للزهورِ التي نَبَتَت في حِياضِ فؤاديَ،
للنرجسِ الجَبَليِّ،
لعصفورةٍ صَدَحَت فوقَ أغصانِ عُمريَ
رقَّ لها الفجرُ..
فَانتَصَبَتْ شمسُ يومٍ جديدٍِ
وهَبَّتْ نسائمُ هادئةٌ
من صعيدِ البلادِ
بعطرٍ فريدٍ .
تماوجَ بَحرُكَ،
قال البنفسجُ لا تقتلوني،
دعوني على شجر الفوحِ
إني سئمتُ الأيادي تَخَاطَفُني،
تخنقُ العطرَ في زحمةِ الأوجهِ الكالحةْ.
في شوارعَ داست على حُلُمي،
لم تدع للقطا فرصةً للهديلِ
تذكَّرتُ ما قال جَدِّي
وبَشَّت له جَدَّتي
حينما كنتُ أمتصُّ ثديَ العذوبةِ
والطهرِ
كان يحدثني عن بُطولاتِ أجدادهِ
ورُعونةِ أحفادهِ
فبكيتُ،
و أمي تحاولُ أن تُسكتَ الطفلَ
تخرجهُ من أساهُ
بتعنيفهِ تارةً،
أو بتدليلهِ تارةً .
كَبَرَ الطفلُ أصبحَ نيلاً فراتاً،
يلازمه طيفُ أمٍّ و نصحُ أبٍ
وطرائفُ أجدادِهِ
ال..كلما زارهم في المقابرِ
يقرأ يسَ و الفاتحةْ .
ويُزيُّنُ قبرَهُما بالبنفسجِ
ثم يُولّي إلى حيث تأخذهُ خُطواتُ الإباءِ
يقولُ:
سأثبتُ عكسَ الذي ظنَّ أجداديَ البارحةْ .
يكبر الحلمُ
يغدو كما روضةٍ
و البنفسجُ فارسها
وهْو يصنع من حلمهِ مشمشاً
وسفرجلةً .