John Frederick Bri-
حكاية جدارية البراديا، التي رسمها جندي بريطاني يدعى جون فريدريك بريل في الفترة (1941- 1943). في قرية صغيرة تقع في أقصى شرق ليبيا، رسم جداريته في مبنى قديم يطل من ارتفاع شاهق على منظر خلاب لشاطئ المتوسط
انضم جون إلى فيلق كتيبة تابعة لسلاح الإشارة الملكي البريطاني أثناء الحرب العالمية الثانية، متطوعاًـ ولم يكن يهوى الحروب والقتال، لكنه في أحد الليالي تواجد في حانة حدث أن دخلها الجنود يفتشون عن الشباب لتجنيدهم، وتصادف وجود رجل مقامر سكير عابث أقنعه بالذهاب، وهكذا أصبح جنديا وتنقل من جبهة إلى أخرى بداية من فرنسا وانسحابه من دونكيرك إلى أن وصل طبرق مروراً بالقاهرة.
رسم كثيرا من الجداريات ومنها جدارية في مبنى الكنيسة التي تهدم جزء كبير منها.
أطلق عليها مباهج الحياة، وفسرت بأنه رسم الحرب والسلام وملذات الفن، حكايات كثيرة قيلت عنه، بإنه كان أسيراً، وأنه كان محكوما بالإعدام، والدته أنكرت ذلك وقالت إنه كان حراً طليقاً.
تعلق بحب الجدارية كثيرون مروا بها، كما يقبل عليها العابثون وعشاق الفن، والدارسون، ومن شاهد الفنان وهو يرسمها، ومن ادعى أنه قتل بعدها بشهور وآخرون ينكرون.
تمضي الأحداث وتتوالى لتخبرنا عن الصراع النفسي الذي عانى منه الرسام، وعن حب فشل أثناء المعارك، وعن صديق مخلص له، وعن شخص ثالث غيور يترصده، وعن إنقاذه من قبل السكان المحليين حتى لا يقع في أسر القوات الألمانية. تروى الرواية بعدة أصوات ولكن هناك راو عليم يتلصص على جميع الشخصيات دون تدخل مباشر منه أو سيطرة على مصائرها. ورغم وجود مواقع جرت فيها معارك، إلا أن الرواية اعتمدت على خيال المؤلفة في صنع أحداث ومشاهد درامية، ضمن خط سردي يبدأ بمحاولة الكشف عن سر المرأة الغريبة، وينتهي بسر جديد بحيث تترك النهاية مفتوحة لاستنباط أسباب اختفاء حكيم، وقد أشار إليها في أحد أوراقه التي عثرت عليها سلمى داخل الحقيبة.