” نبيل عماري “
أيار يزحف والسنابل بدأ يميل لونها ألى الأخضر الفاتح وتشدني الأرض كعادتي أترك عمان نائمة مثل طفلة أنتشق رائحة الياسمين من بستاني العماني أرتشف فنجان قهوة فثمة عشق قادم مكلل بالندى أسير شمالاً أطوي الطريق وسط صباح فتي بأتجاة مدينتي الحصن — صويلح —- البقعة —- جرش —- ثغرة عصفور نزولاً وما بين تضاريس الأرض ومن بعيد أشاهد سهول حوران تترأى لي ضحكة خضراء بهيجة ومن فوقي طيور البليقي والسنونو كأنها مهاجرة عائدة ألى وطنها السيارة تمشي وبنسمة طرية شهية أشتم رائحة هويسة الفريكة أنة موسمها الله ما أطيب تلك الرائحة التي لا يضاهيها طعم ولا رائحة هي رائحة تعب الجدود والأباء ومحبتهم للأرض وعشقهم لها أرى أكوام حبات الفريكة الخضراء الندية وبحدها شوالات تتعبى بالفريكة وعند منتصف الطريق أتوقف أصعد الى تلك الرهوة ( بيارة العسل ) أو البازلا حيث أسكان جامعة اليرموك أقف فوق ذاك المرتفع تدخل النسمة الطرية ألى رئتي تطرد منها ما علق بها من سواد المدينة أشاهد من موقعي جبل الشيخ الناصع البياض وسهول حوران الممتدة على مد البصر أنها أهراءت روما بقمحها الصلب وصلت ألى الحصن القديمة أستوقفتني تلك العقود الجميلة والعليات وأقواس هندسية رائعة وحجارة تعبق بحلاوة ال…ماضي أسرعت ألى تلك العقود أشتم رائحة الماضي من أبواب خشبية ونوافذ وأقواس هنا يئر ماء وجيعة قديمة وهنا شجرة قديمة من عبق الماضي قلبي ينبض فلغة الماضي تحرقني وتناديني أسرع ألى تلك البيوت أعانقها وتنزل دمعة بعد أن تذكرت أغنية فيروز (راحوا مثل الحلم راحوا —-بزهر حور جفت رياحه ) وهنا أتذكر رائحة زيزفونة توفيق النمري وأيار موعد أزهارها وقهقهة ثلجي —- وسويلم وأشتيوي —– وركاد —– وطعمة —– ونعمة والتي تمتد سهراتهم حتى الفجر يضحكون من القلب وهم على موعد مع الحصاد وخبزات طابون وكعاكيل وطبيخ طينات عوفة ——- وخزنة —— وتمام —– وصيتة – ونصرة الله ما اجملك يا حصن الروح والقلب والماضي الجميل