مراجعات (3)
– هل يراجع الباحث نفسه وإلى أي مدى؟، وهل يقبل ملاحظات التحكيم العلمي؟ أو هل يقبل ملاحظات الآخرين من المتخصصين أو الخبراء أو السابقين في البحث العلمي؟
– هل سبق أن تعاملنا مع البحوث العلمية بوصفها نصوصا قابلة للتحليل والنقد شأنها شأن النصوص الأدبية مثلا ؟
– هل لدينا أساتذة وخبراء يمكنهم القيام بذلك ( وهو دور مطلوب للخروج بالبحث العلمي من أزمته )؟.
– هل يمكن عقد ندوة / ندوات لمناقشة بحث علمي ليس على مستوى المضمون وإنما على مستوى إدارة الباحث لبحثه ومراعاته قواعد البحث العلمي وأعرافه؟
البحث العلمي عمل لا يخضع للعشوائية ولا يستسلم لها، فكل تفاصيله محسوبة للوصول إلى نتائج علمية وإلا انهار البناء كله وأصبح البحث مساحة من الفوضى.
البحوث العلمية والدراسات شأنها شأن أي كتابة قابلة للعرض والفحص والنقد والقراءة النقدية، كما أنها قابلة للمراجعة والتقييم، ومتى ارتضى صاحبها أن ينشرها فهو راض عن وضعها وعليه أن يتقبل كونها أصبحت ملكا للجميع.
قراءة الأبحاث العلمية جزء أصيل في مشروع أي باحث، الانفتاح على إنتاج الآخرين، أفكارهم وأعمالهم، ولكننا جميعا نقع في الخطأ نفسه من موقعين هما:
– الباحثون ( الآن ) لا يتقبلون النقد فمعظمهم ( غالبا) ولد أستاذا كبيرا وخبيرا عظيما ( وكثير من هذه الفئة لم يتجاوزوا منطقة الجهل العلمي من الأساس).
– المحكمون والأساتذة الخبراء لا يمارسون الدور التحليلي أو النقدي لمراجعة الأبحاث ( التحكيم الآن – في جانب كبير منه- من أكبر كوارث البحث العلمي) ، والباحث الجاهل اليوم هو أستاذ محكم غدا ، والباحث الذي كان جاهلا بالأمس ولم يطور نفسه ولم يتجاوز منطقة جهله بات محكما اليوم ، وكيلا أوصف بالتجني على أحد ، ومن لديه استعداد لذلك أسوق له مئات الأبحاث وليثبت لي كيف نشرت هذه الأبحاث بعد تحكيمها وأي تحكيم مرت عليه وأي محكمين أجازوها .
ماذا لو أجرينا تجربة قراءة أبحاث علمية منشورة ومحكمة وتحليلها بطريقة علمية موضوعية وفق قوانين البحث العلمي وآلياته وأعرافه؟
تابعونا