اكتشفت مجموعة من المستغورين التّابعين للجمعيّة اللبنانية لدراسة المغاور ALES جوهرة جديدة تُضاف الى تاج المواقع الطبيعيّة في لبنان. إنّها هوّة ومغارة قطّين عازار في عينطورة المتن والتي تُعتبر أكبر مغارة في لبنان والمنطقة.
وفي هذا السيّاق, يشرحُ أحد مؤسّسي الجمعيّة اللبنانيّة لدراسة المغاور, خبير الآثار والدليل السياحي فادي بعينو أنّ “ما تحقّق هو إنجازٌ بالفعل, فمن حيث الامتداد الأفقي, الموقع يتفوّق على المغاور الأخرى ضمن منطقة الشرق الأدنى, أمّا الامتداد العمودي فيبلغ 515 متراً, وبالتالي هي ثاني أعمق هوّة في لبنان”, مُضيفاً في مقابلة مع موقع mtv: “تمّ اكتشاف هذه الهوة في 1996, واستمرت مغامرة الاستكشاف لآبارها ودهاليزها لأكثر من 26 سنة, وفي الـ2022 قامت جمعيّة ALES بالتعاون مع خبراء تابعين لفريق فرنسي من جمعيّة Continent 8 باستكمال اكتشاف الهوة من جديد مُعتمدين على تقنيّات أحدث حيث تمكّننا من اكتشاف وتوثيق دهاليز جديدة أفقيّاً وعموديّاً, مع الإشارة الى أنّنا واجهنا تحدّيات كبرى خلال هذه المُغامرة وذلك لخطورة الموقع”.
ويُشير بعينو الى أنّ “المميّز في هوّة ومغارة قطّين عازار جماليّة الموقع الطبيعي وحجمه الضّخم خصوصاً وأنّه يضم نهراً جوفيّاً ينتهي ببركة كبيرة, وقد استطعنا بالتعاون مع وزارة الطاقة والمياه والمكتب الفني للدراسات بحفر 3 آبار على عمق 285 متراً ما أمّن المياه لأكثر من 27 بلدة في منطقة المتن الشمالي”.
هل يُمكن أن تُصبح هذه الهوة موقعاً سياحيّاً في لبنان؟ يُجيب بعينو: “هناك صعوبة في تحويلها في الوقت الراهن لمعلمٍ سياحي كمغارة جعيتا نظراً لخطورة الموقع, ولكنّ كلّ شيء يُمكن أن يتحقّق في المستقبل”, شاكراً في الختام “كلّ المُشاركين في هذا الاستكشاف الطبيعي وخصوصاً العنصر النسائي, فقد شاركت شابّات الجمعيّة معنا بالاستكشاف وأثبَتن بطولتهنّ, بالإضافة الى مُشاركة طفل عمره 10 سنوات تمكّن من النزول الى عمق 45 متراً داخل الهوّة”.
احتفال الاعلان عن هوة قطين – عازار في عينطورة المتن أكبر مغارة في لبنان والمشرق
وطنية – أعلنت الجمعية اللبنانية لدراسة المغاور هوة قطين – عازار في عينطورة – المتن اكبر مغارة في لبنان ودول المشرق، في احتفال أقامته مساء أمس في Salle Montaigneفي المركز الثقافي الفرنسي – طريق الشام، بحضور النائب السابق غسان مخيبر وأعضاء الجمعية وحشد من الاساتذة الجامعيين والطلاب والشخصيات الثقافية والاجتماعية وهواة الاستغوار.
معاصري
افتتح الاحتفال بالنشيد الوطني، مع فيديو العلم، ومشاهد من المغارة، ثم القت عريفة الاحتفال المستغورة إيلين الرشماني معاصري كلمة رحبت فيها بالحضور، مشددة على أهمية المناسبة وأهمية المغارة من حيث العمق والحجم والطول والاتساع.
مهنا
ثم القى رئيس الجمعية العضو المؤسس فادي مهنا، كلمة ترحيب بالرسميين والحضور، لفت خلالها الى أهمية هذه المغارة على الصعيد العلمي والجيولوجي، خصوصا أنها تعد المغارة الاكبر في لبنان ودول المشرق، كما تأتي أهميتها من حيث التركيب الصخري والجيولوجي.
بعد ذلك، قدم عرض فيديو يروي قصة اكتشاف مغارة هوة قطين عازار في عينطورة المتن، وكافة المراحل التي مرت بها الجمعية منذ الاكتشاف اي منذ ٢٧ سنة.
جبور جدعون
ثم تكلمت العضو المؤسس عضو مجلس الشورى في الجمعية السيدة بدر جبور جدعون، فتحدثت عن اهمية المغارة، والاكتشاف، واهمية طباعة عدد Speleorient مخصص كاملا لمغارة قطين عازار والاستكشافات والدراسات العلمية والطوبوغرافية، وكيف تم استخراج المياه من المغارة لتستفيد منها ٢٧ بلدة من المتن الاعلى.
وتحدث على التوالي كل من أعضاء الجمعية المستغورين مازن أرزوني، سامر أمهز، وعبدو حنا الفغالي، الذين تحدثوا عن تحديات الاستغوار، وكيف استطاعوا تطوير أنفسهم لمواكبة الاكتشافات تحت الارض بالدراسات العلمية. كذلك تناولوا اهمية التدريب الخاص للتمكن من الدخول والنزول في الآبار والزحف في الممرات الضيقة، وان اي شخص يريد التوغل في اي مغارة كانت، من الافضل ان ينتسب الى احدى جمعيات الاستغوار في لبنان ليتعلم كيفية التوغل تحت الارض، تفاديا لأي حادث يمكن ان يصيبه خصوصا أن عملية الاستغوار تحتاج الى أدوات وأجهزة للحماية والانارة، تسهل على المستغور عملية الدخول والخروج السليمة من الهوات أو المغاور. كذلك تحدثوا عن حماية البيئة داخل المغاور وفوق الارض، خصوصا انها خزان للمياه الجوفية.
اما عن الجانب السياحي، فتكلموا عن صعوبة تحويل قطين عازار الى مغارة سياحية حاليا، ولكن نترك لجيل المستقبل ان يجد طريقة للقيام بذلك.
======== ر.ع