(حسونه إبراهيم العزابي/ليبيا)
رغم أن ظاهرة تلوين البيض هي عادة قبطية عند احتفالهم بعيد شم النسيم ، إلّا أننى أذكر أننا كنَّا نعيش تلك المناسبة وبنفس تلك الظاهرة في ليبيا ، ما يؤكد على أن المجتمع الليبي قادر على الانفتاح على كل الثقافات ، وقادر على إعطاء المثل في التعايش السلمي متى ما تخلّص من الأدلجة والمؤدلجين
لا أزلت أذكر تلك الأيام الجميلة والرائعة التي كانت فيها المدينة القديمة بطرابلس الغرب ،مثالاً حيًّا وحقيقيًّا على ذلك الانفتاح وذلك التعايش
كنت ترى المسيحي واليهودي والمسلم .. وترى الكنيسة والكنيس والمسجد !! ولا زالت أسماء بعضهم ومواقفهم حاضرة بالذاكرة حتى الآن ، نستدعيها أحياناً للتدليل على روعة زمنٍ مضى ، كنَّا فيه أكثر سماحةً مع أنفسنا ومع من يشاركنا المكان والزمان ، حتى وإن اختفلت دياناتنا
نعود لظاهرة تلوين البيض ، وهنا أقف قليلاً لأترحم على روح الحاج الشويهدي ، صاحب محل مواد غدائيةعند تقاطع شارعي الأكواش وجامع محمود , فقد كان يتميز بوضع البيض الملون بشكل هرمي أمام المحل ، ما يضفي على المكان جمالاً إضافياً موسمياً ، كنَّا نجهل حينها مناسبته
***