عائشة بوزرار
باحثة في الإعلام(جامعة ابن طفيل-القنيطرة)
يتناول كتاب ” الحياة السرية للكون” استكشافا علميا حول كيفية ظهور الحياة على الأرض، وإمكانية وجودها في أماكن أخرى مثل الكواكب والأقمار أو في أنحاء المجرة. كما تناقش المؤلفة أبحاثها ونظرياتها العلمية حول انتشار الحياة والأشكال التي قد تتخذها بناءً على معرفتنا المتزايدة في مجالات مثل علم الفلك والجيولوجيا والبيولوجيا الجزيئية، مثلما تلقي الضوء على ليونة وقدرة الحياة على التكيف، وكيف أن دراسة أصول وأطراف الحياة في الكون يمكن أن تكشف معلومات أعمق حول وجودنا ومكانة الإنسان في الكون الشاسع.
ناثالي إيه كابرول هي استكشافية وعالمة أحياء فلكية فرنسية الأصل أمريكية الجنسية، مديرة مركز كارل ساجان بمعهد سيتي، تقوم بأبحاث حول صلاحية الكواكب والأقمار للحياة ووجودها خارج كوكب الأرض، وتطوير استراتيجيات استكشاف علمي لوكالة ناسا عن المريخ وتيتان، بالإضافة إلى تصميم اختبارات ميدانية روبوتية وقيادة مشاريع في علوم الكواكب وعلم الأحياء الكوكبي. كما توثق كابرول قدرة الحياة على التكيف مع البيئات القاسية وتأثير التغير المناخي السريع. نشرت أكثر من ستمائة ورقة بحثية محكمة وملخص مؤتمرات، بالإضافة إلى أربع كتب حول علوم الكواكب. وتحمل كابرول أيضًا الرقم القياسي العالمي للغطس الحر والغطس بالنقل الجوي للنساء. ولدت بفرنسا لكنها تعيش حاليًا بكاليفورنيا.
تؤكد كابروا بأننا في عصر ذهبي من الاكتشافات العلمية في مجال علم الفلك، حيث أصبحنا على شفا تقدمات هائلة ستثوّر مفاهيمنا حول مكانتنا في الكون. ومع ذلك، لا يزال سؤال كبير قائماً: هل نحن وحدنا؟ وكيف بدأت الحياة على الارض ؟
في كتابها “الحياة السرية للكون” تأخذنا عالمة الأحياء الفلكية ناثالي كابرول في رحلة استكشافية إلى أماكن البحث عن آثار الحياة في الكون. تبدأ الرحلة بدراسة نشأة الحياة على الأرض لفهم شروط وجودها في أماكن أخرى، وتتنقل بين كواكب المجموعة الشمسية، كشرح دور القمر وإمكانية نشأة حياة على المريخ ثم انتقالها إلى الأرض، كما تستعرض أكثر الأماكن احتمالاً لوجود حياة في المجرّات، حيث تعتبر المريخ وأقمار المشتري وزحل من أبرز المرشحين. كما تقدم رؤية للبحث عن حياة خارج نظامنا الشمسي، مع تزايد اكتشاف كواكب خارج المجموعة الشمسية.
في هذا الاستعراض الطليعي والشامل للموضوع ، تأخذنا العالمة الفلكية ناثالي كابرول في رحلة أوديسا مليئة بالإمكانات المذهلة، عابرة مسافات شاسعة وكثير من المقاييس لتحكي قصة بحثنا عن الحياة خارج الأرض، فتختلط “الحياة السرية للكون” بتاريخ استكشاف الفضاء وعلوم الكواكب والإطارات التقنية والفكرية المتغيرة، ومستندة إلى أحدث البعثات الفضائية والدراسات الأرضية، لترسم صورة لإمكانية التكيف مع البيئة عبر الزمن، ربما ممتدة من الحافة الداخلية لنظامنا الشمسي إلى أعماقه الخارجية، ومنذ أيامه الأولى إلى الوقت الحاضر. أما خارج نظامنا الشمسي، فهي ترسم إمكانية التكيف مع البيئة وحتى وجود الحضارات على عدد لا يحصى من الكواكب خارج المجموعة الشمسية التي تدور حول النجوم المماثلة والمختلفة عن شمسنا. كما تشكل طبيعة الحياة والتحديات العملية والأخلاقية التي نواجهها كمجتمع تقني يسافر في الفضاء جزءًا من الرحلة التي نقطعها معها من خلال صفحات هذا الكتاب المثير للجدل، كما يصفه كارل بيلشر، المدير السابق لمعهد ناسا لعلوم الأحياء الكوكبي.
تشير العديد من الأدلة العلمية، بقوة، إلى إمكانية وجود حياة في أجرام سماوية أخرى غير كوكب الأرض. فقد اكتشف علماء الفلك آلاف الكواكب الخارجية التي يبدو أن لها القدرة على دعم الحياة، في حين تم العثور على أدلة محتملة على وجود حياة في الماضي على المريخ. كما توجد قابلية الحياة على الأرض في ظروف قاسية، في حين أن العناصر الكيميائية الأساسية للحياة متوفرة في معظم أنحاء الكون. ولم يتم العثور على دليل يشير إلى أن ظروف نشأة الحياة تقتصر فقط على الأرض. وبالتالي فإن مجمل المعطيات العلمية تدل بقوة على أن الكون غني بإمكانات نشوء حياة خارج كوكب الأرض.