليلتي
أعانق وحدتي
على سريري الفخم
أتحايل على أرقي
وأعقد معه صفقة
ليسمح للنوم أن يزورني
ولو لبضع ساعات
٢- “في البوسفور”
هي قلب العالم
يتفاخر الدليل السياحي العربي
وهو يبحر في بوسفورها
يحمل فوق ظهره
كل انكسارات العرب
من الجزائر وليبيا
إلى بغداد
مرورا بدمشق
ويرقص على انغام موسيقى
تشبه كثيرا
ما وصلت إليه عروبتنا
وأنت في قلبي كل العالم
أرمي بين يديك كل انكساراتي
وألملم أشلاء امرأة كنتها
كما تلملم بيروت
كل صباح أحزانها
٣- “بين الشرق والغرب”
كنت معك
كما تخيلت
أنك تريدني
كنت معك دون قناع
في مدينة ترتدي
كل ليلة ألف قناع
تزيح برقعها
وتخلع بدلة الرقص
وترخي شعرها الأشقر
ليغطي فتحة الظهر
في فستانها السواريه
كنت معك كلي
إلا ثلاث أجزاء
فمتى تكتمل الأحجية
وأتأكد انك
ستكون معي كلك
وليس واحد فقط من الأجزاء.
٤- “العودة”
ميراثي من العقد النفسية
والنكد المتأصل
في موروثاتنا الشعبية
مع دوامة هرموناتي الأنثوية
أجرها خلفي
كحقيبتي المنتفخة
بأشياء ليست ضرورية
حمل أود لو يضيع
وينتهي في غرفة
الأمتعة المنسية
في الطائرة أتحرر
لبضع لحظات إضافية
من كل مسؤولية
أغفو على كتفك
أستيقظ على صوتٍ
يعلن عن بدء هبوطنا
وعودتنا منذ هذه اللحظة
لفوضى الطوابير العبثية
في بلدٍ يهين كل يوم
ما تبقى فينا من إنسانية
20/09/2021