هُوَ الإنسانُ لَو يُسقى جمالًا
وَلَو يَعمى جَهولٌ، كَمْ يُضَلُّ
إذا لَمَحَ الجمالَ بِهِ تَسامى
تَوَلَّى فِعلَهُ حُسْنٌ مُجِلُّ
إذا نظَرَ القبيحَ فلا يُدانى
مِنَ الشَّرِّ اسْتدانَ وَلا يَمَــلُّ
فَلولا القُبحُ ما كانت حُـروبٌ
وَلا كانتْ شُرورُ النَّفْسِ تَحلو
وَكُلٌّ في الجمالِ بدا أسيرًا
وَكمْ زانَ القُيودَ الدُّرَّ قُفْلُ
وَكمْ يَسمُو الشُّعورُ بِريحِ أرضٍ
وَحَلَّقَ في صفوفِ الطَّيرِ كَهْلُ
أنا مَن لو رأى حُسنًا سَيَعمى
خَفا في عَينهِ عِلْمٌ وَجَهْـلُ
فأمَّا العِلمُ فَيضٌ قد تَجَلَّى
مِنَ الحُسْنِ الَّذي أنا منه نَسْـلُ
وَأمَّا الجَهْلُ وَالإعراضُ كَوني
كَرِهْتُ القُرْبَ إذْ في البُعْدِ وَصْلُ
خَفا: ظَهَـرَ