كيف لنا أن نمسكَ بأطرافِها الآن
خريطة الشرقِالمُقدَّدة هذهِ
بعد أن نأت فيها المسافات ،
وتضاءلت مواقع المدن
كلّما مرّت سحابة دخان ،
أو ارتفعت عالياً عواصف الأتربة ؟
خريطة الشرق هذهِ
أكبر ما فيها الآن صحاراها .
إلّا أنّنا
مازلنا نمسك بأطرافها
إمتثالاً لحلمٍ .
خريطة الشرق العجيبة هذهِ
إندرست أنهارها ،
أو كادت ،
ولم يعد ساحل البحر في مكانهِ حيث أنت
لم يعد الفرات كما كان حيث أنا
لا شيءَ
لا شيءَ
لا شيءَ هنا
سوى أفقٍ من رمال .
وها نحن
الى الآن
وسطَ هذا الهجير
نمسك بطرفيّ خريطةٍ قديمة
تفتّتت حافاتها ،
وتناثرت ذرّاتها من بين الأصابعِ ،
وعيوننا
مازالت تبحث في السماء
عن معجزةٍ ما ،
عن سحابةٍ عابرة
تعيد لنا أنهارَنا ،
وبحارَنا ،
وجبالَنا ،
وحلماً قديماً أخضرَ نسيناه .